تعتبر "الشبابة" من الآلات الموسيقية النفخية القديمة التي عرفت في "الجولان"، وللشبابة عند أبناء "الجولان" أسماء عديدة اشتهرت بها.

السيد "إدريس ذياب" عازف شبابة من أبناء "القنيطرة" يقول: «الشبابة آلة موسيقية رائعة تجعلك تنسجم وترقص مع لحنها الجميل، حيث كان يكثر استخدامها في الأفراح والأعراس وفي أيام الحصاد والبذار في "الجولان"».

الشبابة آلة موسيقية رائعة تجعلك تنسجم وترقص مع لحنها الجميل، حيث كان يكثر استخدامها في الأفراح والأعراس وفي أيام الحصاد والبذار في "الجولان"

ويتميز العرس الجولاني بالعزف على الشبابة ومن أشهر وأجمل الأغاني التي تردد على أنغام وموسيقا الشبابة أغنية "يا ظريف الطول" وهي من أغاني الجولان الرائدة والممتعة بمعانيها والحانها وتعبيراتها الراقصة وتعد من أغاني الدبكة بامتياز ونذكر منها:

آلة الشبابة الموسيقية

"يا ظريف الطول وماني خيتك / مثل عويد الخيزران بديتك

طالب الحبة وهيديك مريتك / طلقها يا شين وارحب يمنا

الأستاذ "عبد الله ذياب الحسن"

ويا ظريف الطول ويا عيني إنت / ويا عقد جوهر على صدير البنت

وحق الشيخ رشيد بنومي حلمت/ بأم عيون السود بحضني نايما".

العزف على شبابة القصب

ومن الأغاني التي تردد على أنغام الشبابة في أعراس الجولان أغنية "عالعميم" ونذكر منها:

"يابو القضاضة البيضا / وارميها لنغسلها

وخلي الدبكة عاميلك / يا فلان لا تغيرها

عالعميم يا الله / حامل عاراسو الجرة

يا عزابي تفضل فوت / يا متجوز لبرا

عالعميم عامولي / هيدتك الوقعة دهموني

ويا هلي لا تلوموني / ودور هلي بأرض الشام".

الأستاذ "عبد الله ذياب الحسن" عازف شبابة وباحث في التراث الشعبي الجولاني قال لموقع eQunaytra: «ترتبط الآلات الموسيقية التراثية بالمجتمعات الحضرية والرعوية في "الجولان"، وتعبر عن إيقاعات نفوسهم لأنها اللغة السحرية التي تبعث الحياة وتغنيها بكل ألوانها وبكافة مستوياتها، ومن الآلات الموسيقية التراثية فيها آلة "الشبابة" التي عرفت بهذا الاسم في منطقة "الزوية" وجنوبي "الجولان"، وعرفت باسم "القصيبة" في شمالي "الجولان" وعند البدو والتركمان، كما عرفت باسم "الكعيبة" أو "الشعيبة" عند التلاوية في منطقة "البطيحة"، وتصنع الشبابة من قصبة بطول /38/ سم تقريباً أو من أنبوب معدني بالطول نفسه ويكون القطر الداخلي للشبابة /16/ مم، وعلى بعد /5/ سم من نهاية القصبة نبدأ بتثقيب الشبابة كل ثقب بقطر /6-7/ مم ويكون عدد الثقوب فيها خمسة وكلها على خط مستقيم والمسافة بين كل ثقب والذي يليه /3/ سم، وغالباً ما يقوم العازف بصناعة شبابته بنفسه حيث نلمس شيئاً من روحه على هذه الصناعة والشبابة المصنوعة بيد عازفها تكون أقرب إلى قلبه ووجدانه وقد شاع بين الناس أن الأفاعي تطرب لصوت الشبابة».

وعن المواد التي تستخدم في صناعة الشبابة قال: «كانت الشبابة في "الجولان" لا تحتاج إلا للقصب وهو متوافر في بيئة "الجولان" بكثرة، ويسهم في صناعة الشبابة وغيرها من الآلات الموسيقية النفخية التراثية القصب أو المعدن استعمال النار لتسخين القضيب المعدني الذي يثقب شبابة القصب أو اليرغول أو المجوز، ويستعمل المثقب الكهربائي لتثقيب الشبابة المصنوعة من المعدن، والمبرد يستعمل لتنظيف الثقوب من الزوائد المعدنية بعد ثقبها، كما يسخن قضيب معدني حتى يجمر من أجل تثقيب الآلات المصنوعة من القصب ونحتاج لمتر لتحديد الأطوال والأبعاد».

وتابع: «للعزف على الشبابة طريقتان الأولى توضع فوهتها بين الشفتين بشكل مائل قليلاً، والطريقة الثانية توضع تحت أحد السنين الأماميين من الفك العلوي، وهذا النوع من العزف يسمى العزف على السن، وفي الحالتين ينفخ العازف في الفوهة لتحدث صفيراً إذ يقوم العازف بتحريك الأصابع لتنسيق الصوت وإخراجه إلى جمل موسيقية جميلة وفي هاتين الطريقتين يتحكم في الصفير تجويف الفم واللسان والحنجرة والرئتين، والشبابة من الآلات الموسيقية التي يسهل تعلمها حيث كانت الشبابة إلى عهد قريب تصنع من القصب أما الآن فقد شاع استعمال المعدن في صناعتها وأهم معدنين يستعملان في صناعتها الألمنيوم والحديد».