بعد صراعٍ مريرٍ مع المرض فارق الأديب والشاعر "محمد أحمد العجيل" منابر الثقافة، حيث شد الرحال إلى خالقه، تاركاً خلفه إرثاً ثميناً من اللآلئ والدرر.
إثر صراعٍ طويل توفي الأديب "محمد العجيل" صباح يوم الجمعة الموافق 30/9/2011، عن عمرٍ ناهز الـ 39 عاماً، موقع eHasakeh استطلع بعض الآراء ليقف على بعض مآثر هذا الرجل، والتقى الشاعر "منير خلف" أمين سر اتحاد الكتاب العرب في "الحسكة" فقال: «كان "العجيل" صوتاً رخامياً نحت صورة دمه على مرآة القلوب، فألبس غدنا شحوباً برحيله المفاجئ، وجاء غيابه ساطعاً كلون الموت، هي الحياةُ مشروعٌ ناقص إذ لا بد من سوادٍ يكتم أنفاس البياض ويأد الأحلام، لقد حقق الأديب في الفترة الأخيرة نهجه القصصي من خلال فوزه في مسابقة "دبي" الثقافية حيث حصد المركز الثاني، عن مخطوطه "سلطة الرماد"، فاستطاع أن يوصِّل أحزان "مغلوجة" تلك القرية التي ولد فيها وكان يتمنى أن يدفن فيها، إلا أن رغبة ولده البكر "علي" حالت دون ذلك، مثلما حال القدر بينه وبين استلام جائزته في "دبي"، ليرقد بسلامٍ في قرية "توينة"».
لقد كان الراحل ممن أثروا المكتبة العربية والوطنية بشعره وأدبه، فهو من الأشخاص الذين يدخلون القلب دونما استئذان، لذا اعتصرت القلوب حزناً على فراقه، لقد كان إنساناً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ففيه من دماثة الخلق والصبر الشيء الكثير، وبرحيله فقدت محافظة "الحسكة" سنديانةً شامخةً شموخ التاريخ، إلا أن عزاءنا فيه أنه خلَّف من بعده إرث كبير لمن أراد أن ينهل منه، لهذا أصبح "العجيل" الحاضر الغائب بيننا
وقال الإعلامي "حنا عطا الله": «لقد كان الراحل ممن أثروا المكتبة العربية والوطنية بشعره وأدبه، فهو من الأشخاص الذين يدخلون القلب دونما استئذان، لذا اعتصرت القلوب حزناً على فراقه، لقد كان إنساناً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ففيه من دماثة الخلق والصبر الشيء الكثير، وبرحيله فقدت محافظة "الحسكة" سنديانةً شامخةً شموخ التاريخ، إلا أن عزاءنا فيه أنه خلَّف من بعده إرث كبير لمن أراد أن ينهل منه، لهذا أصبح "العجيل" الحاضر الغائب بيننا».
وببين معاون مدير الثقافة "عبد الرحمن السيد": «أنه وعلى الرغم من حياته القصصية القصيرة، إلا أن نتاجه كان غزيراً في كل المجالات، لقد بدأ "العجيل" رحلة علاجه من المرض برعاية كريمة من السيد الرئيس "بشار الأسد"، حيث لاقى العناية الطبية في كل من "بيروت" و "دمشق" على نفقة الدولة، إلا أن الله تعالى اختاره إلى جواره لتنتهي قصة رجل شجاع، كتب القصة القصيرة والشعر والمقالة الصحفية، وهو عضو اتحاد الصحفيين السوريين وعضو جمعية أصدقاء المركز الثقافي العربي في "الحسكة"، وعضو جمعية العاديات لتوثيق التراث، وله سيرةٌ طويلة في الأدب، فقد حاز على عدة جوائز منها الجائزة الأولى في مسابقة القصة القصيرة لعام 2008، في "دمشق" بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإيدز، التي نظمتها الأمم المتحدة بالتعاون مع اتحاد شبيبة الثورة، ونالت قصته "امرأة البازلت" جائزة "العجيلي" عام 2009، وحصدت قصة "موت مغلوجة" الجائزة الأولى في مسابقة "خليل جاسم الحميدي"، وجائزة مهرجان "الخابور" الأولى في مجال القصة القصيرة، وأخيراً نال الجائزة الثانية في مسابقة "دبي" الثقافية عن مجموعته القصصية "سلطة الرماد"، وقد عمل في الصحافة في عدد الصحف المحلية، ورغم غزارة إنتاجه إلا انه لم يقم بطباعة أيٍ من أعماله بسبب الفقر الذي كان يعيشه».
يذكر أن "العجيل: من مواليد سورية الحسكة سنة 1972 يعمل موظفاً لدى مديرية الزراعة في "الحسكة"، له أربعة أولاد وبنتان.