كل قطعة في البيت الديري لها فوائدها إما كمنظر يزيد من جمالية المنزل أو لاستخدامها في عمل ما، و"البقشة" تلك البقعة التي تقع في الحوش من مميزاتها أنها تجمع بين المنظر الجميل والاستخدام المفيد، والتي تعتبر مصنعاً ومخزناً لغذاء السمك.
وللحديث عن "البقشة" التقت مدونة وطن eSyria بتاريخ 27/4/2013 السيد "صهيب الجابر" الذي قال: «من الأشياء المميزة والتي لا تخلو منها بيوت الدير قديماً هي "البقشة" هذه البقعة الموجودة إما في طرف من أطراف "الحوش" أو في منتصفه والتي تحوي داخلها التربة الرطبة التي تساعد على نمو "الخرطانات" كما نسميها نحن في "دير الزور" وهي الديدان التي نستخدمها بالصيد، وهذه الرطوبة تساعد على نمو هذه الديدان، وتعتبر "البقشة" مصنعاً لإنتاجها أو مخزناً يحوي العديد منها، وكثيراً ما كانوا قديماً بعضهم يتحدى بعضاً في جمع اكبر كمية من الخرطانات من "البقش" لأن كثرتها تعني لهم صيداً وفيراً».
اذكر "البقشة" التي كانت متواجدة في بيتنا عندما كنا أولاداً ونجتمع حولها لنكش التربة وإخراج "الخرطانات" وجمعها ووضعها في علبة والذهاب للصيد ولا نهتم بالمزروعات الموجودة لذلك كانت جدتي ووالدتي توبخنا كثيراً لما نفعله وتمنعنا من نكشها وإخراج هذه الديدان لكي لا نفسد منظرها، ولكن التطور العمراني وإزالة الكثير من هذه البيوت لم يتبق من هذه "البقش" إلا القليل ولم تعد تستخدم لأغراض الصيد بقدر استخدامها كمنظر يزيد من جمالية "الحوش"
يتابع: «لا تتوقف الفائدة من "البقشة" عند حد جمع ديدان الصيد وإنما لها فوائدها الاخرى، حيث يتم زراعة كافة الخضراوات البسيطة التي تستخدم في المنزل كالبصل الأخضر والنعناع والبقدونس والفليفلة والحمكة وغيرها من الخضراوات، وبعض المنازل لا تقوم بزراعة هذه الخضراوات وإنما تزرع نباتات الزينة كالورود ليصبح منظر "الحوش" جميلاً، و"البقشة" يكون بها شجرة إما في وسطها أو بأطرافها لتظلل "الحوش" ويستفاد من فيئها صيفاً ومن ثمارها إذا كانت من الأشجار المثمرة كشجرة النارنج في صنع المربى اللذيذ».
وعن شكل "البقشة" يحدثنا الأستاذ "إسماعيل العثمان" بالقول: «بسبب وجود نهر الفرات في المدينة وما يحويه من ثروة سمكية كانت محط اهتمام الأهالي قديماً كمورد للرزق ولممارسة هواية الصيد، وكانت "البقشة" مهمة بالنسبة لهم كمخزن أو مصنع لإنتاج غذاء السمك، وفي البيت الديري كانت من الأساسيات فلا يخلو بيت منها فمثلها مثل "الطنيرة" الغرفة الموجود على السطح لوضع الأغراض، و"الحوش" للجلوس في ليالي الصيف الحارة، وغرفة الجلوس لاستقبال الضيوف، و"السرداب" للقيلولة صيفاً وحفظ المونة وغيرها من الأمور الكثيرة المتواجدة فيه، فلكل قطعة فائدتها واستخداماتها إما للزينة أو للاستهلاك.
ولكن ميزة "البقشة" أنها كانت تجمع بين الاثنين معاً، وهي عبارة عن حوض لا يتجاوز عرضه وطوله المترين يتم ملؤه بالتراب، ومكانها إما وسط الحوش أو على أطرافه والبعض يقوم بتزيينها بالحجر والزخارف الجميلة، وتستخدم لزراعة بعض الخضراوات ونباتات الزينة، ومعنى "البقشة" هو البقعة أو المكان الصغير المنفرد، وكثيراً ما كانت النساء في الحي يتباهين بها فيما بينهن، "فالبقشة" الجميلة دلالة على اهتمام أهل المنزل بها والعناية الجيدة».
السيد "كحيط الفياض" أشار: «اذكر "البقشة" التي كانت متواجدة في بيتنا عندما كنا أولاداً ونجتمع حولها لنكش التربة وإخراج "الخرطانات" وجمعها ووضعها في علبة والذهاب للصيد ولا نهتم بالمزروعات الموجودة لذلك كانت جدتي ووالدتي توبخنا كثيراً لما نفعله وتمنعنا من نكشها وإخراج هذه الديدان لكي لا نفسد منظرها، ولكن التطور العمراني وإزالة الكثير من هذه البيوت لم يتبق من هذه "البقش" إلا القليل ولم تعد تستخدم لأغراض الصيد بقدر استخدامها كمنظر يزيد من جمالية "الحوش"».