تكثر الأكلات الشّعبية التّراثية في جبل العرب والتي يجتمع عليها الناس أيام الشّتاء والصّيف، وتعتمد في مكوّناتها على مواد غذائية بسيطة، لكن لأسمائها اعتبارات اجتماعية.
عن مكونات ووصف تلك الأكلات الشعبية بين التراث والتاريخ أوضح الباحث التراثي "فوزات رزق" لموقع eSwueda قائلاً: «تأخذ الأكلات التي تقدّم في المناسبات صبغة محليّة اشتهر بها جبل العرب مثل "المليحية، والمغربية وغيرها"، وهناك أكلات تقوم أحياناً صاحبة البيت بإعدادها بغير مناسبة كما في أكلة "المغربية"، ومثلها أيضاً أكلة يطلقون عليها "كف لزقيّات" وسميت بذلك لأنها تؤكل عادة باليد بلا ملاعق ويتناولونها بأكفهم، وذلك كان قديماً أما اليوم فتوضع في صحون وملاعق وشوك وتقطع على شكل مربعات، وينثر على سطحها مجموعة من المكسّرات، أما مكوّناتها فهي من خبز مخبوز بطريقة خاصة، والحلاوة، والحليب والسكر، هذا ويتم إعدادها بتحضير كمية الدقيق المراد عجنها فتنخل وتعجن، ويضاف الماء لعجن البهارات "ورس صفراء وقرفة فقط"، وربما أضافوا قليلاً من السكر، يكون عجينها رخواً، بحيث لا يحمل باليد بعكس عجين الخبز الذي ينبغي أن يكون متماسكاً،. يضاف للعجين كمية الخميرة اللازمة ويغطى لمدة ساعتين أو ثلاث"».
كثيرات هن السيدات اللواتي يرغبن تعلم صنع تلك الأكلة الشعبية لما تحمل من مضامين إنسانية واجتماعية بين الجماعة، لأن تقديمها ينحصر في الأفراح، وغالباً ما تتم بين الأقارب في سهرات الشتاء والصيف، أما طريقة إعدادها فهي كما قال الباحث لكن كانت النسوة سابقاً يخبزنها على الصاج، ومع تطور الحياة أصبحن يخبزنها على فرن الغاز
وتابع الباحث "رزق" في وصف الأكلة الشعبية خبز "اللزقيّات" وتجهيز المرق وطبقها بالقول: «لا تستخدم المرقّّّة في خبز "اللزقيّات"، فقد يدهن وجه الصاج بالزيت، كي يسهل قلع الرغيف دون أن يلصق، تؤخذ كمية من العجين الرخو بصحن صغير، وتوضع على الصاج مباشرة وتسوّى باليد، ولدى استوائه يستخدم سكين لقلعه عن الصاج، ويكون رغيف "اللزقيّات" أصغر قليلاً من رغيف الملوح، لونه أصفر جراء إضافة مادة الورس، ويتم تجهيز مرق "اللزقيّات" من الحليب والحلاوة والعجين، وطريقتها سهلة إذ تذاب الحلاوة بكمية من الحليب الفاتر، ثم يضاف للمزيج كمية من عجين "اللزقيات"، ويحرك المزيج على نار هادئة حتى يغلي، ويمكن إضافة السكر إلى الخليط.
وفي حال تجهيز طبق "اللزقيات" تنضد الأرغفة في قاع المنسف رغيفاً فوق رغيف بحيث تغطي كامل مساحته، وتملأه، ثم يقطع بالسكين طولاً وعرضاً بحيث تغدو مربعات صغيرة من الخبز متوضعة فوق بعضها، وتضاف المرقة وهي ساخنة لتدخل داخل الشقوق التي أحدثتها السكين، ويوضع على وجه المنسف وفي الوسط كمية من السكر، ويغطى السطح بكمية من السمن وبعض المكسرات مثل "جوز، لوز"، ثم يقدّم للضيوف ، وقد كان سابقاً يقدّم لهم يفرش غطاء من النايلون السميك على الأرض، أما اليوم فيقدّم على طاولات مع صحون فردية وملاعق وشوك ومصبّات لسكب المرق».
الشيخ "زيدان الخطيب" وزوجته قدموا لنا "اللزقيات" حين قمنا بزيارتهم وقد قالت السيدة "أم مروان": «كثيرات هن السيدات اللواتي يرغبن تعلم صنع تلك الأكلة الشعبية لما تحمل من مضامين إنسانية واجتماعية بين الجماعة، لأن تقديمها ينحصر في الأفراح، وغالباً ما تتم بين الأقارب في سهرات الشتاء والصيف، أما طريقة إعدادها فهي كما قال الباحث لكن كانت النسوة سابقاً يخبزنها على الصاج، ومع تطور الحياة أصبحن يخبزنها على فرن الغاز».
الأستاذ "عدنان الخطيب" قال: «أنا ابن قرية "عرى" التي تبعد حوالي عشرين كيلو متراً عن مدينة السويداء، ومن الجيل الذي يعيش على الموروث الشعبي بعاداته وتقاليده ومنظومته، فقط تميزت أكلة "اللزقيات" بأنها تجمع الأقارب والأخوة في الأفراح، وعند كل مناسبة تدخل السرور يتم دعوة الأحباء والمقربين إليها لأنها تحمل دلالة السعادة، وعند تناولها اليوم يعتبرونها تراثاً تاريخيّاً وحاضراً».