هو ابن "أهلي حلب" ("الاتحاد" حالياً)، نشأ ببدايات تاريخ ذلك الصرح الرياضي الشامخ الذي بات الينبوع الواهب لأبطال منتخباتنا الوطنية.

فعندما يتحدث عن رفيق دربه "الاتحاد" وذكرياته معه، يحاول ألا يفوتك أي تفصيل، لأنه حريص على توثيق تلك اللحظات التي لا تنتسى مع رفاق العمر.

نادي "أهلي حلب" أو "الاتحاد" هو كلية كبيرة منذ نشأتها كان طلابها متفوقين متفانين لاسمها وكانوا بأرض الملعب أبطالاً أسهموا بشعبية النادي بسورية وبالوطن العربي، والكابتن "ابراهيم السيد" أحد اللاعبين الذين بنوا تاريخ النادي العريق وساهموا بأن ترث الأجيال التي جاءت بعدهم التفاني بأرض الملعب ليبقى النادي كبيراً مهما مرت عليه الأزمات، كما أن "ابراهيم السيد" كما غيره من اللاعبين القدامى المخلصين مازال يتردد على ناديه الأم "الاتحاد"

موقع eAleppo التقى اللاعب "ابراهيم السيد" وقلب معه ذكريات رياضية مضى عليها عقود فكان اللقاء التالي.

ابراهيم السيد مع أول كأس جمهورية

البدايات

ابراهيم السيد مع كأس بطولة الدوري 1967

يقول "السيد" بداية: «دخلت عالم الرياضة عام 1957 بفريق الأشبال بأهلي حلب وكان مدربنا السيد "يحيى حجار"، حيث كنا أول فريق للأشبال بسورية ولعبنا مع نادي "الشباب" من فئة (الرجال) بدمشق وفزنا بتلك المباراة 2/1، وكان لا يوجد تسمية للفئات العمرية بتلك الفترة وأطلق علينا اسم فريق " الفتيان" وبعدها انتقلتُ للفريق الثاني وكان المدرب المرحوم "أحمد طبلة" الذي ساهم بتخريج عدة لاعبين مهم "أسعد عرين، وائل عقاد، محمد هواش، عمر سواس (حارس المرمى)، محمد مبيض (حارس مرمى)، فاتح ذكي، عمر كيال، كمال ورد، أحمد حمصي، سمر حزواني، سمير خانجي، عمر إدلبي، أحمد كدرو، محمد شاهين، مصطفى حزيني، وليد أشقر، عبد الملك حزام".

وفي سنة 1963 انتقلتُ لفريق الرجال وشغلتُ مركزي الجناح الأيمن والأيسر ولعبتُ أول مباراة ضد نادي "الفيصلي" الأردني بعمان وفزنا 3/1 (وكانت المباراة ودية).

ويتابع "السيد" حديثه بالقول: «في عام 1965 نلتُ كأس الجمهورية مع نادي الأهلي وفزنا على النادي السوري "اليرموك" حاليا بنتيجة 2/0 بأول كأس جمهورية بتاريخ سورية.

وأول مباراة رسمية ببطولة سورية لعبتها مع "الأهلي الحلبي" كانت موسم 1966 – 1967، هذا العام كان أول دوري في سورية ونلنا بطولة الدوري وسجلتُ هدفاً على نادي "الفداء" (الوثبة حالياً) وهدف آخر على نادي بردى، بالموسم 1967-1968 أحرزنا بطولة الدوري أيضاً وسجلتُ هدفاً على النادي "السوري" من مسافة بعيدة وكان المرحوم "محمد هواش" هدافاً للدوري السوري، وبكأس الجمهورية 1967 سجلتُ هدفاً للذكرى بمرمى نادي "الكرامة " وكان آنذاك وللطرفة (تحسب عدد ركلات الركنية للمفاضلة بين الفريقين المتعادلين) وانتصر "الأهلي" لتفوقه بالضربات الركنية وتأهلنا للنهائي مع الجيش وخسرنا بنتيجة ( 5/0 ) بالتزامن مع حرب الـ 1967 وكان الفريق يعاني من إصابات.

كما نلنا كأس مؤسسة الوحدة للصحافة عام 1968 بفوزنا على نادي الجيش الذي كان يضم نجوم الكرة بسورية (عزمي حداد، فارس سلطجي، أحمد جبان، أحمد طالب تميم، اسماعيل تميم، جوزيف شهرستان، سمير سعيد، موسى شماس، أفاديس، آغوب، حنين بتراكي، حافظ أبولبادة، محمد عزام، ابراهيم محلمي، عبد الحفيظ عرب، نبيل نانو، جورج مختار).

