بمشاركة أربعة عشر دولة عربية وأجنبية احتضنت "الحسكة" معرض "لا للتدخين" الدولي، حيث يعتبر نافذةً يطل من خلالها أطفال العالم على ثقافة أقرانهم، فتنوعت اللوحات في المعرض الذي نظمه فرع طلائع البعث، وكالعادة كانت بصمة المحافظة حاضرةً لتقول للعالم نحن شركاء في السلم والثقافة.
موقع eHasakeh حضر افتتاح المعرض الذي أقيم بتاريخ 31/1/2011 في الحاضنة العلمية ضمن وحدة الباسل للأنشطة الطليعية، والتقى بدايةً الرفيقة الطليعية "مريم أيمن الحسين" 13 عاما فقالت: «أنا أرسم العديد من اللوحات حيث يهتم فرع الطلائع بالمواهب الجديدة، تتنوع اللوحات التي أرسمها بين مناظر الطبيعة والآلات الموسيقية والأشخاص، شاهدت هذا المعرض وتجولت بين اللوحات التي جاءت من مختلف العالم، تعلمت أهمية الابتعاد عن عادة الدخان السيئة، وتعلمت أن الدخان هو أسوأ ما يمكن أن يتعرض له الإنسان، حتى الطبيعة لا تسلم من الشر الذي يخرج من السيجارة، كل المدخنين يجهلون مضار التدخين، هذا المعرض وجه العديد من الرسائل لكي يقلع الناس عن التدخين، أكثر لوحة أثارت اهتمامي هي التي رسمها أحد أطفال "السودان"، حيث شبه السيجارة بآلة القتل التي يحملها شبح الموت، أجمل اللوحات كانت من "السودان ومصر"، نحن كأطفال يأتي دورنا في توعية الناس من مضار الدخان على الصحة وعلى المال».
تعلمت أن الدخان مضر بالبيئة والصحة والممتلكات، شاهدت ألوانا جميلة في المعرض لكن يمكن للون الجميل أن يكون له معان سيئة، فمثلاً اللون الأسود هو لون جميل لكنه جاء في اللوحات ليعبر عن المرض والموت، أكثر اللوحات التي شدتني هي لوحة البيت الذي أحرقته أعقاب السجائر، أتمنى أن يقلع المدخنون عن هذه العادة السيئة وأن يكون المجتمع خاليا من هذه الظاهرة
الرفيقة "بسمة أحمد العبد الله" 12 عاما: «أنا أهوى الرسم منذ زمن وقد رسمت بعض القرى عن بعد لكي تظهر كل القرية في الصورة، حضرت معرض اليوم وتجولت فيه، كان المعرض أكثر من رائع وضم العديد من الرسومات الجميلة، أكثر لوحة أعجبتني هي التي رسمها أحد أطفال "تركية"، حيث رسم السيجارة وهي تسحب الناس إلى القبور، وهذا الأمر حقيقي لأن الدخان يصيب المدخن بالسرطان ثم يموت المدخنون ويذهبون إلى المقابر، هذا المعرض يعلم الناس الأضرار التي يخلفها التدخين، أول لوحة سأرسمها ستكون عن التدخين ومضاره، وسأقول لأهلي أن التدخين ضار ويجب أن يقلع عنه الجميع».
الرفيق "منذر عامر عرابي" قال: «أنا رسام وأرسم الأعلام والمناظر الطبيعية، شاهدت اليوم لوحات كثيرة عن التدخين ومضاره، أكثر لوحة أعجبتني هو التي شبهت السيجارة بالمدفعية، هذا يعلمنا أن مضار التدخين يشبه ما تحدثه أدوات الحرب، شاهدت جميع اللوحات المرسومة لكن كان هناك نقص في اللوحات، لم أشاهد أياً من الأطفال قد رسم القداحة، أنا سأرسم لوحة فيها شخص يحمل السيجارة والقداحة وكيف يعلم الآخرين على التدخين».
الرفيقة "غرام أيمن الحسين" قالت: «تعلمت أن الدخان مضر بالبيئة والصحة والممتلكات، شاهدت ألوانا جميلة في المعرض لكن يمكن للون الجميل أن يكون له معان سيئة، فمثلاً اللون الأسود هو لون جميل لكنه جاء في اللوحات ليعبر عن المرض والموت، أكثر اللوحات التي شدتني هي لوحة البيت الذي أحرقته أعقاب السجائر، أتمنى أن يقلع المدخنون عن هذه العادة السيئة وأن يكون المجتمع خاليا من هذه الظاهرة».
