حاول المخرج "محمد ملص" مع صديقيه المخرجين "عمر أميرالاي" و"أسامة محمد" إخراج فيلم كامل عن "فاتح المدرس" التشكيلي والمبدع، هذا الفيلم الذي تطرق إلى اللون في عالمه، وارتباط اللون وخطوط اللوحة بذكرياته مع أمه.

موقع "eDamascus" بتاريخ 6/4/2011 حضر عرض الفيلم الذي قدم في غاليري "مصطفى علي" ضمن فعاليات احتفالية "أيام فاتح المدرس"، حيث حضره العديد من الفنانين السوريين إلى جانب الجيل الشاب منهم، وعن الفيلم التقينا التشكيلي السوري "إدوار شهدا"، الذي قال: «إن عرض فيلم عن شخصية مهمة كفاتح المدرس هو محاولة لتقربنا من شخصيته الخاصة والداخلية، فمن خلال عرض الآراء والرؤية الخاصة للفنان عن اللون والفن، ومن خلال الفيلم نستطيع أن نأخذ رؤية واضحة عن "فاتح المدرس" كفنان ومفكر من خلف تلك العدسة الفنية التي دخلت عالمه في مرسمه التشكيلي الخاص».

لفاتح المدرس شخصية فنية إبداعية خاصة، فشغفه بالموسيقا، والرسم والأدب جعل منه عالماً لونياً إبداعياً خاصاً، كما أن تنظيم هذه الفعالية وعرض فيلم وفعاليات أخرى عن والدي الفنان والأديب والإنسان هو رد جميل لإنسان قدم الكثير لبلده سورية

أما الفنان "فادي المدرس" ابن التشكيلي المبدع "فاتح" فيقول: «لفاتح المدرس شخصية فنية إبداعية خاصة، فشغفه بالموسيقا، والرسم والأدب جعل منه عالماً لونياً إبداعياً خاصاً، كما أن تنظيم هذه الفعالية وعرض فيلم وفعاليات أخرى عن والدي الفنان والأديب والإنسان هو رد جميل لإنسان قدم الكثير لبلده سورية».

فاتح المدرس

أما عن الفيلم فيقول "فادي": «أتذكر تماماً عندما كان يخطط لتصوير الفيلم، حيث كان المخرجون الثلاثة يحاولون أخذ ملخص مكثف لمسيرة "فاتح المدرس" الحياتية والفنية، فهو إنسان لا يمكن تلخيص حياته خلال 40 دقيقة إلا أن من يعرفه سابقاً يمكنه من خلال الفيلم تذكر جوانب هامة من هذه الشخصية الفنية الإنسانية، ولمحة عن فكره ومن نظرته لحياته، وطريقة عمله الخاصة في استخراج تقنياته بالتعامل مع اللوحة، كما أن الفيلم فرصة جيدة لتعريف الجيل الشاب من الفنانين إلى عالم "فاتح المدرس" اللوني والإنساني».

أما "عبود فارس" خريج كلية الفنون الجميلة قسم النحت فيحدثنا عن رأيه بالفيلم، ليقول: «الفيلم له أهمية خاصة لكونه يعرفنا على أحد رموز الحركة التشكيلية، كما يقربنا من فكره وفلسفته ويمكننا من الغوص بتفاصيل حياة هذا المبدع، ويمكننا الفيلم نحن جيل التشكيليين الشباب من وضع تصور لمراحل العمل والاقتداء بخطا تجارب ناجحة أسست لاستمرارنا، فهو كفنان استطاع الوصول إلى درجات عليا من الغوص اللوني والتعرف إلى تفاصيل هامة في العالم التشكيلي واللوني، فالفيلم جعلني أبحر في عالم "المدرس" الفكري والأدبي وحتى الاجتماعي، كما أنه يشكل مفتاحا قويا يحفزني للبحث عن المزيد من التفاصيل حول أعمال وفكر "فاتح المدرس" الإنسان والفنان».

وعن فكرة الفيلم التقينا المخرج السينمائي السوري "محمد ملص" فقال: «فيلم "فاتح المدرس" جزء من مشروع كبير يسمى "الوصايا العشر" كنت أنا والمخرج الراحل "عمر أميرالاي" والمخرج الشاب "أسامة محمد" نعمل على المشروع من اجل نفض الغبار عن عشر شخصيات لعبت الدور الهام سواء على الصعيد الفني أو السياسي او الفكري، حيث لم يكتمل المشروع وتم تحقيق فيلمين من الأفلام العشرة، الأول بمناسبة العام المئوي لولادة المخرج السينمائي السوري "نذير شهبندر"، وفي عام 1995- 1996 حققنا فيلم عن "فاتح المدرس"، حيث إن الفنان "فاتح" من الشخصيات والقامات العشر التي نعتقد أنها تستحق استحقاقا كبيرا وهاما ليس فقط على الصعيد الفني التشكيلي، بل على الصعيد الفكري والثقافي والأدبي والموسيقي، فمن يشاهد الفيلم يلاحظ أن الموسيقا المستخدمة فيه من قبل "فاتح المدرس"، فهو شخصية ثقافية كبيرة وهامة ذو أهمية كبيرة على صعيد فلسفة الضوء واللون، فالفيلم هو عبارة عن احتكاك مباشر مع الفنان في مرسمه والتحدث معه مباشرة، وهو فيلم تسجيلي سينمائي بامتياز».