قدّم الدكتور الباحث "عبود العسكري" بحثاً شخّص فيه حالة الفساد متناولاً مراحله في العديد من العصور إيجاباً على المجتمع.. وذلك من خلال اللقاء الذي جمعه مع حشد من الجماهير في المركز الثقافي العربي في "منبج" بتاريخ 6/6/2011م.
eSyria حضر اللقاء والتقينا بالدكتور "عبود العسكري" الذي تحدث عن ماتناوله في بحثه قائلاُ: «لأن الفساد أصبح ظاهرة في العديد من جوانب المجتمع لابد من البحث عن العلاج السريع لهذه الظاهرة التي استشرت في العديد من قطاعات المجتمع لأن الفساد يهدد الجماعة بأسرها الصالح منها والفاسد، وهنا لا بد من الصالحين أن تتظافر جهودهم للخلاص من هذه الظاهرة بكافة الطرق السلمية ومنها التشهير بالفاسد والجرأة في طلب الحق وعدم التنازل عنه، ويجب أن تسود في المجتمع ثقافة المحاسبة فالشعب قادر على أن يحاسب كل فاسد..».
أهمها تعزيز مبدأ الوضوح والشفافية داخل المؤسسات والدوائر، والتأكيد على أن الوضوح وسيلة فاعلة للرقابة على الفساد، كما يجب أن تشارك مؤسسات المجتمع المدني في حماية النزاهة ومكافحة الفساد. وأيضاً للتوعية دور مهم جداً من خلال تنمية الواعز الديني والأخلاقي لدى أفراد المجتمع كافة وخصوصاً الناشئة منهم، وذلك من خلال المدارس والمساجد والجامعات
وعن الحلول المقترحة لمواجهة هذه الظاهرة قال: «التغيير يبدأ بالنفس أولاً، لكن هذا التغيير يحتاج إلى سنوات عديدة، لذا فعلى القوى الشعبية والخيّرة أن تقف صفاً واحداً لمواحهة هذه الظاهرة، لأن الفاسد لا وطن له، الفاسد يتبع ماله أين ما حلْ.
وهنا لابد من الإشارة إلى وجود الكثير من الشرفاء في هذا المجتمع وهم وطنيون جداً ولا زالوا محافظين على شرفهم ويجب الإعتماد عليهم وأن يكونوا على قمة المسؤولية، ففي كل دائرة يوجد أناس شرفاء علينا دعمهم ومساندتهم ومنحم الصلاحيات الضرورية ليساهموا في معالجة الفساد، ويجب أن يكون المدير كفؤاً وهو المسؤول عن المحاسبة، كما يجب أن تكون هناك هيئة لمكافحة الفساد تضم من يشهد لهم بكفائتهم ونزاهتهم..».
ومن ناحيته الشيخ الدكتور "محمد ياسر الحسين" تحدث عن الإصلاح من منطلق مسؤلية الجميع فيه وأن يكون ضمن أسس وظوابط شرعية وقانونية، فقال: «الإصلاح مسؤولية الجميع في نفسه أولاً وفي من حوله ثانياً، إذاً من الخطأ أن يغمض الفرد عينه عن أخطائه وهو يسعى لإصلاح أخطاء غيره، وعلينا أن ندرك أن الإصلاح لا يأتي دفعة واحدة فلا بد من الحكمة والتأني.
ولا بد من رفع أي مطالب مشروعة ومعقولة في الإطار الذي أذن به الشرع وكفله القانون دون تهجم أو اعتداء، إذ أنه أي فساد لايعالج بفساد مثله، فليس طالباً للإصلاح من يعتدي على الآخرين، وليس مصلحاً من يدعو إلى الفتنة والفوضى، فالمصلحة العامة فوق أي مصالح شخصية دنيئة.
كلنا اليوم ودون استثناء شركاء في مكافحة الفساد والمضي قدماً في مسيرة الإصلاح، هذه المسيرة التي كلنا محكومون لها في وطن أصيل متماسك متين لن نقبل إلا أن يزداد قوة وتماسكاً لأنه وطن اسمه "سورية"..».
وعن الخظوات التي تساهم في الإصلاح قال الدكتور "الحسين": «أهمها تعزيز مبدأ الوضوح والشفافية داخل المؤسسات والدوائر، والتأكيد على أن الوضوح وسيلة فاعلة للرقابة على الفساد، كما يجب أن تشارك مؤسسات المجتمع المدني في حماية النزاهة ومكافحة الفساد.
وأيضاً للتوعية دور مهم جداً من خلال تنمية الواعز الديني والأخلاقي لدى أفراد المجتمع كافة وخصوصاً الناشئة منهم، وذلك من خلال المدارس والمساجد والجامعات».
ومن جهته الدكتور "مصطفى السطو" دعا إلى أن يكون الجميع شركاء في الحل فقال: «من الضروري تسليط الضوء على ظاهرة الفساد وايجاد الحلول لهذه الظاهرة بشكل تشاركي حواري يشترك فيه الجميع لأن الجميع معني به. الدكتور "العسكري" استطاع أن يلم بتعاريف الفساد ومصطلحاته وأعطى بعض الأمثلة وأقترح بعض الحلول.
وأنا كطبيب أشبه الفساد بالمرض منه الوبائي ومنه الورم، وتفشي هذا المرض سببه الرشوة ما أدى إلى فساد مالي وإداري، جميعنا معنيين بتحمل المسؤلية من الموظف إلى المواطن، وكلنا يجب أن نساهم بالإصلاح الذي لابد أن يعتمد على رقابة حقيقية في جميع الدوائر، ومن ناحية أخرى يجب مراجعة كل القوانيين والتشريعات التي قد تكون باباً للفساد. كما يجب إعطاء الإعلام الدور المهم في تسليط الضوء على ظاهرة الفساد وكشفها للرأي العام..».