في الجناح الثالث من متحف "معرة النعمان" تعرض لوحة جميلة تم اكتشافها في محافظة "حمص" ولكن لا يعرف بالضبط موقع اكتشافها كونها إحدى اللوحات المصادرة من قبل الجهات الأمنية.
هذه اللوحة تعتبر من اللوحات الحضارية الهامة والرائعة في متحف "المعرة" والتي أبدعها الإنسان السوري وقدمها هدية لكل الإنسانية. الأستاذ "أحمد غريب" أمين متحف " الباحث المهتم بتاريخ الفسيفساء تحدث لموقع eIdleb عن هذه اللوحة بالقول: «لا يخفى ما لهذه اللوحة من جمالية رائعة وذلك من خلال الزخرفة الحيوانية والنباتية والهندسية، وليس ذلك غريب على منطقة "حمص" لما قدمته من إفرازات حضارية سابقة سيما من العهد الروماني في القرنين الثاني والثالث الميلادي، وتعكس هذه اللوحة البراعة الفنية للفنان السوري الذي أبدع إنجازات حضارية هامة لا تزال حاضرة في الذاكرة البصرية للإنسانية، تعود هذه اللوحة إلى العهد البيزنطي القرن الخامس الميلادي وقد كلل الفنان الفسيفسائي المشهد بعدد من الحيوانات والطيور بوضعيات مختلفة ورائعة جداً، وما يميز هذا المشهد هو وجود نصوص كتابية باللغة اليونانية القديمة تتخلل العناصر الحيوانية كما يلاحظ وجود أشخاص بلباس حربي، وهذا المشهد نادر في اللوحات الفسيفسائية في متحف "المعرة" حيث نلاحظ أحد الجنود يحمل بين يديه طاووس، والطاووس كما هو معروف رمز للبعث والخلود، ويقصد الفنان بهذه الرمزية بأن المحارب سوف يدخل الخلود من خلال المعارك التي يخوضها، ونلاحظ عناصر زخرفية هندسية منها زهرة "اللوتس" الرائعة بشكلها المحور وقد أخذت شكل صليب بتجميع أربع زهرات، بالإضافة لوجود رموز صلبان بهيئات مختلفة لكل منها رمزية مختلفة، فأحد أشكال الصليب يظهر كرمز لدولاب أو دورة الحياة الأبدية أو اللانهاية، وشكل آخر عبارة عن دائرة ترمز للشمس، مساحة اللوحة بحدود ثلاثين متر مربع وما يميز هذه الأرضية التكوين الرائع للصليب عبر زخرفة هندسية تأخذ تشكيلات مختلفة، وشكل الصليب بزهرة اللوتس فريد جداً في متحف "المعرة" وربما على مستوى المتاحف السورية».
إن استخدام رمزية الدولاب في لوحات الفسيفساء والنقوش الأثرية الأخرى ترمز إلى الحياة وأن كل إنسان فان إذ يوجد أكثر من كتابة في جبال حارم تعود للقرنين الخامس والسادس تقول وما الحياة إلا دولاب
وحول رمزية دولاب الحياة في فن الفسيفساء يقول المؤرخ "فايز قوصرة": «إن استخدام رمزية الدولاب في لوحات الفسيفساء والنقوش الأثرية الأخرى ترمز إلى الحياة وأن كل إنسان فان إذ يوجد أكثر من كتابة في جبال حارم تعود للقرنين الخامس والسادس تقول وما الحياة إلا دولاب».