ومن نادي الاتحاد (وائل عقاد، فاتح ذكي، عمر سواس، جمعة الراشد، كمال ورد، عبد السلام سمان، مصطفى حزيني، أحمد كدرو (وكانت النتيجة 2/1 سجل للاتحاد "وائل عقاد" و"جمعة الراشد". ويومها كان حكم الساحة العميد "فاروق بوظو" والراية "قيس رواحة" و"بدوي مسدي" وفي عام 1972 نلنا المركز الثاني بسبب الظلم التحكيمي خلف الجيش المتصدر».

بعد الاعتزال لم أفارق الرياضة

الكابتن "ابراهيم السيد" يتابع قائلاً: «في 1973 اعتزلت اللعب واتجهت لاتباع دورات تدريبية تحت إشراف المدرب المصري "طه إسماعيل" والعميد "فاروق بوظو" وشارك بالمحاضرات الدكتور "مروان عرفات".

وفي عام 1983 استلمتُ رئاسة إدارة نادي الحرفيين بحلب وعمل معي المدربان "سمير خانجي"، و"عمر إدلبي" وكان الفريق يومها بالدرجة الثالثة وبعد عام أصبح بالثانية وبقيت بالنادي لأوائل الـتسعينيات وطلبت إدارة نادي "الاتحاد" عبر "محمود سلطان" مشرف الكرة بعض لاعبي فريقي "الحرفيين" لضمهم لفريق الرجال ومنهم الحارس المتألق: "عبد المنعم سواس"، وفي سنة 1994 كنت إدارياً لفريق "الاتحاد" بفئة الشباب عند نهاية مرحلة الذهاب ونلنا المركز الثالث، واستلمت مهمة إشراف على فرق القاعدة بالنادي لعدة سنوات ونلت عدة بطولات مع الفريق ناشئين وشباباً وأشبالاً.

الفرق ما بين كرة القدم قديماً والآن

يرى الكابتن "ابراهيم السيد" بأن الفرق شاسع جداً فيقول: «كنا نلعب الرياضة لإشباع هوايتنا وللدفاع عن اسم "حلب الأهلي" وكان هذا الاسم بدمنا وكنا لا نتقاضى أية رواتب ولا نأخذ سوى المكافآت الرمزية.

أما اليوم فالاحتراف دخل على رياضتنا دون تخطيط له وقد كان بالإمكان أن نؤجل الاحتراف لما بعد ترتيبات ودراسات للوازمه.

شخصيات أثرت بالكابتن "ابراهيم السيد"

"وائل عقاد": مايسترو كرة القدم بسورية، صاحب اليد البيضاء، إداري قيادي بكل معنى الكلمة.

"زكي ناطور": من أحسن المدربين بتاريخ الكرة السورية.

"يحيى حجار": رعاني وأنا كنت ببدايتي الرياضية بحلب الأهلي بـ 1957.

"عبد السميع تلجبيني": الأب الروحي للنادي الأهلي ومن أشد المتابعين لجميع الألعاب.

"محمد عفش": مثقف كروياً وأفكاره المستقبلية جيدة وهو مكسب للفريق وإداري ولاعب ناجح.

"مهند البوشي": هداف من الطراز العالي وإنسان طيب الأخلاق.

"ياسر السباعي": مدرب ناجح إيمانه بالله قوي، وصنع إنجاز بالنادي.

متابعو نادي الاتحاد يتحدثون عن "إبراهيم السيد"

الأستاذ "محمد رجوب" أستاذ بمادة الفلسفة ومتابع عتيق لنادي الأهلي "الاتحاد" حالياً حدثنا عن الكابتن "ابراهيم" بقوله: «الكابتن "ابراهيم" كان مخلصاً لناديه وللقميص الذي ارتداه بزمن الهواة حيث لم تكن الأموال تنهمل على لاعبي تلك الفترة».

الأستاذ "محمد دملخي" الصحفي بمجلة ياسمين الشرق الاغترابية السورية أشاد بدوره بتاريج الكابتن "ابراهيم السيد" وترحم على أيام الذكريات والبطولات بأوائل عهد نادي "الاتحاد" حيث قال: «نادي "أهلي حلب" أو "الاتحاد" هو كلية كبيرة منذ نشأتها كان طلابها متفوقين متفانين لاسمها وكانوا بأرض الملعب أبطالاً أسهموا بشعبية النادي بسورية وبالوطن العربي، والكابتن "ابراهيم السيد" أحد اللاعبين الذين بنوا تاريخ النادي العريق وساهموا بأن ترث الأجيال التي جاءت بعدهم التفاني بأرض الملعب ليبقى النادي كبيراً مهما مرت عليه الأزمات، كما أن "ابراهيم السيد" كما غيره من اللاعبين القدامى المخلصين مازال يتردد على ناديه الأم "الاتحاد"».