اعتبرها صاحبها في البداية مغامرة في مجتمع لم يعتد تجارب كهذه، ومع ذلك أحب الخوض فيها فقام بافتتاح عيادة تعنى بطب وجراحة الحيوانات الأليفة.
في البداية شهدت استغراب البعض فيما لاقت ترحيب البعض الآخر ممن يهتمون بتربية الحيوانات والذين اعتبروا أنها أصبحت ضرورة خصوصاً أن عدداً من الأسر في المدينة تربي الحيوانات الأليفة ضمن منازلها.
لقد قدمت لنا العيادة خدمات جمة من خلال تعريفها لنا بطريقة التعامل مع الحيوان وكيفية تربيته وتغذيته بشكل علمي ومدروس. أولادي يحبون الكلاب كثيرا ولدينا كلب يعيش معنا في المنزل ولكي أكون مطمئنةً تجاهه لا بد لي أن أعرضه على الطبيب دائما لكي يأخذ اللقاحات ويُحصن ضد أي مرض قد يصيبه
العيادة التي تعتبر تجربةً فريدة من نوعها على مستوى مدينة "جبلة" تقول عنها طبيبة الأسنان "لينا ميهوب": «لقد قدمت لنا العيادة خدمات جمة من خلال تعريفها لنا بطريقة التعامل مع الحيوان وكيفية تربيته وتغذيته بشكل علمي ومدروس. أولادي يحبون الكلاب كثيرا ولدينا كلب يعيش معنا في المنزل ولكي أكون مطمئنةً تجاهه لا بد لي أن أعرضه على الطبيب دائما لكي يأخذ اللقاحات ويُحصن ضد أي مرض قد يصيبه».
موقع eLatakia زار العيادة والتقى صاحبها الطبيب البيطري "محمد مخلوف" ليحدثنا عن هذه التجربة حيث قال: «هذه العيادة جاءت ثمرة عمل طويل وجهد حثيث، حيث إنني طبيب وصاحب خبرة واسعة في هذا المجال وقد اكتسبت خبرتي من تجارب عدة خضتها خلال دراستي الجامعية وكانت تجربتي الأولى في مركز "سبانا" المختص بالكلاب والقطط والخيول حيث خضعت هناك لتدريب عملي حثيث واكتسبت خبرةً عملية جيدة، كما خضت تجربةً عملية هامة ًجداً في لبنان الشقيق وتدربت ميدانياً تحت إشراف أطباء مختصين عرباً وأجانب على رأسهم الدكتور "علي سعد".
بعد كل هذه التجارب عدت إلى سورية ووجدت من مدينتي "جبلة" مكاناً مناسباً لجعله مركزاً لعملي فالمدينة تمتلك نسبةً لا بأس بها من الحيوانات الأليفة والإنتاجية وهي بأمسّ الحاجة لعيادة تكون مركزاً للاستشارة والترشيد ولإجراء الفحوص والعمليات الضرورية، كان ذلك في العام /2008/».
يتابع "مخلوف": «العيادة تقدم خدمات متنوعة في هذا المجال فهي مركز علاج وإرشاد وعناية بالحيوانات الأليفة، ومركز لقاح وتنبيه عن الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان.
بالإضافة إلى أنها المكان المناسب والصحي لإجراء العمليات التجميلية والضرورية للحيوانات المنزلية (قص ذيل، تجميل أذن، خصي، والقيصريات)».
وجود عيادة بيطرية أمر غير مسبوق في مدينة "جبلة" وعن تقبل الناس لهذه الفكرة يحدثنا الدكتور "مخلوف" بالقول: «في البداية استغرب الناس هذا المشروع وظنوا أنه مشروع غير ذي أهمية لكنهم ومع مرور الزمن أدركوا أهميته بعد أن أدركوا ان الطب البيطري له علاقة بحياتهم اليومية من خلال جوانب عدة في مقدمتها الأطعمة التي يتناولونها.
فالطبيب إذا كان يعالج الإنسان فإن الطب البيطري يعالج الإنسانية من خلال العناية بالصحة العامة ووقاية الناس من ثمالات الأدوية التي تعطى للحيوان من خلال التقيد بفترة تناول اللحوم ومشتقاتها فعلى سبيل المثال إذا تمت معالجة بقرة مصابة بالتهاب الضرع عبر دواء (البنسلينات، والسريبتومايسين) وهي أدوية يستخدمها الإنسان، فإنه يجب عدم تناول منتجات هذه البقرة حتى فترة معينة لكي تكون تخلصت من ثمالات هذه الأدوية لأن البقرة تتخلص من هذه الأدوية بواسطة الحليب الذي في حال تناوله الطفل فإن استجابته لهذه الأنواع من الأدوية تصبح أقل ويصبح بحاجة لأدوية أكثر فاعلية منها».
العيادة تستقبل مختلف الحالات وهي تعالج وتساهم في تطوير سلوك الحيوانات ويقول الدكتور "مخلوف": «أغلب الحالات التي تراجع العيادة هي حالات الكسور لدى الحيوانات الأليفة والطيور، إضافة إلى الأمراض الجرثومية والطفيلية والفطرية والقيصريات. كما تتم متابعة الجانب التزييني والنظافة لدى الحيوان من خلال العناية بشعره وقص أظافره وبريق عينيه، إضافة إلى وجود كافة أدوات الزينة الخاصة بالحيوانات الأليفة».
الفائدة التي جناها مربي الحيوانات الأليفة تمثلت بعدة جوانب لخصتها لنا "زينب ديوب" (تعالج كلبتها في العيادة) بالقول: «العيادة ذات فائدة كبيرة بالنسبة لي فهي تسهل علي كل شيء فعلى سبيل المثال أصيبت كلبتي بإسهال شديد فأحضرتها إلى العيادة وتلقت العلاج المناسب، ولولا وجود العيادة لكان هناك مشكلة كبيرة لأنها تعيش معنا ضمن المنزل. الحيوان أصبح ذا فائدة كبيرة جداً وهو وسيلة لتعليم الأطفال الهدوء وهو صديق لطيف لا يزعج، والكثير من الأسر في المدينة مهتمة بتربية الحيوانات لذلك فإن العيادة البيطرية أصبحت ضرورة يومية بالنسبة لنا».
فيما يقول "محمد ياسمين" وهو مربي سناجب: «لدي /4/ سناجب بالنسبة لي هي أهم ما أملك وأحرص دائماً على العناية بها ورعايتها والاطمئنان على صحتها، واجد أنه من الضروري وجود عيادة متخصصة في هذا المجال من خلالها نتعرف على كل جديد في هذا المجال ونحصل على الإرشادات المطلوبة، وكثيراً ما استطعنا من خلال هذه العيادة الوقاية من أمراض خطيرة ومجهولة من قبل المربين؛ فالجهل بخطورة تلك الأمراض كان سيؤدي إلى فقدان سناجبي، القضية ليست قضية طب بيطري فالحيوانات الأليفة بالنسبة لنا هي مصدر من مصادر سعادتنا ولكي تستمر السعادة يجب أن تحافظ على مصادرها وبالتالي أنت بحاجة إلى مركز متخصص تعالج فيه وتجري العمليات الجراحية اللازمة لحيوانك المدلل».