«تعد الفروة الديرية، والنموذج المعاصر منها "الإبطية" أحد عناصر إحياء التراث في "دير الزور" حيث كانت تعتبر اللباس الشعبي الأول فيها، وذلك لتوفر مستلزمات صناعتها في البيئة المحلية، كذلك صانعيها الذين أخذوا المهنة وأبدعوا فيها ليقترن اسم الفروة باسم "دير الزور" لتفوقها في صناعتها، كما أنها تتلائم مع مناخ المنطقة الصحراوي وتلبس صيفاً وشتاءً».

هذا ما قاله السيد "عامر النجم" تاجر فراء لمدونة وطنeSyria بتاريخ 23/11/2009 مضيفاً حول صناعتها بالقول: «الفروة الديرية تصنع من جلود الأغنام فقط فبعد الذبح يتم وضع الملح، ومادة الشّب على الجلد حتى يجف، وبعد ذلك يتم تنظيفه بواسطة مقشط خاص لإزالة بعض العوالق أو الزوائد اللحمية حتى يصبح طرياً، ونقوم بتمشيط الصوف الواقع على الجهة الأخرى لتنظيفه من العقد والشوائب، بعد ذلك ننتقل إلى مرحلة الخياطة ويكون ذلك بواسطة خيطان قوية خاصة ومخرز خاص، ويُفصّل من هذه الجلود فراء يكون بمقاسات مختلفة لكي يلائم جميع الأجساد، ويتم تصنيعها بمقاسات مختلفة».

مهنة الفرواتي اكتسبها أبناء البلد أباً عن جد وأصل الصناعة جاءت من حلب حيث قدم بعض أصحاب هذه المهنة إلى دير الزور وامتهنوها فيها وتعلم بعض أبناء البلد منهم وأخذوها عنهم

وأوضح "النجم" أن:«الفروة تصنع بلا قبة أو ياقة ويطبق على الجلد القماش الأسود المصنوع من "الجوخ الإنكليزي"، وحديثاً تم الاعتماد على "الجوخ الهندي"، ويطرز عليه أشرطة من ناحية الأكمام والصدر ومن أسفل الفروة على امتداد محيطها، وعلى الظهر على شكل زخارف هندسية متناسقة، وتحدد تلك الأشكال في غالب الأحيان حرفية الصانع».

وأشار "النجم" إلى أن هناك نوعاً آخر من الفروات يدعى الإبطية دخلت على المهنة حديثا، وبين شكل وطريقة صناعة الإبطية «تكون الإبطية على شكل جاكيت بلا أكمام يكون له عدة جيوب من الأمام، أما طريقة تصنيعها فهي مماثلة لطريقة صناعة الفروة، وهي تتفوق حالياً على الفروة العادية خاصة من خلال ارتدائها بشكل كبير من قبل سكان المدينة من باب حفظ التراث والتقاليد كما أنها تعد هدية لها خصوصيتها حيث يتم إرسالها إلى الأصدقاء في المحافظات الأخرى، أو حتى يقوم المغتربون من أبناء البلد بإهدائها إلى معارفهم، وأصدقائهم في بلدان الاغتراب».

ونوه "النجم" إلى أن جودة الفروة والإبطية وسعرهما يتحددان بحسب نوعية الجلود المصنعة منها فقال:«إن أجود أنواع الفراء والابطيات، وأغلاها ثمناً تكون مصنوعة من جلد الطلي /الطرحة/ وهو الخاروف الصغير الذي يكون قد مات في بطن أمه, أما المرتبة الثانية في الجودة فتصنع من جلود الأغنام الصغيرة حديثة الولادة, بينما الجلد ذو الصوف القصير فيحتل المرتبة الثالثة، أما أقل الأنواع جودة، وأرخصها ثمناً فيكون من جلود الإناث "النعجة" ذات الشعر الطويل، وحالياً دخلت الأقمشة الصوفية والجلود الصناعية على صناعة الفروة وهذا ساهم في انخفاض جودتها وسعرها أيضاً».

عامر النجم

ومن جهته بين "صلاح الفرواتي" صانع فراء أن مهنة صناعة الفراء أو الفرواتي مهنة دخيلة وأوضح ذلك بالقول: «مهنة الفرواتي اكتسبها أبناء البلد أباً عن جد وأصل الصناعة جاءت من حلب حيث قدم بعض أصحاب هذه المهنة إلى دير الزور وامتهنوها فيها وتعلم بعض أبناء البلد منهم وأخذوها عنهم».

وأشار "الفرواتي" إلى أن المهنة في تراجع فقال: «مهنة الفرواتي في تراجع، وذلك بسبب قلة الأغنام وجلودها التي تعتبر المادة الأساسية التي تقوم عليها صناعة الفراء نظراً لظروف الجفاف التي أصابت المنطقة خلال السنوات الماضية ما أدى إلى انخفاض عدد المواشي ومربيها كما أن تغير الذوق واتجاه معظم سكان المحافظة لارتداء الثياب على الموضة أدت إلى تراجع المهنة أيضاً».

وختم "الفرواتي" حديثه بالقول:«سكان الريف والقرى ما يزالون محافظين على ارتدائهم للفروة أكثر من سكان المدينة، ويتم ارتداؤها شتاء وفي بعض الأحيان صيفاً كونها تعزل الجسم عن الجو المحيط فتقيه من الحرارة والبرودة وتحافظ على درجة حرارته الطبيعية».