بركة صغيرة لا يتجاوز قطرها 3 امتار هي كل ما تبقى من مجد "بحيرة عين حصان" بعد أن كانت بحيرة مهيبة تعج بالحياة ويأتيها الماء العذب من كل حدبٍ وصوب، لم يبق فيها اليوم سوى بضع سمكات تنظر الزائرين في ارتياب، وقد كانت تتزاحم في مياهها شباك الصيادين وتحط فيها أسراب البط وتلهو على جوانبها طيور المالك الحزين.
قليل من الزائرين بقوا يزورون المكان ممن ينشد الذكريات أمام أطلال ينابيع كانت من أضخم مصادر المياه العذبة في المنطقة وبعض الأطفال الذين يرتادون المكان محاولين التنقيب عن آثار المياه وإشارات يوثقون بها مجد "عين حصان" الآفل.
يقع نبع عين حصان على بعد حوالي 2كم جنوب مدينة "رأس العين" في مكان يسمى منطقة الينابيع، وهي منطقة تضم مئات الينابيع في مساحة لا تزيد على بضعة كيلومترات مربعة، كانت مياه بعض تلك الينابيع تجتمع لتشكل ما يشبه البحيرة، وكانت تسمى "بحيرة عين حصان" التي تعتبر "عين حصان" مصدر مياهها الأساسي
موقع "eHasakeh" زار مكان "بحيرة عين حصان" في إحدى جولاته وأجرى اللقاءات التالية التي اطلع من خلالها على ماضي "عين حصان" وأهميتها كمصدر لمياه الشرب والري إضافة لدورها البيئي والجمالي، وكانت البداية مع أصدقاء النبع ورواده الأطفال الذين يزورونه بشكلٍ شبه يومي، الطفلان "طه محمد" 16عاما و"انس محمد" 14عاما تحدثا لنا بالقول: «يقع نبع عين حصان على بعد حوالي 2كم جنوب مدينة "رأس العين" في مكان يسمى منطقة الينابيع، وهي منطقة تضم مئات الينابيع في مساحة لا تزيد على بضعة كيلومترات مربعة، كانت مياه بعض تلك الينابيع تجتمع لتشكل ما يشبه البحيرة، وكانت تسمى "بحيرة عين حصان" التي تعتبر "عين حصان" مصدر مياهها الأساسي».
السيد "أبو جوان البرازي" احد سكان قرية "عين حصان" تحدث عن النبع وبحيرته سابقاً بالقول: «كان هناك حول بحيرة "عين حصان" أكثر من 11 نبعا ضخما يتدفق منها كمية هائلة من المياه العذبة تزود بحيرة "عين حصان" وتسمى تلك الينابيع بحسب موقعها بالنسبة للبحيرة، وكانت البحيرة تبلغ أقصى اتساع لها في فصلي الشتاء والربيع حين تسيل المياه من الينابيع المهجورة القريبة من المكان، وبين الفترة والأخرى كانت تتفجر ينابيع جديدة تضيف مصدراً جديداً يغذي مياه البحيرة، وهذه الينابيع الجديدة كانت تدوم طوال فصل الشتاء والربيع ثم تنضب مع بداية الصيف، والمياه المتجمعة حيث كانت تبلغ أقصى اندفاع لها تتجه إلى الجنوب لتلتقي بمياه "عين جبارة" و"عين زرقا" و"عين كبريت" ثم لتشكل معاً مجرى نهر "الخابور"، وقد بقيت على هذه الحالة حتى قبل حوالي 15 عاما أي حوالي عام 1996، ثم تراجعت مياه الينابيع خلال السنوات العشر الأخيرة حتى لم يعد يكاد مياهها يخرج من البحيرة التي تشكلها إلا خلال فصل الشتاء، ثم بعد ذلك تراجعت المياه أكثر وانخفض منسوبها ونضبت معظم الينابيع التي كانت تغذيها إلى أن أصبحت المياه الآن على عمق حوالي 50 متراً في قعر البحيرة، ولا تزال مجاري تلك الينابيع واضحة حيث يمتد بعضها على شكل أنفاق تمتد لمسافات طويلة تحت الأرض كالنفق الجنوبي الذي كان يخرج منه أغزر الينابيع التي تغذي البحيرة، يبلغ قطر فوهته حوالي 4 أمتار ويتسع النفق تحت الأرض ليبلغ اتساعه في الداخل حوالي 8 أمتار يتفرع منه فروع باتجاهات مختلفة إلى امتداد يصل لحوالي 5كم».
السيد "محمود أبو زياد" من سكان مدينة "رأس العين" تحدث قائلاً: « كانت مياه "عين حصان" تشكل موردا مهماً لمياه "نهر الخابور"، ومصدرا هاما لمياه الشرب والريّ للمنطقة حتى إنني أتذكر في إحدى المرات وقعت ساعة من يد أحدهم بينما كان يسبح في أحد الينابيع التي تصب في بحيرة "عين حصان" فكنا نشاهد الساعة وهي في الأسفل على عمق حوالي 40 متراً تحت الماء لشدة نقاء المياه، وكانت مياه هذه الينابيع تستعمل للشرب على بعد 50كم من منبعها عبر نهر "الخابور"، كما أن مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية كانت تعتمد على مياه تلك الينابيع وبحيرتها، كما كان لها دور جمالي وبيئي كبير، فقد كانت البحيرة تعج بأشكال الحياة من طيورٍ مهاجرة ومستوطنة، وكانت تشكل مصدرا هاما لصيد الأسماك بالنسبة للمدينة، وهنا نرجو الاهتمام بها لتعود كما كانت».