فنانة جميلة وموهوبة، عشقت الرقص الشعبي فأجادته، وعملت على تطوير موهبتها بتعلم رقص الصالونات، وكان لها مشاركات في مهرجانات في عدة بلدان حازت من خلالها عدداً من التكريمات مع الفرقة التي تنتسب إليها.
ولمعرفة المزيد عن تجربتها في الرقص التقت مدونة وطن "eSyria" الفنانة "بسمة جمعة" بتاريخ 10/4/2013 حيث قالت: «حلمت منذ طفولتي بارتداء زي ملون والوقوف على المسرح، وقد تحقق جزء من هذا الحلم عندما كنت في العاشرة من عمري أثناء مشاركتي في رقصة عرضت على مسرح المدرسة، فزاد ولهي بالرقص وجعلني أنتسب إلى فرقة للفنون الشعبية السورية في اللاذقية منذ /6/ سنوات، وكانت تلك انطلاقتي في مجال الرقص الشعبي والخطوة الأولى لتحقيق حلمي في أن أصبح راقصة محترفة، وقد تلقيت الدعم والتشجيع من أهلي في المرتبة الأولى لتنمية موهبة طفولية وتحويلها إلى عمل احترافي على الرغم من وجود الكثير من العوائق الاجتماعية حول عمل الرقص بشكل عام، وساهم في ذلك أيضاً تشجيع المدربين الذين أشرفوا على تدريبي لأنهم رأوا موهبتي وعملوا على صقلها ودعمي للاستمرار والمتابعة في هذا المجال».
عفوية "بسمة" في التعامل ومرونة حركتها ساعدتاها على أن تتفوق في هذا النوع من الرقص بسرعة وحرفية عالية
وأضافت: «لم أختر الرقص الشعبي دون سواه وإنما هو من اختارني، فبلدنا بلد الحضارات والتراث والثقافة والرقص الشعبي يعتبر ركيزة أساسية من تراث هذا البلد حيث تجلى ذلك من خلال "الدبكة" في الاعراس والمناسبات دون أن نعرف أصل هذه الرقصة أو الدبكة، أما على المسرح فإننا نقوم بإضفاء الحركة الفنية والمسرحية المعبرة للأرجل والجسد بشكل عام مع الحركات التقليدية على أنغام الموسيقا والأغاني للتعبير عن قصة هذه الرقصة، فالفن الشعبي الراقص هو حكاية حضارة نقدمها للجمهور، ولذلك لا تقل أهميته عن غيره من أنواع الرقص، وأنا أستمتع بالتعبير من خلال الحركات التي أنسجم فيها مع الموسيقا، وقد تعلمت الرقص الشعبي السوري والفلسطيني من خلال عملي مع الفرقتين، وهناك تشابه كبير بين التراثين لأنهما جزء من تراث بلاد الشام مع اختلاف الثوب الفلسطيني عن نظيره السوري إما بشكل التطريز أو اللون فقط».
بالإضافة إلى الرقص الشعبي فإن "بسمة" راقصة صالونات جميلة فتحدثت عن تجربتها هذه بالقول: «بدأت تعلم رقص الصالونات منذ حوالي سنة فقط وخبرتي الحركية في مجال الرقص الشعبي مهدت لي الطريق وجعلت مسيرتي في هذا النوع من الرقص أكثر سهولة وسرعة، ومشاهدة الكثير من الراقصين المحترفين زادت رغبتي في تعلم رقص الصالونات واحترافها، فقمت بالتدرب بشكل مستمر ومحاولة تأدية رقصات عديدة منها "السالسا"، "التانغو"، "التشاتشا"، "الفالس"، و"الزوربا" وتعلمها بمهارة وخفة».
وتابعت: «رقص الصالونات والرقصات اللاتينية هي الرقصات الشعبية الرسمية في بلدانها، فرقصة "الفالس" البطيء في بلدان أوروبا هو رقص المناسبات والأعراس، والسريع منها هو رقص الملوك، و"التانغو" الأرجنتيني هو رقصة الأزواج، أما "السامبا" البرازيلية فهي رقصة الشوارع، فمهما تعددت انواع الرقصات وتنوعت إلا أنها مرتبطة بالعادات والتقاليد المجتمعية ولها جذر واحد هو التناغم بين الموسيقا وحركات الجسد، فعندما توجد الخبرة والموهبة لدى الراقص في مجال معين يسهل عليه الانتقال إلى نوع آخر، فيتعلم بسرعة حركات جديدة مرفقة مع حب واندفاع يعطي المزيد من الخبرة لمسيرته الفنية، ومما سهل انتقالي من الرقص الشعبي الى رقص الصالونات هو رغبتي بتعلم الجديد ومرونة جسدي، فلكل نوع وقته في برنامجي، فأنا أقدم العروض الشعبية مع الفرقة وبنفس الوقت أتلقى مزيداً من دروس رقص الصالونات ولا أرى صعوبة في الجمع بينهما».
