بلونها الأبيض الناصع وعددها الكبير تتوزع أزهار "اليوكا" بشكل عنقودي حول عنقود الزهر، مشكلة منظراً استثنائياً في المكان المزروعة فيه طوال أربعة أشهر.
تعتبر "اليوكا" من النباتات المعمرة ذات المنشأ الصحراوي والتي قد يصل طولها إلى أربعة أمتار وطول عنقود الزهر إلى المتر ونصف، وهي تزرع غالبا في الحدائق الواسعة حول المنازل.
تصاب "اليوغا" أحيانا ببعض الأمراض الفطرية، وأمراض العفونة "عفن رمادي" وحينها تحتاج لبعض أنواع المبيدات المتوافرة، وباعتبار أنها تزرع خارجا فهي بالتالي مقاومة للأمراض ومشاكل تقلب الطقس
السيد "ظافر ناصر" صاحب مزرعة في مدينة "طرطوس" جرب زراعة "اليوكا" أمام منزله، يقول محدثا "eSyria" خلال زيارتنا له بتاريخ 1/2/2012 : «زرعت "اليوكا" بالمصادفة ودون معرفة شيء عنها، عبر زراعة فرع صغير انتزعته من نبتة كبيرة، وهذه السنة حين أزهرت أدركت تماما مدى جمالها، فهي تزهر نهاية شهر آب، حيث تظهر البراعم على عنقود الزهر تدريجيا إلى أن يكتمل طوله والذي يتراوح بين "50 و150 سم" بحسب العمر ومستوى العناية، حينها تظهر زهور "اليوكا" بمنتهى جمالها، وتستمر الزهور حتى منتصف فصل الشتاء حيث تتساقط، وتبقى أوراقها ذات الشكل "الرمحي"- بطول يجاوز 30 سم- مصدر جمال طبيعي يزين حديقة المنزل طوال أشهر السنة».
ويضيف: «لم ألحظ أي استخدام لبذور "اليوكا" عند محاولة إنبات شتلات جديدة منها، وإنما يتم نزع فروع صغيرة وزراعتها من جديد، وبالنسبة للتربة المناسبة لزراعتها، فقد وجدت أنها تنمو في جميع البيئات حتى إنها تشبه "الصباريات" من حيث قدرتها على البقاء خارج التربة لفترة طويلة دون أن تموت وهذا يعني أنها تعيش في بيئة فقيرة بالمياه وفي نفس الوقت تنمو وتزدهر في البيئة الغنية بالمياه وتزداد حجما وجمالا في جذعها وأوراقها وأزهارها».
في أحد المشاتل الزراعية التقينا بالسيد "محمد خضور" صاحب مشتل، فقال: «يتم إكثار "اليوكا" بأكثر من طريقة، وبالنسبة لي أقوم بقطع الجذع من منطقة مرتفعة عن جذور النبتة بانتظار نمو فروع جديدة وعديدة مكان القطع ليصبح كل فرع جديد نبتة مستقلة عبر قطعها عن الأم، وأضعها في حاضنة ريثما تنمو الجذور، وهي من النباتات دائمة الخضرة والتي تنمو ببطء، وترتفع إلى ما يزيد عن 4 أمتار، وبمقطع عرضي يشابه جذع شجرة نخيل، لكن هذا الأمر يحتاج إلى عمر طويل جدا، ما يعني أنها تبقى سنين طويلة على شكل بنبتة صغيرة في حديقة المنزل، حتى إنها لا تعطي الأزهار قبل مضي 5 أعوام من عمرها، وقد لاحظت من تجربتي أن "اليوكا" تعيش في معظم البيئات المناخية، ولا تحتاج عادة لكمية كبيرة من المياه، وبالنسبة لمناخ "طرطوس" المتوسطي فإنها تنمو بسرعة وبأحجام كبيرة، وفي العادة نبيعها لمن يبحث عن لمسة من الفخامة والتنسيق حول منزلة، وتصل أسعارها لمبالغ كبيرة».
ويتابع: «تصاب "اليوغا" أحيانا ببعض الأمراض الفطرية، وأمراض العفونة "عفن رمادي" وحينها تحتاج لبعض أنواع المبيدات المتوافرة، وباعتبار أنها تزرع خارجا فهي بالتالي مقاومة للأمراض ومشاكل تقلب الطقس».
خلال التجوال في أنحاء مدينة "طرطوس" يمكن ملاحظة نبتة "اليوكا" في الكثير من الأماكن بغض النظر عن فخامة المكان، ومقارنة مكان وجودها بسعرها في "مشاتل الأزهار"، وهذا مرده إلى سهولة إكثارها، ومعرفة الناس بهذه الطريقة، وقيامهم بهذه العملية بشكل شخصي وعبر علاقات المعرفة والصداقة أي دون الحاجة إلى شرائها.
وفي لقاء مع الأستاذ "معين أحمد" مساعد مهندس"وصاحب متجر لتنسيق الزهور يقول : «تملك زهور "اليوكا" شكل الكأس المقلوب وتشكل سويا هرما طويلا، وتأخذ اللون الأبيض عادة بالنسبة للأنواع المزروعة في مناطقنا الساحلية، بينما هناك أنواع أخرى تميل إلى اللون البنفسجي قليلا لكني لم اشاهد هذا النوع كثيرا، وبالنسبة لأوراقها فهي قاسية، عريضة في قاعدتها ومدببة في نهايتها، لذلك تزرع في مكان واسع أو بعيد عن متناول اليد مباشرة لخطورة رأس أوراقها، علما أني قمت بأكثر من تجربة لإزالة رأس الأوراق- سم واحد- وكانت النتائج جيدة ودون أي اثر سلبي على النبتة».
ويتابع: «تتبغ "اليوكا" الفصيلة "الأغافية" علما أنها كانت سابقا تتبع الفصيلة الزنبقية، وهي من نباتات المنطقة الصحراوية بغض النظر عن بلد المنشأ، حيث إنها تعتمد مبدأ تخزين المياه في جذعها، ولذلك عند محاولة زراعة فرع منها أضعه لمدة يوم في الشمس حتى يجف مكان القطع بسبب كمية المياه الكبيرة داخلها والتي قد تؤدي إلى عفونة الجذع داخل التراب».
وعن زراعتها في مكان داخلي يقول: «قد تزرع في أماكن داخلية لكنها تحتاج الشمس كثيرا وقد لا تعطي النتائج المرجوة منها وقد لا تزهر أيضا، لكنها تعطي منظراً جميلاً وتحافظ على حجم معين بسبب قلة كمية التربة المحيطة بها، ولدي أربع نبتات بهذا الشكل كتجربة لمعرفة مدى قدرتها على العيش في أماكن مغلقة، أما عند محاولة العناية بها وإزالة أوراقها الزائدة يفضل مراعاة الوقت، فالأفضل إزالة أوراقها خلال فترة تقليم الأشجار منتصف الشتاء وبعد نهاية عنقود الزهر، لأن نموها يتوقف خلال هذه الفترة، كما أن العنقود المنتهي من أزهاره يحتاج للإزالة».
هناك تشابه واضح بالنسبة لنوع "اليوكا" الموجود في المنطقة الساحلية عموما، لكن هذا لا يمنع وجود الأنواع الأخرى، عدا عدم وجود معرفة حقيقية بأسماء الأنواع المتوافرة وهي أنواع كثيرة نذكر منها "اليوكا الجبلية، اليوكا الخضراء الشاحبة، اليوكا الشاحبة، اليوكا القاسية، اليوكا قصيرةالأوراق، اليوكا العالية، اليوكا الخيطية..".