حقق حكمنا الدولي "محسن بسما" شهرةً أوصلت الرياضة السورية إلى العالمية فكان خير سفير للرياضة السورية في الملاعب العربية والعالمية خلال سنوات قليلة أكدت تفوقه وزادت من عشاقه.
eLatakia التقى الحكم الدولي "محسن بسما" الذي حدثنا عن بدايته الرياضية بالقول بدأت حياتي الرياضية كلاعب في نادي "التضامن" عام/1980/ بمركز الدفاع ولعبت له لمدة عشر سنوات وانتقلت إلى نادي"حطين" بالفترة من /1990/ إلى /1994/».
يعتبر "محسن" من أفضل الحكام على الساحة الكروية السورية ومن المميزين عربياً وآسيوياً، هو حكم مثالي استطاع بفترة وجيزة الوصول لما يريد عن طريق تطوير نفسه فنياً وبدنياً ولغوياً وبات من المدربين المشهود لهم على المستوى الآسيوي، متواضع وفي لمن قدم له المشورة والمساعدة وأصحاب الفضل عليه، أتوقع أن يشغل مناصب رياضية قيادية بعد اعتزاله لكونه رياضياً خلوقاً ونظيف اليد ويستحق ذلك
** اتجاهي إلى التحكيم جاء كرد على سياسة أحد المدربين اتجاهي وقررت الابتعاد لكن عشقي للرياضة وكرة القدم خصوصاً دفعني إلى الاتجاه نحو التحكيم استجابة لنصيحة الحكم الدولي "محمد كيخيا" رغم الصعاب التي تواجه الحكام وكانت البداية عام /1994/ كحكم درجة ثالثة وبعد ثلاث سنوات ترفعت إلى حكم درجة ثانية وعام /1999/ أصبحت حكم درجة أولى، ونلت الشارة الدولية عام /2003/.
** هناك أسباب للنجاح وأنا كحكم أستمتع بكرة القدم وأشعر بأنني لاعب أكثر من كوني حكماً، وكرة القدم ممتعة للغاية وليس هناك أجمل من المهارة باللعب والتمريرات الساحرة وبالتأكيد الأهداف، أما سبب نجاحي فأعتقد أنه يعود لكوني مارست كرة القدم كلاعب وكنت احرص على متابعة كل جديد في عالم التحكيم وأنا لاعب، وللأسف إلى الآن ورغم دخولنا عصر الاحتراف هناك لاعبون يجهلون قوانين التحكيم لهذا نرى كثرة الاعتراضات وهذا ناتج عن ضعف الكادر التدريبي وجهل بعض المدربين لخفايا التحكيم وأنا أرى المدرب كالطبيب عليه أن يتواصل مع كل جديد وفي أنديتنا يتم تجاهل أي تعميم أو قانون ومصيره أدراج المكاتب في الأندية.
* ما صفات الحكم الناجح؟.
** لا بد للحكم أن يحوز تحصيلاً علمياً جيداً وأن يكون على سوية ثقافية جيدة كي يتعامل بشكل لبق ومدروس مع اللاعبين والمدربين إضافة إلى اللياقة البدنية العالية التي تتطلب من الحكم تدريباً يومياً، وفهمه لقانون كرة القدم.
** في الأساس كل من الحكم واللاعب إنسان له مشاعر وأحاسيس وأنا كحكم أرى أن علاقتي باللاعب إنسانية بالمقام الأول ولا بد من الاحترام المتبادل والإلمام بالجانب النفسي للاعب وفهم وإدراك حالته النفسية وهذا كله يقود الحكم إلى اتخاذ القرار السليم.
** كنت أنظر إليه بكل احترام وهو صاحب القرار في الملعب ورغم لعبي كمدافع كنت أكره الخشونة وخلال /14/ سنة كلاعب نلت البطاقة الحمراء مرة واحدة والبطاقة الصفراء خمس مرات وهذا يؤكد أنني كنت بعيداً عن الخشونة.
** لا لم أندم ولو للحظة رغم ما تعرضت له من الاعتراض على بعض القرارات كما هو حال كثير من الحكام وهذا يعود إلى حبي للتحكيم واجتهادي لتطوير خبراتي بشكل دائم سواء من ناحية اللغة الانجليزية حيث اتبعت عدة دورات تحكيم آسيوية في العاصمة الماليزية كوالالمبور أعوام "2005/2006/2007/2008/2009/2010/2011" أو الدورات التدريبية للمحافظة على لياقتي البدنية والاحتفاظ بحسن التعامل مع اللاعبين والمدربين، باختصار أنا راض كل الرضا عن مشواري في سلك التحكيم لأنني احصد نتيجة ما زرعت.
