طفلة لاتتعدى العاشرة قذفتنا بكرة ثلج صغيرة وابتسمت ، أرادت إلقاء التحية بطريقتها الخاصة وكانت فعلاً تحية رائعة الأطفال في كل مكان والضحك لايفارق وجوههم وأصواتهم تعزف ألحاناً من نوع خاص، فثلوج اليومين الماضيين حولت "الزبداني" إلى صفحة بيضاء هائلة الحجم أخذوا يرسمون عليها لوحاتهم الخاصة لتتحول المنطقة إلى لوحة بانورامية تضج بالفرح.

السيارات تقاطرت إلى المنطقة قادمة من "دمشق" منذ ساعات الصباح الأولى وبريق السعادة في عيون الأهل كما أطفالهم كلهم جاؤوا للمرح وللاستمتاع بيوم استثنائي فمن لا يحب الثلج؟

منذ علمنا من النشرات الجوية بشأن المنخفض الجوي أعددنا العدة للتوجه إلى "الزبداني" يوم الجمعة فنحن لانفوت فرصة الاستمتاع بثلوج "الزبداني" كل شتاء

موقع "eDamscus" بتاريخ 11/3/2011 خلال جولته في "الزبداني" التقى "أنس محمد" من "دمشق" فقال: «إن هذه فرصة لوداع الثلج فمن المستبعد تساقط الثلوج مرة ثانية هذا العام لهذا حملت زوجتي وأبنائي وجئنا إلى "الزبداني" للمرح والاستمتاع بالطبيعة ورؤية اللون الأبيض يغطي كل شيء».

الأطفال يلعبون بالثلج

"سناء علي" التي كانت تواجه صعوبة في إقناع أولادها بالتوقف عن قذف كرات الثلج والعودة إلى السيارة قالت: «منذ علمنا من النشرات الجوية بشأن المنخفض الجوي أعددنا العدة للتوجه إلى "الزبداني" يوم الجمعة فنحن لانفوت فرصة الاستمتاع بثلوج "الزبداني" كل شتاء».

وبالنسبة للسيد "هاشم" الذي يعيش شهر العسل في هذه الأيام يقول: «إننا نقوم بزيارة "الزبداني" اليوم الزيارة تحمل بعداً أكبر من الاستمتاع بالمناظر الخلابة واللعب بالثلج، فهذه الجمعة فرصة لاتعوض لصناعة ذكرى تبقى طوال العمر وحتى الآن التقطت مايزيد عن /100/ صورة لي ولزوجتي ولأهلها وأهلي».

فرح أبيض

الحاج "أبو عمر محمد" يروي ذكرياته مع ثلوج "الزبداني" والتي تمتد لأربعين سنة: «الشتاء الذي ليس فيه ثلوج ليس فيه نكهة ، ففي الماضي كنت اصطحب أهلي وأبنائي إلى "الزبداني" واليوم أبنائي هم من يصطحبونني مع أولادهم، إنها متعة كبيرة بأن يكون المرء بين أبنائه وأحفاده وزيارة "الزبداني" تقليد في عائلتنا بهذه الأوقات».

"عثمان يوسف" رئيس بلدية "الزبداني" قال: «إن هذا اليوم شهد هطولاً متقطعاً للثلوج بعد الهطولات الكثيفة في اليومين الماضيين، فاكتست "الزبداني" بحلة بيضاء غطت البساتين والمنازل والتلال والأشجار بالثلوج لتزيد "الزبداني" الجميلة دائماً جمالاً أكثر».

ويردف ليتابع قوله: «إن مازاد في جمال المنطقة في هذا اليوم هو الحركة الكثيفة للزائرين، فمئات السيارات تدفقت إلى "الزبداني" ومحيطها منذ الصباح الباكر في حركة سير لامثيل لها وبشكل يفوق كثيراً الحركة السياحية في أيام الجمعة العادية، فامتلأت الشوارع والساحات والمطاعم بالزائرين وحتى البساتين والتلال امتلأت بالأطفال الذين كانوا يلهون مع أهلهم بكرات الثلج لقد عاشت منطقة "الزبداني" اليوم عيداً حقيقياً، فلم تقتصر الحركة على مدينة "الزبداني" بل امتدت إلى كافة مدن وبلدات المنطقة مثل "بلودان و"مضايا" و"بقين"، وقد تمكننا بالتعاون مع مديرية الخدمات الفنية في محافظة "ريف دمشق" من فتح الطرقات الرئيسية التي تربط مدينة "الزبداني" بالمدن والقرى المحيطة بها وهي طريق "الزبداني – بلودان" وطريق "الزبداني – سوق وادي بردى – هريرة وطريق الزبداني عين حوش – سرغايا"».

السيد "حنا الخوري" رئيس بلدية "بلودان" قال: «إن الجرافات استمرت بالعمل منذ الصباح حتى المساء حيث بلغت سماكة الثلوج حوالي /60/ سم وقد أعطيت الأولوية لفتح لطرقات الرئيسية وتمكنت الفرق الفنية من فتحها ماسمح بانسياب حركة السيارات ويضيف لايمكن تحديد عدد زوار اليوم بشكل دقيق ولكن يمكن التأكيد أن أعداداً كبيرة جداً من السيارات جاءت إلى المنطقة».