مناسبة الزواج ليســت كـأي مناسبــة في حوران، يحـــتفل فيها الصـغير والكــبير ويعــبرون عن فرحــتهم بعدة أمور عبر أشكال فلكلورية وأعراف متوارثة وآداب متعددة غنية بالتراث الشعبي، والزفة من أهم أركان الفرح، حيث يجتمع المقربون للعريس في مكان للتعبير عن فرحتهم ويسيرون معه من مقره حتى مقر الاحـتفال.
مدونة وطن eSyria التقت الباحث في التراث السيد "تيسير الفقيه" فقال: «لا تزال المناسبات الاجتماعية من الأفراح والأعراس في حوران تشكل مخزوناً ثقافياً ينم عن تراث المحافظة ومدى تأثرها بهذا التاريخ، ويتميز بعادات وتقاليد قديمة غنية بالتراث الشعبي الأصيل الذي لا تزال متبعة لوقتنا هذا، ومنها زفــة العريس التي لها العديد من العادات والتقاليد التي قد تخــتلف من منطقة إلى أخرى.
من عادات وطقوس الزفة الحورانية ممارسة "السامر البدوي" "الدحيه"، وهذا يعني أن هناك مجموعه من الرجال يقفون مقابل بعضهم بعضاً ويرددون بالأهازيج فيقولوا: يا حلالي يا مالي يا ربعي ردو عليا / والله يالي زغرتي يام العيون الغاظيه الله يسعد مساكم ياهل الوجوه الرضيه / يا هلا بك ويا هالي انستونا بملقاكم في حارتنا العاظيه / يا هلا بك ويا هالي سلام الله عليكو مع مليون التحيه / يا هلا بك ويا هالي ياام الطرف المبلول يا حلوه ويانشميه / يا هلا بك ويا هالي هلّي بالشعر المجدول والرقصه الحورانيه.. حِيلِّي حيي.. حِيلِّي حيي.. حِيلِّي حيي.. حِيلِّي حيي
تعتبر الزفة الحورانية من أجمل الاحتفالات في الأفراح حيث يركب العريس على الحصان، ويسير إلى مكان الزفة، ومن حوله الصبايا والشبان يرقصون، ويزغردون ويغنون، وأجمل ما في الموضوع مشاركة أهل المنطقة في الزفة سواء أكانوا يعرفون العريس أم لا، ومن الأغاني التي تردد:
طلع الزين من الحمام الله واسم الله عليه/ العريس زين وذكره زين
العريس يا كحيل العين/العريس خاطبـه ربه جمعة وليلة الاثنين.
ويقف الرجال قليلاً وهم يرددون:
هانا واربط باب الدار تاتطلع بنت المختار
تلولحي يـــــا داليـــة يا ام غصون العالية
تلولحي عرضين وطول تلولحي لأقدر أطول
درج يا غـــــــزالي مــــال الناس ومــــــالي
دير الميّ عالعريس واتهني يــــا أم العريس
عريسنا زين الشباب وزين الشباب عريسنا.
ويستمرون يرددون الأغاني والهجينيات سائرين إلى مكان الزفة الرئيسي، وهناك تبدأ رقصات الدبكة فترة طويلة من الزمن على أنغام المجوز والشبابة والطبل، وفي هذه الأثناء يقف أهالي القرية وأقارب العريس ليوقفوا الزفة أمام منازلهم وتقدم المشروبات الخفيفة للعريس ومن معه في الزفة».
ويقول الباحث في التراث "ابراهيم الشعابين" : «الزفة ما يهتف للعريس من بعد الانتهاء من "حمام العريس"، ومن هذه المشاهد خروج النساء من نوافذ بيوتهن ورمي الحلويات والسكاكر والرز على العريس والذين يزفونه.
وبعدما يخرج العريس من الحمام، تبدأ الزفه وفي العادة يقوم أحد أصدقاء العريس بدعوته للحمام والحلاقة إلى بيته، حيث يجتمعون حوله، وتبدأ الزفة في هذه الحالة من البيت الموجود فيه العريس حتى يصل إلى بيت أهله، ويقوم أحد الموجودين بترديد الهتافات والبقيه ترد عليه وتقول:
رشو من العطر على العريس / كل احبابه حوليه
ياعريس يابو العقال / من وين صايد هالغزال
ياعريس يابو الربطه / من وين صايد هالبطه
يا محلا ضرب الشباري / يا محلا ضرب الشباري
ياويل اللي يعادينا.. / يطلع برة يلاقينا
عريس الزين وياغالي / ياعود اخضر وشيالي
والبوسه منه بتحلالي / عريس الزين مابيعو
لو جابلي الثمن غالي / لو جابلي الثمن غالي».
السيد "محمد فتحي المقداد" الباحث في التراث قال: «من عادات وطقوس الزفة الحورانية ممارسة "السامر البدوي" "الدحيه"، وهذا يعني أن هناك مجموعه من الرجال يقفون مقابل بعضهم بعضاً ويرددون بالأهازيج فيقولوا:
يا حلالي يا مالي يا ربعي ردو عليا / والله يالي زغرتي يام العيون الغاظيه
الله يسعد مساكم ياهل الوجوه الرضيه / يا هلا بك ويا هالي
انستونا بملقاكم في حارتنا العاظيه / يا هلا بك ويا هالي
سلام الله عليكو مع مليون التحيه / يا هلا بك ويا هالي
ياام الطرف المبلول يا حلوه ويانشميه / يا هلا بك ويا هالي
هلّي بالشعر المجدول والرقصه الحورانيه..
حِيلِّي حيي.. حِيلِّي حيي.. حِيلِّي حيي.. حِيلِّي حيي».
ويتابع: «عند الانتهاء من ممارسة عادة وتراث "السامر" تنتهي زفه العريس، ويتوجه العريس لبيت العروس حيث تبدأ زفة العروس، وفي العادة تكون النساء المشاركات بالزفة من أقارب العريس من أخواته وعماته وخالاته، وهن اللواتي يقمن بالغناء والأهازيج أثناء إخراج العروس من منزل والدها، وهنا يقلن:
طالعين من باب هالدار لابسين ملبسين
لابسين الجوخ الأخضر على كتوف السلاطين
يخلف عليكم كثر الله خيركم
بالفرحه نجيكم ونهني عيلتكم
وطبعاً جميع أخوات العروس وأهلها وصاحباتها يبكين ويرددن:
رفقات العروس تعالوا تانودعها / وإحنا نودع وهي تسكب مدامعها
خيتنا يا عروس لا تبكي وتبكيني / نزلت دموعك على خدك حرقتينا
لا تطلعي من بويتي يا معدلتي / افرحي وتهني».
السيد "هشام حرفوش" أحد المهتمين بالتراث الحوراني قال: «الأفراح في حوران لها نكهة خاصة ولها تقاليد وعادات متبعة كباقي محافظات القطر، وهي أشبه ما تكون بالقوانين التي تنظم مجريات هذا الموضوع، وتضع له الضوابط والنظم. قد يبهرنا الحاضر بما يحمله من عادات جديدة يفرضها على مختلف ملامح الحياة يوماً بعد يوم، ولكن ورغم ذلك يبقى هناك دوماً الحنين للماضي، الذي يحتضن تفاصيل مهمة ومنها الزفة التي تعد من أهم أركان الفرح والعرس الحوراني، بما تشملها من أغاني ومفردات مهمة تنم عن التراث الحوراني، والعادات التي يجب أن ترافقها كركوب العريس على حصان عربي أصيل، والتجول في شوارع وأزقة القرية برفقة جميع المحبين وترافقه زغاريد النساء والأهل».