عند انتصاف الربيع يبدأ موسم حلاقة صوف الأغنام، فهذا الوقت من كل عام مخصص في القامشلي وريفها لحلاقة قطعان الأغنام دون قطعان الماعز أو الخراف الصغيرة، فتجد أن مربي الأغنام قد فرشوا أنعامهم بشكل جماعي بانتظار أحد المختصين ليقوم بالحلاقة.
موقع eHasakeh وبتاريخ 28/4/2012 زار إحدى القرى المجاورة لمدينة "القامشلي" ليتعرّف على أجواء وطريقة حلاقة الأنعام والتي تكون في هذه الفترة الزمنية بالتحديد وكانت بداية اللقاء مع أحد مربي الثروة الحيوانية السيّد "صالح الحاج محمود" حيث قال: «هذه الطقوس تشهدها قرانا بشكل دوري كل عام، وبالتحديد عند الأسر التي تملك أغناماً، فالغنم هو الوحيد الذي يُحلق فلا يجوز حلاقة الماعز أو الخروف الصغير، ولكن قديماً كنّا نعاني كثيراً من الحلاقة والسبب قلّة الحلّاقين فأحياناً قرية بأكملها لم يكن يوجد فيها حلاق، وكنّا نضطر أحياناً للاستعانة بأحد حلّاقي القرى المجاورة، وعند اجتماع الغنم وإقبال الحلاق على حلاقتها كان الجميع يجلس بالقرب من تلك الأجواء وعلى مقربة منهم الأطفال والنساء والكبار مشكلين لوحة وصورة حلوة وجميلة، فهم يعتبرون تلك الأجواء نادرة ومميزة».
منذ مئات السنين نحن وأجدادنا في الريف، نعيش على الزراعة والأنعام، فمنذ القديم وعائلتنا تحوي المئات من الأغنام، وهذه الأغنام تحتاج للرعاية والسقاية والمرعى، وللحلاقة أيضاً أي حلاقة الصوف ونزعه من جسدها بالكامل، وعلى مدار السنوات وفي الأسرة من يتقن ذلك الاختصاص لأننا بحاجة لحلاق في الأسرة فأغنامنا كثيرة وتعليم أحدنا واجب علينا، واللافت في الأمر أن بعض أهالينا من مدينة "القامشلي" يؤكدون أنه مع يوم الحلاقة يجب أن يحضروا ليشاهدوا تلك الأجواء الممتعة، وتلك الأجواء في يوم ربيعي تكون حصراً
أمّا السيّد "علي السعيّد" فقد تحدّث عن تلك الأجواء بالقول التالي: «منذ مئات السنين نحن وأجدادنا في الريف، نعيش على الزراعة والأنعام، فمنذ القديم وعائلتنا تحوي المئات من الأغنام، وهذه الأغنام تحتاج للرعاية والسقاية والمرعى، وللحلاقة أيضاً أي حلاقة الصوف ونزعه من جسدها بالكامل، وعلى مدار السنوات وفي الأسرة من يتقن ذلك الاختصاص لأننا بحاجة لحلاق في الأسرة فأغنامنا كثيرة وتعليم أحدنا واجب علينا، واللافت في الأمر أن بعض أهالينا من مدينة "القامشلي" يؤكدون أنه مع يوم الحلاقة يجب أن يحضروا ليشاهدوا تلك الأجواء الممتعة، وتلك الأجواء في يوم ربيعي تكون حصراً».
وكان لأحد الحلاقين السيّد "غسان حسين العبد الله" حديث عن كيفية حلاقة الأغنام عندما قال: «ليس بمقدور أي شخص ممارسة تلك المهنة، لأنها حساسة جداً، وتتطلب الدقة والصبر والتعليم المثالي، فتعليمي لتك المهنة استمر لمدة عامين، وعندما أتقنتها أحببتها فباتت هوايتي المفضلة، وقبل كل شيء الغنم الذي تجاوز عمره العام هو الوحيد الذي يحلق وينزع منه صوفه بالكامل عن طريق مقص كبير نوعاً ما وحاد جداً يسمى "الزو"، وقبل البدء بالحلاقة يبطح الغنم على الأرض ونربط جميع أرجله كي نتحكم به، ونبدأ من عند رأسه نزولاً لبطنه وأرجله، وتتطلب الحلاقة الدقة الشديدة حرصاً على عدم تجريح الغنم، والجاهل أو الأمي في الحلاقة قد يبقر بطنها ويقتلها بخطأ من خلال المقص الحاد جداً، فعندما كنت في بداية تعليمي كنت أبقى على الغنم الواحد أكثر من ساعة أمّا الآن فخمس عشرة دقيقة تكفي لحلق واحدة».
ويتابع السيد "غسان العبد الله" حديثه عن مهنته حيث يقول: «أما الوقت المثالي للحلاقة فهو شهر نيسان حيث ينتهي البرد بعد شهر آذار نهائياً فالصوف يحميه من البرد، وبذلك نكون على مقربة من وقت الحصاد أي في شهر أيار وهو الوقت الذي ينمو الصوف من جديد، الماعز لا يحلق لأن صوفه يسقط من تلقاء نفسه ويكسوه أيضاً بإرادة ربانية، والخاروف الصغير قبل العام لا يحلق أيضاً، أمّا الغنم فالشرط عند كل عام من هذا الوقت يحلق، حتّى الزمن له أهمية فيفضل أن يكون عند العاشرة صباحاً فالحرارة حينها تكون معتدلة، والصوف الذي ينتزع منه يستفاد منه كثيراً في الكثير من مستلزمات المنزل، وهناك من يفضل بيعه في الأسواق، ومن يكون خبيراً في الحلاقة يستطيع أن يحلق أربعين رأساً من الغنم في اليوم الواحد، وفي الفترة الأخيرة توجّه الشباب في القرى لإتقان هذه المهنة لضرورتها وأهميتها».