رغم أن الخدمة التربوية للمجتمع واجب مقدس لدى كل إنسان إلا أنه هناك رجال يذهبون إلى أكثر من ذلك، ليسطروا تاريخهم المشرف في هذا المجال بتضحياتٍ جمّة تتطلب سهر الليالي في تحقيق المنجزات، والأستاذ "محود ساير المحمد" هو أحد المعلمين المعطاءين الذين رفعوا من هامة المدرسة الصناعية في "رأس العين" كمدير ليحقق إنجازات وصلت لحد التقدير من قبل رئاسة الجمهورية.
موقع eHasakeh زار الاستاذ "محمود المحمد" في مكتبه كرئيس شعبة نقابة المعلمين في "رأس العين" ليحدثنا قائلاً: «استلمت إدارة مدرسة "الخابور الصناعية" برأس العين من العام 1989 حتى عام 2006، ومنذ استلامي كان لدي هدف سامي الذي أعتبره واجب وطني وهو أن أقوم بنقلة نوعية للمدرسة بحيث أستطيع أن أقوم بإنجازات على مستوى المحافظة، وبالفعل بدأت بالتقرب من الطلاب والمعلمين والعمل معهم لتطوير الأداء التعليمي في المدرسة من خلال ربطها بالمستويات التربوية العالية، خاصةً وأن للمدارس الصناعية مزايا في إيصال الطلاب المتفوقين للمعاهد والجامعات الهندسية، وبالفعل لقد وصلنا لتحقيق هدفنا في خدمة مدينتنا ووطننا من خلال الوصول لأعلى المراتب وحجز مقاعد جامعية والتفوق على مستوى المحافظة لعدة مرات بل وحتى على مستوى القطر».
من خلال تجربتي معه كمعلم تحت إدارته لقد كان رجل مثابر في عمله همه الأوحد هو خدمة مدينته ومدرسته، لقد عودنا على التعامل الحسن مع الطلبة وإيلاء اهتمام خاص بهم وخاصةً أن المدرسة في عهده وصلت لمستويات متفوقة على مستوى القطر أتمنى له التوفيق لما هو خير لهذا الوطن
وعن آلية العمل للوصول لهذا التفوق تابع "المحمد" قائلاً: «كوني فرد في هذا القطر وواجبي كما هو واجب زملائي المدرسين هي خدمة الوطن، لقد عهدنا مع الطلبة منذ بداية استلامي الإدارة أن نرتقي باسم مدرستنا كأسرة تربوية من خلال التعاون وإبداء الاهتمام التام بمجالنا الصناعي، بدءاً بتنظيم الوقت ووضع حوافز للمدرسين المهندسين ومعلمي الحرف وتوجيه الطلاب بأن مصلحتهم ومصلحة بلدهم فوق كل الاعتبارات، والحمد لله إن هذا التناسق ولّد حالة تجانسية كانت نتائجها إيجابية على المدرسة، لذا أنا رغم أني ارتقيت في منصبي إلى رئيس شعبة نقابة إلا أنني أتشوق لمدرستي التي فضلت علّي كما أحن لأبنائي الطلبة والذين أصبح العديد منهم مهندسين يخدمون بلدهم».
وعن أهم الإنجازات التي حصل عليها "المحمد" كإداري للمدرسة قال: «لم يخلوا عام وإلا كانت لي ولمدرستي شهادة تقدير ففي عام 1989 حصلت على شهادة تقدير من قبل مديرية التربية ونقابة المعلمين بعد نيل مدرستي المركز الأول على مستوى القطر، وفي عام 1993 حصلت على شهادة تقدير بعد أن نال طلابي على المركز الأول في حرفتي "الكهرباء" و"السيارات" من قبل مديرية التربية، وشهادة ثناء من التربية عام 1994 لتنمية وزراعة حدائق المدرسة الصناعية، كما حصلت على ثناء وتقدير لنيل مدرستي أعلى نسبة نجاح في المحافظة لعامي 1995- 1996وصلت إلى (75.6)% وكان الأول على مستوى القطر في هذين العامين من مدرستي "الخابور"، بالإضافة لنيلي شهادتي تقدير من أتحاد شبيبة الثورة على التفوق الإداري عامي 1995- 1996، ونلت شهادة العمل المميز عام 2001من شعبة الحزب بمدينة "رأس العين"، وشهادة تقدير من فرع الشبيبة بالحسكة عام 2004 على الجهود المبذولة في خدمة المنطقة، وحصلت على درع تقديري من نقابة المعلمين عام 2007، وكان أخر ما حصلت عليه هو ثناء شكر وتقدير من المكتب الفرعي لنقابة المعلمين بالحسكة عام 2010 على الجهد المبذول من رفع العمل النقابي، وكل هذه الإنجازات لم تكن كالإنجاز الذي لطالما حلمت به وهو اختياري بالدعوى التي وجهت إلينا من السيد رئيس الجمهورية لتكريم المعلمين المتفوقين على مستوى القطر العربي السوري في 14/3/2007 لتكون تلك المقابلة والتكريم من أجمل لحظات حياتي بعد أن قام الرئيس والسيدة الأولى بتكريمنا والاستماع إلينا وحثنا على رفع العملية التربوية في سورية ولم يكن ينسى السيد الرئيس في تلك اللحظة الاهتمام الخاص بمحافظة "الحسكة" حيث وعدنا برفع المستوى التعليمي والمعاشي فيها».
الطالب في هندسة الكهرباء "هادي علي" أحد المتفوقين في مدرسة "الخابور الصناعية" عام 20003 حدثنا عن "المحمد" قائلاً: «رغم صلابته وجديته في المدرسة كنا نحس في تلك المرحلة أنه قاسٍ علينا، ولكن لم ندرك طيبته وإنسانيته وحرصه علينا إلا من خلال وصولنا كمتفوقين إلى الجامعة، حيث أدركنا مدى حرصه على المدرسة وعلينا كطلبة، لقد وضع بصمة كبيرة في المنطقة من خلال إيصال وفود من الطلاب المتفوقين للجامعات السورية».
الأستاذ "عمر حسين" مدرس مادة الرياضيات يقول عن "المحمد": «من خلال تجربتي معه كمعلم تحت إدارته لقد كان رجل مثابر في عمله همه الأوحد هو خدمة مدينته ومدرسته، لقد عودنا على التعامل الحسن مع الطلبة وإيلاء اهتمام خاص بهم وخاصةً أن المدرسة في عهده وصلت لمستويات متفوقة على مستوى القطر أتمنى له التوفيق لما هو خير لهذا الوطن».
يذكر أن "محمود ساير المحمد" من مواليد "البادية" في الحسكة عام 1959، وتخرج بعد أن نال المركز الأول على مستوى القطر من المعهد الصناعي بدير الزور عام 1981.