** خلال مباراة "الكرامة" و"الوحدة" في "دمشق" بالموسم الماضي حدث إشكال على عدم احتسابي ضربة جزاء لفريق "الكرامة" لسرعتها وتواجدي في زاوية رؤية لم تساعدني على احتساب ضربة الجزاء وعند رؤيتي لها على التلفاز شاهدتها وأعترف بأنه كان عليّ الإعلان عن ضربة جزاء وهناك حالة طرد للاعب محترف في نادي "الطليعة" في إحدى المباريات.
** كحكم أجد أن من واجبي ان أكون محايداً وكي لا أتيح مجالاً لأحد كي يؤثر عليّ أقوم بإغلاق الهاتف المتحرك قبل المباراة ولا أرد على المكالمات التي يحاول فيها البعض مجاملتي بالكلام المعسول ولا أفتح جهاز الهاتف حتى تنتهي المباراة.
** تحكيمنا متوازن مع التحكيم العربي والآسيوي ولدينا مجموعة متميزة من الحكام الشباب الذين ينتظرهم مستقبل جيد شرط أن يبذلوا جهدهم لتطوير مهاراتهم وقدراتهم ومنهم الحكمين الدوليين "فراس طويل" و"مسعود طفيلية".
** للأسف تصرف غير مسؤول أنهى جيلاً كاملاً من اللاعبين وتصوروا قتل جيل لمدة سنوات؟ ما حصل مأساة حقيقية وأنا أُحمّل اتحاد الكرة السابق والكادر التدريبي والفني مسؤولية استبعادنا من التصفيات، وللأسف سنعاني كثيراً من اللعب من تحت الطاولة وسيطرة المصالح الشخصية على حساب الندية وهو ما ينعكس سلباً على المنتخبات الوطنية.
** عما قريب مطلع شهر/11/ من العام /2011/ وهذا بسبب اعتزالي التحكيم على المستوى الدولي لكون القانون لا يسمح للحكم بمواصلة التحكيم دولياً بعد بلوغه سن الـ /45/ سنة كحد أقصى لهذا سأعتزل التحكيم نهائياً مع اعتزالي التحكيم الدولي وسأتجه للعمل الإداري في اتحاد الكرة.
** تأثرت كثيراً بالحكم السوري الدولي "جمال الشريف" وقد اكتسبت منه الكثير ومما اكتسبت الأخلاق العالية وحيادية التحكيم وعفويته وهذا سبب نجاحه.
أرقام من حياة الحكم الدولي "محسن بسما":
قاد حكمنا الدولي "محسن بسما" ما يقارب "300" مباراة محلية و/60/ مباراة عربية و/150/ مباراة آسيوية و/60/ مباراة دولية وأول مباراة محلية له بالدرجة الأولى كانت عام /2000/ وجمعت "الحرية" مع "أمية" وأول مباراة على المستوى العربي كانت بين "الأهلي" السعودي وفريق "الوداد البيضاوي" المغربي، أما الرقم المفضل لدى "بسما" فهو الرقم "5" وكان معجباً باللاعب الألماني القيصر "بيكنباور" ولهذا فقد كشف لنا أنه كان يتعاطف مع اللاعبين الذين يحملون الرقم /5/.
الحكم الدولي الشاب "فراس طويل" قال: «كحكم شاب استفدت كثيراً من خبرة الكابتن "محسن" سواء في التدريبات أو اتخاذ القرارات او التحركات، "محسن" اجتهد كثيراً حتى نال مراده حيث بدأ لاعباً ثم عمل كمساعد مدرب وحكم وأنا سرت على نفس المنوال وبصراحة أنا أرى أن الكابتن "محسن" لم ينل حقه كاملاً وتعرض للظلم لعدم مشاركته في تحكيم مباريات كأس العالم وهذا يرجع للعمر ويكفي القول إنه من نخبة حكام آسيا وهو من عشرة الحكام الأوائل على مستوى القارة الآسيوية أتمنى له نجاحاً لا يقل عن نجاحه في التحكيم».
الجدير ذكره أن الحكم الدولي "محسن بسما" عمره /45/ سنة متزوج وأب لولدين "محمد" وعمره /16/ سنة و"أحمد" وعمره/12/ سنة وبنت وحيدة "شهد/ ابنة خمس سنوات، خريج معهد تربية رياضية عام /1988/ لاعب سابق في نادي التضامن من "1980- 1990" وفي نادي "حطين" من عام/ 1990/ ولغاية /1994/.