تصل سرعته إلى 75 كم في الساعة، حيث ينتشر في بادية "دير الزور"، ويتميز بأذنيه الطويلتين وبقصر يديه، يطلق على الذكر اسم "الخزز" وعلى الأنثى "عدنة" وعلى صغير الأرنب "الخرنق".
وتشير التنقيبات الأثرية المكتشفة في وادي الفرات على وجود إناء على شكل أرنب في تل بقرص الأثري "بدير الزور" يعود إلى العصر الحجري الحديث.
حيوانات قليلة النوم، وأغلب وقتها تبقى متيقظة وعيون الأرنب تمكنه من النظر بشكل واسع جداً، حيث تغطي كل المنطقة المحيطة بالحيوان، والذكر أكبر من الأنثى عموماً، وتعيش الأرانب البرية عمر سبع سنوات تقريباً
مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 7/4/2013 المهندس الزراعي "محمد الخضر" الذي تحدث عن "الأرنب البري الفراتي": «يعيش في وادي "دير الزور"، ومن خلال الدراسات والأبحاث تبين أن السلالة التي تعيش في منطقة شمال نهر الفرات أكبر حجماً من السلالة التي تقطن الجهة الجنوبية من النهر، كما أن لونها يكون فاتحاً أكثر من السلالة التي تعيش في المنطقة الجنوبية، وهي حيوانات سريعة تصل سرعتها إلى 75 كم في الساعة عند ملاحقتها حيث تسير بخط مستقيم ثم تنحرف فجأة للهروب من أعدائها، تنشط الأرانب فجراً وعند غروب الشمس، وتسكن في جحور تحفرها في الأرض تتشعب لعدة أنفاق، وعادة ما يكون لها عدة مخارج لتساعدها على الهرب عند هجوم الأعداء».
يضيف: «يتميَّز الأرنب البري بكبر حجمه عن الأرنب الأهلي، كما أنه أسرع عدواً منه، ويتميز عنه بطول الأذنين، وله أيدٍ أقصر من الأرجل تمتاز بمخالب قوية وحادة جداً يستخدمها للقفز ونبش التربة وحفرها، لون الأرنب البري بني غامق متموج بالرمادي، وهو لون يتناغم مع بيئته، ويتراوح وزن الأرنب البري بين كيلو غرام وثلاثة كيلو غرامات».
ويشير المهندس الزراعي "أحمد أيدك" في كتابه "دليل التنوع الحيوي في دير الزور" عن الأرنب البري: «حيوانات قليلة النوم، وأغلب وقتها تبقى متيقظة وعيون الأرنب تمكنه من النظر بشكل واسع جداً، حيث تغطي كل المنطقة المحيطة بالحيوان، والذكر أكبر من الأنثى عموماً، وتعيش الأرانب البرية عمر سبع سنوات تقريباً».
وعن موسم التزاوج يضيف: «يكون موسم التزاوج عادة من كانون الثاني إلى حزيران، ويشهد موسم التزاوج معارك عنيفة بين الذكور، وتحدث الولادات من شباط حتى أيلول، والأرنب الفائز بالمعركة يتزوج الأنثى، ولكي يضمن أن أحداً لن يتزوجها غيره يقوم الأرنب الذكر برش البول الخاص به على الأرنبة الأنثى؛ حتى إذا اقترب أي أرنب ذكر منها يشم رائحة البول وعندئذ يتركها.
تضع الأنثى من 1 إلى 6 أرانب، وتدوم فترة الحمل من 38 إلى 41 يوماً، وتولد صغار الأرانب عمياء ولا شعر لها، وتبدأ الأم في ندف فرائها لتدفئتها، كما تقوم بإرضاعها من 14 إلى 28 يوماً، وتصل إلى مرحلة البلوغ بعمر 7 إلى 9 أشهر وبسبب كثرة ولادة الأنثى وتلوث مؤخرتها بالدماء يعتقد عامة الناس (اعتقاداً خاطئاً) أنها تحيض، غير أن الحقيقة التي تؤكدها المصادر العلمية المتخصصة أنها لا تحيض».
يتابع: «الأرنب البري حيوان من آكلة النبات يعيش على جذور النباتات والأعشاب والحشائش البرية ولا يشرب الماء إلا نادراً، فهو يكتفي بالرطوبة التي تختزنها النباتات البرية التي يتناولها، ويطلق اسم "الخزز" على ذكر الأرنب البري، ويتميز عن الأنثى بكبر حجمه وسرعته وقدرته على منافسة الذكور الأخرى، وتطلق مفردة "عدنة" على أنثى الأرنب البري، وهي الأقل حجماً من الذكر، أما "الخرنق" فهو صغير الأرنب».
ويبين المهندس "رازي العطوان" قائلاً: «تعيش الأرانب البرية في بادية الفرات بشكل فردي وليس في مجموعات، وإذا استشعرت الخطر فإنها تتجمد في مكانها فوراً، وتتميّز الأرانب البرية بأن لها أذنين طويلتين بشكل ملحوظ تساعدان الحيوان على التخلص من درجة الحرارة الزائدة، وعينين كبيرتين واسعتين، وحاسة شم قوية جداً.
وفي أحيان كثيرة تختلط حبيبات الرمل مع الأعشاب التي يتغذي عليها الأرنب فتبلى قواطعه، ولذلك وهبه الله القدرة على نمو القواطع باستمرار؛ لتعويض ما يبلى منها، وللأرنب قناة هضمية فريدة، تختلف عن القنوات الهضمية في العاشبات الأخرى المجترة كالبقر والغنم، التي تستعيد الغذاء لتقوم بمضغه وبلعه، أمَّا الأرنب فإنه يستريح في جحره بعد أن يتناول الغذاء، لا يلبث أن يخرج برازاً أوَّلياً ليناً غير متصلب، يحتوي على بقايا طعام مهضوم جزئياً فقط، فيعيد الأرنب أكل هذا البراز ليستكمل هضمه، ويمتص ما يحتويه من ماء، ثم لا يلبث أن يخرجه على صورة برازه الحبيبي الصلب المعروف، وفي هذه الحالة فإن الأرنب يتبرز خارج جحره ليبقيه نظيفاً».