الرفيق المشرف "محمد خلف" قال: «من الجميل أن يقام معرض دولي لرسوم الأطفال في فرع "الحسكة"، وذلك للاطلاع على تجارب الدول الأخرى ونقل هذه التجربة لأطفالنا، من جهة أخرى نقل مواهب أطفالنا إلى العالم، لاحظت من خلال المعرض وجود مواهب جميلة جداً وخلاَّقة، تميزت كل دولة عن الأخرى بطابع أعطاها خصوصية، شاهدنا أيضاً أن أطفالنا يمتلكون ميزة تختلف عن باقي الدول، هناك نتاجات جميلة ورائعة، أطفالنا سيستفيدون من هذه التجربة ونحن كمشرفين استفدنا من مواهب أطفال دول العالم، في الحقيقة يراودك شعور للوهلة الأولى أن بعض هذه اللوحات أكبر من المستوى العمري وحتى الفكري للأطفال، هناك مواهب يعتبر أصحابها مشاريع فنانين في المستقبل، أنا كفنان لاحظت أن الألوان المستخدمة تنوعت بين المائية والزيتية والباستيل، بعض الدول مثل تركيا اقتصرت على الحبر الصيني، اللافت في المعرض هو اختفاء قلم الرصاص الذي يعتبر أهم ما يميز فن الأطفال».
رئيس مكتب الفنون الجميلة في فرع الطلائع الرفيق "رشاد اليوسف" قال: «إن تربية الأطفال لا بد أن تكون شاملة ومتكاملة، لذلك تعتبر فنون الأطفال من الوسائل المهمة في تكوين اتجاهاتهم وصقل مواهبهم، والمتتبع لفنون الأطفال يستشعر نزعة الطفل نحو الابتكار، والفن شأنه شأن العلم من حيث إتاحة الفرصة للطفل ليعبر عما يجول في داخله بكل حرية وجرأة، يجب علينا أن نعرف ماذا يريد الطفل لا ما نريده نحن من الأطفال، فهم يبنون عوالمهم الخاصة بهم وما علينا سوى احترام كل ما يعبر عنه الأطفال، فهم يمتلكون العالم الذي قوامه البراءة والصدق والعفوية وهذا يبدو جلياً من خلال ما تم تقديمه في المعرض، ولتعميم الفائدة على كل الأطفال قمنا بوضع جدول زمني بالتنسيق مع الوحدات الطليعية لزيارة المعرض والمشاركة فيه وإبداء آرائهم وتصوراتهم، لقد حمل المعرض تجارب غنية ومتنوعة من خلال عرض 200 لوحة فنية عبرت جميعها عن التدخين ومضاره على الإنسان والبيئة على حدٍ سواء».
أمينة فرع منظمة طلائع البعث في "الحسكة" الرفيقة "تيودورا مراد" قالت: «تعتبر فنون الأطفال وسيلة للتعبير عن انفعالاتهم وعواطفهم، من خلال الألوان وملامسة السطوح والتعبير عن الوعي البيئي، أيضاً من خلال الإحساس بالأشياء من حولهم والتفاعل معها بمختلف الطرق والوسائل والخامات المتوافرة لديهم، فالطفل بحاجة دائمة إلى فهم مكونات الأشياء وتفحّصها عن كثب، لأن الطبيعة تبقى مثار اهتمامه وبحثه بشكل دائماً، فنرى الطفل يقوم بمحاولات حثيثة ليكتشف آلية عمل الطبيعة والقوانين التي تُنظّم الحياة وتُسيرها، كما شاهدتم اليوم أن المعرض تعدى كونه ساحة للتعبير عن المواهب الجميلة، فقد ذهب ليكون بمثابة رسالة يطلقها الأطفال تحمل بين ثناياها خطرا يتهدد المجتمعات، أجمل ما في الأمر أن المعرض تحول مباشرةً وبمجرد دخول الأطفال إليه إلى ندوة من خلال القراءات التي قدمها بعض الأطفال، واللافت في الأمر أن رواد المعرض استطاعوا أن يستشفوا ماهية المعرض واختلاف الثقافات».
تختم "مراد": «نحن كمنظمة قوامها براعم القطر نعمل وبشكل دؤوب على تفجير الطاقات الكامنة في عقول وصدور الأطفال، ونقوم بتوجيهها وتنميتها من خلال توفير المناخ العلمي والسليم للإبداع، كانت محافظة "الحسكة" حاضرة في المعرض وكان لها وقع خاص ينطلق من ثقافة المجتمع نفسه، كما كانت مشاركات بعض المحافظات السورية متواجدة أيضاً بين الرسوم، حاولنا من خلال المعرض الذي شاركت فيه 14 دولة عربية وأجنبية أن نعمم على الأطفال ثقافة التواصل، نتمنى أن نستطيع تقديم كل ما يخدم الطفل ليخرج من المنظمة كعنصر فعَّال وقادر على العطاء، وقادر على التعاطي مع مختلف الثقافات التي تمكنه من الاستفادة من تجارب الآخرين، ولاسيما التجارب المّقامة في بلدان ودول بعيدة عنه من حيث التواصل الجغرافي».
بقي أن نذكر أن هذا المعرض هو المعرض الدولي الرابع لفنون الأطفال، وأنه سيستمر لمدة ثلاثة أيام متواصلة، وقد شارك فيه "سورية، فلسطين، السودان، مصر، تركيا، إيران، البوسنة، صربيا، هنغاريا، رومانيا، بلغاريا، ماليزيا، روسيا، أرمينيا".