أحد أسرار الراقص الماهر هو الحفاظ على اللياقة البدنية وتنظيم الوقت فتحدثت "جمعة" عن ذلك بالقول: «المحافظة على اللياقة والرشاقة ليست بالأمر السهل، فهي تنضوي على صعوبات عديدة تواجه الكثير من الراقصين، فتدريب أشهر ممكن أن يضيع بسبب انقطاع مدة قصيرة عن التمارين أو بحكم إصابة ما، وأنا أحاول تنظيم وقتي بين دراستي الجامعية والرقص والرياضة التي تعد جزءاً مهماً من برنامجي اليومي، وأمارسها إما بالمشي أو رياضة الأيروبيك، بالإضافة إلى تدريبات وبروفات الرقص الشعبي مع الفرقة، والدروس التي أتلقاها في رقص الصالونات».
وأضافت: «أعمل على الوصول إلى الاحتراف فتجربتي بالرقص رائعة وممتعة ولا أكتفي منها، وتزداد رغبتي بالتعبير والإبداع مع الوقت، فمجالات الرقص واسعة جداً وأطمع في تجربة المزيد من الأنواع والاستفادة من الخبرة التي حصدتها خلال عملي بالفرقة».
في رصيد "بسمة" عدد من المشاركات والتكريمات تحدثت عنها قائلة: «تلقيت بطاقة شكر وتقدير على مشاركة في مهرجان للرقص الشعبي في "الجزائر"، ودرع تكريم وتقدير من جامعة "القدس" عن مشاركتي في الاحتفالية التي أقيمت في "فلسطين"، وأهم مشاركة لي هي أول دخول للفرقة إلى فلسطين في عام /2010/، حيث أقامت الفرقة جولة ومجموعه من الحفلات، وأعادت الفرقة الزيارة لها في /2011/ بمناسبة دعوة للأمم المتحدة للاعتراف بدولة "فلسطين"، ومن مشاركاتنا التاريخية أيضاً هي دخولنا "غزة" لإحياء ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية في عام /2012/، وشاركت الفرقة بمهرجان "جرش" في "الأردن" عام /2012/، ومهرجان "جميلة" في "الجزائر" عام /2011/، بالإضافة إلى افتتاح مهرجان "تلمسان" عاصمة الثقافة الاسلامية، ومهرجان "سيدي بو العباس" للتراث في الجزائز /2011/ ، و"المهرجان العربي الافريقي" للفنون الشعبيه في "الجزائر" /2011/، و"الأسبوع الثقافي" في "تركيا" لسنتين على التوالي في /2009/ و/2010/، بالإضافة الى جوله حفلات في الكويت /2010/، وسورية ولبنان والامارات /2011/ وقطر/2012/، والأردن /2010/ و/2011/، ومصر /2010/ و/2012/».
الفنان "شوكت الماضي" مدرب "الدبكة" في فرقة "العاشقين" للفنون الشعبية قال عنها: «انتسبت "بسمة" إلى الفرقة عام /2009/، وكان لها خبرة بسيطة بالرقص الشعبي، فالتزمت بما كان يطلب منها بالتمرينات وأبدت تحسناً ملحوظاً منذ بدايتها، وهي تمتلك روحاً طيبة ومحبوبة من جميع الأعضاء، وتحسن الإصغاء، وتجيد التفاعل مع الجمهور من خلال تعابير وجهها المميزة، وإشراقتها الجميلة على المسرح، وأنا أرى أنها تسير إلى الاحتراف».
أما مدرب رقص الصالونات "عمار حنا" فقال: «تعرفت على "بسمة" عندما قدمت إلى مدرستي مدفوعة بشغف لتعلم رقص الصالونات، واستطاعت التعلم بسهولة لكونها كانت راقصة فنون شعبية بالإضافة إلى جمالها وموهبتها الكبيرة وقدرتها على تعلم كل أنواع الرقص ببراعة وإصرارها على تحقيق ما تصبو إليه».
وتحدث الراقص "أحمد صالح" قائلاً: «تمتلك "بسمة" قدرة كبيرة على الانسجام مع الموسيقا تجعلها تبدو مندفعة وسعيدة تتطاير بفرح أثناء الرقص، وهذا الانسجام يأتي بشكل فطري ما يجعلها تتجرد عن المحيط، دون أن يشتت انتباهها وتركيزها على التفاصيل أثناء الرقص».
الراقص "فيكتور ابراهيم" قال: «عفوية "بسمة" في التعامل ومرونة حركتها ساعدتاها على أن تتفوق في هذا النوع من الرقص بسرعة وحرفية عالية».
يذكر أن "بسمة جمعة" من مواليد اللاذقية، وتعمل الآن مع فرقة للفنون الشعبية الفلسطينية تدعى "اغاني العاشقين" منذ /3 /سنوات.