لا يكاد يخلو شارع من شوارع مدينة دير الزور منها، فلابد أن تجد مطعماً كبيراً أو دكاناً صغيراً يقدمها، فهذه الوجبة تعتبر من وجبات النجمة الواحدة وحتى الخمسة النجوم.
إنها وجبة "الحلولوات" كما تسمى في دير الزور، وهي تشابه وجبة "المعلاق" المعروفة في بعض المحافظات السورية والمكونة من مشاوي "الكبد والقلب والرئتين والطحال والقصبة، "eSyria" جال بتاريخ "13/5/2012" في بعض أحياء "دير الزور" والتقى السيدة "الهام شحاذة" من أهالي حي "المطار" والتي تحدثت عن هذه الوجبة بالقول:
إن وجبة الحَلَوْلَوات تعد من الأكلات الشعبية مثلها مثل أي شيء تراثي نهتم به وليس لها وقت محدد في تناولها صباحا ومساء وإذا لم نتذوقها يوميا نكتفي بشم الرائحة
«إن المشاوي- الحلولوات- من المأكولات الشهيرة في دير الزور ولها ما يميزها من غيرها ورائحتها تشد المارة فأينما توجهت تشم هذه الرائحة فإذا ذهبت ماشيا على الأقدام أو كنت في السيارة تجد أن محلات للشوي منتشرة في الشوارع بكثرة ولا تختلف عن بعضها بعضاً إلا بفارق بسيط هو الحجم إما بالكبر أو الصغر وأحياناً بالمنقل وأسياخ الشوي.
أما السر فهو الرائحة فكثيراً ما أحاول أن أراقب البائع وأتابع حركته وطريقته بالعمل لاكتشاف سر هذه الأكلة، فهل التقطيع هو السر أم التتبيلة أم طريقته بالشواء؟ ولكنني فشلت في اكتشاف السر لذا تراني من مرتادي هذه المطاعم على الداوم».
«إن وجبة الحَلَوْلَوات تعد من الأكلات الشعبية مثلها مثل أي شيء تراثي نهتم به وليس لها وقت محدد في تناولها صباحا ومساء وإذا لم نتذوقها يوميا نكتفي بشم الرائحة» بهذه الكلمات عبر الشاب "رامي النوارة" من أبناء حي "التكايا" عن حبه "للحَلَوْلَوات" .
وتابع "النوارة": «الجميل في الموضوع أنه لا يوجد هناك طبقات معينة تتناولها فجميع النخب اقتصادية كانت أم اجتماعية تتناولها فالفقير والغني، الصغير والكبير يقفون جميعهم لتناولها والتلذذ بطعمها ومنهم من يساعد صاحب المحل في عملية الشواء أو في لف "سندويش" حيث تكون الخدمة ذاتية في بعض الأحيان عندما يكون هناك ازدحام على صاحب المحل وهذا من الأشياء المميزة فيها».
أما "يحيى الشبل" صاحب محل لمشاوي "الحلولوات" في حي "المطار" فيقول: «هي مهنة كسائر المهن لها طريقتها وأدواتها في العمل حيث يتم غسل "المعلاق" بالماء ويتم فصل كل قطعة منها على حده وإزالة الدهن المتراكم أو الأشياء التي لا تصلح للأكل وبعدها يتم تقطيعه إلى قطع متوسطة الحجم رأس العصفور أو حبة الجوز ويضاف الملح والبهار ويفرك مع اللحم ومن ثم نغرس القطع بالأسياخ ويوضع بين القطع بصل وقطع من الدهن ويتم الشواء على نار هادئة لكي لا يحترق اللحم من الخارج ويبقى من الداخل نيئاً».
ويضيف "الشبل": «ولهذه الأكلة عشاقها فهناك الكثير من الزبائن من خارج المحافظة، فالزوار عند زيارتهم لأحياء دير الزور ومشاهدتهم للازدحام على "الحلولوات" يطلبونها، وهنا أحب الإشارة إلى أن هذه الأكلة موجودة في جميع المحافظات السورية تقريباً ولكن مع اختلاف في المسميات؛ فمثلا بعض أبناء المحافظات يأتي ويقول "اعمل لي سودة" ونحن نسميها "كبده"، ويقول "فشه" ونحن نسميها "فرافيش" وغيرها من المسميات ونحن نقول لها بالمجمل حَلَوْلَوات».