"المَيدة أو المائدة" موقع طبيعي استثنائي بضخامة صخرته، وموضعها الذي يأخذ موقع الرأس من السفينة، أما زيارة موقعها فإنها رحلة تستحق العناء.
مدونة وطن eSyria قامت بتاريخ 10/2/2013 برحلة استكشافية للوصول إلى "صخرة الميدة" ومعاينتها كموقع طبيعي مميز بصفاته التي تجمع الارتفاع الشاهق مع الوادي السحيق، إضافة للمياه الجارية والأودية المفتوح بعضها على بعض والممتدة لمسافات كبيرة.
تشبه هذه الصخرة في شكلها "المائدة" وتعني مكان وضع الطعام، بسبب شكلها شبه المستوي الذي يمتد على مساحة واسعة تصل إلى500 متر مربع نهاية منحدر جبلي يسمى "قلع الزحلف"، تغطّى قسم واسع منها بسبب العوامل الجوية التي سببت جرف التربة وترسيبها على ظهر الصخرة، وتطل "المَيدة" على واد عميق يجري فيه نهر "الصوراني" مفتوح من الجهتين الشرقية باتجاه قرية "صوران" وسدها "الصوراني" والغربية باتجاه أودية قرية "البلوطة" وينابيع "جورة الحصان"، وتشكل الصخرة زاوية كتلة جبلية تأخذ فيها شكل الرأس من السفينة
لم يكن الوصول إلى موقع الصخرة سهلاً لعدم وجود طريق يمكن السير عليه، إذ تحتاج الرحلة لقطع مئات الأمتار ضمن أحراش قرية "الزريقة" التابعة لمنطقة "الشيخ بدر" وتبعد عنها قرابة 14كم، لكن الموقع الذي تشغله هذه الصخرة يجعل استكشافها تجربة تتجاوز كل عناء، فهي تجمع الموقع الاستثنائي والأهمية التاريخية.
السيد "مفيد اسماعيل" قال: «تشبه هذه الصخرة في شكلها "المائدة" وتعني مكان وضع الطعام، بسبب شكلها شبه المستوي الذي يمتد على مساحة واسعة تصل إلى500 متر مربع نهاية منحدر جبلي يسمى "قلع الزحلف"، تغطّى قسم واسع منها بسبب العوامل الجوية التي سببت جرف التربة وترسيبها على ظهر الصخرة، وتطل "المَيدة" على واد عميق يجري فيه نهر "الصوراني" مفتوح من الجهتين الشرقية باتجاه قرية "صوران" وسدها "الصوراني" والغربية باتجاه أودية قرية "البلوطة" وينابيع "جورة الحصان"، وتشكل الصخرة زاوية كتلة جبلية تأخذ فيها شكل الرأس من السفينة».
وتابع: «تفصل أحراش طبيعية حجر "المَيدة" عن مزارع القرية ولمسافة تتجاوز 200 متر، ويجب قطع هذه المسافة قبل الوصول للموقع، في حين يندر وجود تشكيلات صخرية قريبة من "المائدة" عدا بعض الكهوف القريبة، كما أن الصخرة جزء من سلسلة صخرية انكسارية تأخذ شكل ضلعي مثلث والصخرة رأسه، ويمكن مشاهدة سلسلة صخرية مطابقة في الجهة الثانية الغربية من الوادي، ولصخرة "الميدة" امتداد حر في الهواء يجعلها أكثر هيبة وبالاتجاهين الشرقي والغربي الجنوبي. يأتي بعض الناس ممن سمعوا بالصخرة أو مرّوا بالمصادفة من الجهة المقبلة حيث تظهر "الميدة" بشكلها الحقيقي، وتكون الغاية التقاط بعض الصور التذكارية والتمتع بجمال الطبيعة الذي يملك هنا بعداً آخر».
يحتاج التقاط صور توضيحية للصخرة إلى الانتقال للجهة المقابلة، حيث يتوضح المشهد بشكل آخر أكثر جمالاً، عدا إمكانية وضع رسم توضيحي للمنطقة المحيطة بالصخرة والكتلة الجبلية المشكلة لها.
يملك حجر "المَيدة" بعداً تاريخياً يحدثنا عنه السيد "محسن اسماعيل" موظف متقاعد من قرية "الزريقة" فيقول: «كانت المنطقة المحيطة بالصخرة منطقة سكنية صغيرة، والأحراش مقطوعة في المحيط القريب من الصخرة حيث التواجد السكاني وحراثة الأرض، أما الصخرة بحد ذاتها فكانت مكاناً لتجمع عدد من الرجال من أصحاب الفكر والعلم وبعضهم رجال دين بقصد الاجتماع والتأمل من جهة، وهرباً من تسلط الاحتلال الفرنسي في أواخر عهده من جهة أخرى، حيث تمكن بعض عملاء ذلك الاحتلال من التعرف على هذا المكان، واستطاعوا الوصول إليه وتصفية عدد منهم على هذه الصخرة تحديداً، أما دلائل وجود السكن هناك فكثيرة ، بدءاً من أماكن محفورة في الصخر لوضع "قدور الطعام" والطهو، مروراً ببقايا أشجار الرمان التي لاتزال موجودة في تلك الأحراش، وصولاً إلى بعض الينابيع الصغيرة المتناثرة حول الصخرة واللازمة لوجود الحياة.
وبمرور الزمن وهروب سكان تلك المنطقة، عادت الأحراش إليها وتغطى قسم منها بفعل العوامل الطبيعية، وعادت الصخرة لتصبح مكاناً مجهولاً أهمله أهل قريتنا رغم معرفتنا ومعاصرة أهلنا لقصة تلك الصخرة، وأصبح ذهابنا بطريق المصادفة لا أكثر، أو لإيصال احد الراغبين بالوصول إليها من زوار المنطقة».
يقول الشاب "فادي طرفة" طالب جامعي زار صخرة "المَيدة" في 2010: «أتيت إلى هذه المنطقة برفقة صديقي من قرية "المريجة" القريبة من قرية "الزريقة" وكنت حينها قاصداً قلعة "الكهف" المجاورة، وللحقيقة سعدت جداً بهذا المنظر الخلاب من أعلى الصخرة، كما أن للهدوء حكاية أخرى في هذا المكان الذي يجمع الفراغ الواسع المحيط بالصخرة من ثلاث جهات، إضافة لمنظر النهر تحت الصخرة والمناظر الطبيعية عموماً، من الجميل جدا مراقبة الطيور من هذا الموقع، فالواقف على الصخرة قادر أن يرصد كل ما تحته من غابات وأودية طويلة جداً، وبالطبع هذا يحتاج لمنظار مقرب. اتمنى أن تكون مناطق كهذه مؤهلة بشكل آخر فيسمح لأكبر عدد من الناس بزيارتها، لأن المنطقة وعرة جداً ولا يأتي إليها سوى الهواة ومستكشفي الطبيعة».
يذكر بأنه للوصول إلى صخرة "المَيدة" من مدينة طرطوس يمكن اتباع طريق "طرطوس، الشيخ بدر، بريصين، بنمرة، الصوراني" وصولاً إلى قرية "الزريقة" حيث توجد صخرة "المائدة".