يتواجد "جرن الشيخ" من القسم الجواني من غالب حمامات السوق بدمشق، يوم كان الاعتماد على هذه الحمامات أمراً لا بد منه في الاستحمام، قبل أن يتوافر في كل بيت ركن خاص للاستحمام.
موقعنا بتاريخ 17/1/2012 التقى السيدة "منيرة أحمد" من سكان منطقة "ساروجا" لتحدثنا عن "جرن الشيخ" قائلة: «كان من النساء من توقد لهذا الجرن قنديلاً أو شمعة ليلة الإثنين والجمعة، ومن النساء من يفضلن الاستحمام على هذا الجرن، بل إن منهن من تحجز الاستحمام حول جرن الشيخ مقدماً، فتفرض على الجرن حمايتها في ذلك اليوم، وهن يدفعن في سبيل ذلك الإكراميات، وقد ينذرن سكب عدد من الطاسات من ماء ذلك الجرن إذا تحققت لهن رغبة يتقن إلى تحقيقها، فمازلت أذكر تماماً "جرن الشيخ" المتواجد في قرب دارنا القديم، حيث احتلت هذه المساحة من الحمام مكانة كبيرة في ذاكرتنا الدمشقية، ولعلها من أهم الأماكن التي تميزت بها حمامات الدمشقيين».
ينسب هذا الجرن عادة إلى شيخ يكون قبره أو مقامه في جوار الحمام أو قريباً منه، كحمام "السروجي" في حي "الشاغور" وحمام "القرماني" في أسفل سوق "العتيق"، قبل تنظيم هذه المنطقة وتحويلها إلى حديقة عامة على ما يجري فيها من أعمال التنقيب الأثرية، وكذلك حمام "السكاكري" في "القزازين". وقد ينسب ذلك الجرن لمن كان له يد أو إسهام في بناء الحمام، على اعتبار أن الحمام في الأصل مرفقاً عاماً أنشئ لإسقاط الجنابة والطهارة ولذلك كنا نجد أن معظم حمامات "دمشق" كانت بجوار المساجد
وعن تنسيب هذا الجرن يخبرنا الأستاذ الباحث "محمد مروان" بقوله: «ينسب هذا الجرن عادة إلى شيخ يكون قبره أو مقامه في جوار الحمام أو قريباً منه، كحمام "السروجي" في حي "الشاغور" وحمام "القرماني" في أسفل سوق "العتيق"، قبل تنظيم هذه المنطقة وتحويلها إلى حديقة عامة على ما يجري فيها من أعمال التنقيب الأثرية، وكذلك حمام "السكاكري" في "القزازين".
وقد ينسب ذلك الجرن لمن كان له يد أو إسهام في بناء الحمام، على اعتبار أن الحمام في الأصل مرفقاً عاماً أنشئ لإسقاط الجنابة والطهارة ولذلك كنا نجد أن معظم حمامات "دمشق" كانت بجوار المساجد».
يتابع: «ومن الحمامات ما كان "جرن الشيخ" فيها منسوباً إلى غير هؤلاء، فجرن الشيخ في حمام "النوفرة" منسوب إلى سيدنا "يحيى"، وجرن الشيخ في حمام "الدرب" منسوب إلى الشيخ "محمد الأشمر" المجاهد المعروف ضد الاستعمار الفرنسي، وجرن الشيخ في حمام "المقدم" منسوب إلى شيخ الصوفية "محيي الدين ابن عربي".
كما قد يطلق اسم جرن الشيخ على مقصورة بكاملها أو أكثر من القسم الجواني في الحمام، ولعل ذلك من أسباب ترغيب الزبائن من النساء بارتياد الحمام عن غيره من الحمامات الأخرى، وذلك على سبيل المثال التبرّك أو وفاء النذر، ومن ذلك ما لاحظناه في حمام "التوريزي" في منطقة "قبر عاتكة" بالقرب من حي باب "السريجة" بدمشق، ففي القسم الجواني من حمام "التوريزي" هذا ثلاث مقاصير هي مقصورة "ستي عاتكة" إلى الشمال الغربي من إيوان الجواني الغربي، ومقصورة الشيخ إلى الجنوب الغربي من الإيوان المذكور، ومقصورة ثالثة هي مقصورة "العاشقة" إلى الشمال الشرقي من الإيوان الشرقي من القسم الجواني بهذا الحمام».
ويقول المعمر الدمشقي "عبد الحي الإيوبي": «إن "جرن الشيخ" القسم الداخلي من الجواني في حمامات "دمشق" له ارتباط كبير بالنساء اللواتي كن ينذرن على شيء معين ويتحقق، فالخطوة الأولى كانت هي التوجه إلى حمام السوق في القسم الجواني قرب "جرن الشيخ" هذا الجرن الذي له مكانة شبه مقدسة أو دينية، ففي أغلب الحمامات يكون مكان هذا الجرن قريباً من مقام أحد الأسياد أو الشيوخ الدمشقية للتبرك به وقت الاستحمام، وقد احتفظت معظم حمامات السوق و"دمشق" بهذه الأماكن الداخلية من الحمام والتي يرتادها بعض النسوة إلى الآن مع تطور الحمامات المنزلية الخاصة، إذ مازال المكان يعبر عن تراث وفكر معين لدى أهل "دمشق"».
من الجدير بالذكر أن الكثير من حمامات "دمشق" مازالت محتفظة بهذا القسم وخاصة في منطقة "ساروجا" و"القيميرية".