على بعد حوالي /12/ كيلومترا من مدينة "صافيتا" وإلى الشرق منها في قرية "بدادا" أنتج المزارع "ناظم" أحد أبناء القرية ثمرة بطاطا من النوع الحلو، بوزن /8/ كيلوغرامات و/400/ غرام في ظاهرة هي الأولى من نوعها في محافظة "طرطوس".
المزارع "ناظم حنا نعمة" من قرية "بدادا" تحدث لموقع eSyria بتاريخ "29/12/2010" عن حيثيات هذا الحدث من البداية، فقال: «في إحدى زياراتي إلى محافظة "حمص" بسبب عمل خاص كنت أقوم به هناك، قررت شراء مونة المنزل من البطاطا الحلوة، فاشتريت حوالي /15/ كيلوغراما منها، وقد ظهر فيها بعض الثمار الصغيرة، فأحببت الاستفادة منها فقمت بزراعتها مع بداية شهر "نيسان" الماضي في مزرعتي الصغيرة المتاخمة لمجرى نهر "الأبرش" وترتفع عنه حوالي /20/ مترا فقط وتبعد عن سكني في القرية حوالي /2/ كيلومتر، ومزروعة بأشجار الحمضيات، وبعد إنباتها بدأت بمراقبتها متحيناً قطافها دون أن أضيف لها أي نوع من أنواع الأسمدة، لكي أجنيها قبل أن أخسرها بسبب بعض حيوانات المنطقة وحيوانات التربة.
طبيعة الأراضي هنا تميزت بالتربة البيضاء الباردة الكتيمة القادرة على تخزين المياه بشكل جيد جداً على سطحها ولفترة طويلة، ما يمنع عملية تحلل العناصر الغذائية داخل التربة بسرعة لتستفيد منها المزروعات ببطء، وهذه معلومات سمعتها من جدي قبل أن يتوفى
حين بلوغها قمت بجنيها بالكامل تاركاً نبتة واحدة لمناسبة عيد رأس السنة، وخلال عملية الجني كنت أتفاجأ بثمار بطاطا بوزن حوالي /2/ كيلوغرام، ولكني لم أعر هذا الأمر أي اهتمام، وبعد فترة من الزمن تقدر بحوالي الشهر تقريباً أي بتاريخ "28/12/2010" وخلال زيارتي مع ابني "جورج" للمزرعة ذهب لجني ثمار البطاطا وإذ بصوته يناديني لمساعدته في قلع ثمرة بطاطا كبيرة، وفعلاً بعد قلعها من التربة كانت مذهلة جداً من حيث حجمها وشكلها، وعلى الفور قمت بوزنها على ميزان الكتروني وكانت /8400/ غرام، فأحضرتها إلى مصلحة الزراعة لرؤيتها ومعرفة السبب في ذلك، حيث أعتقد أن نوعية التربة البيضاء الكتيمة له دور كبير فهي تتميز بغناها بالعناصر المغذية».
الشاب "جورج نعمة" ابن السيد "ناظم" حدثنا كيف وجد الثمرة في التربة: «بعدما توليت أمر جني ثمار البطاطا المتبقية في الأرض وخلال بحثي في التربة صادفت كتلة كبيرة شبه بيضاء، وبعد حفري حول محيطها والتأكد من أنها ثمرة بطاطا طلبت من والدي الحضور ورؤية هذا المشهد الجميل والغريب، وتابعت الحفر حولها وإلى الأسفل حتى مسافة حوالي /70/ سنتيمترا، حيث كان جذرها متغلغلا في التربة بشكل كبير لم أتمكن من قلعه بأكمله، ولكني تمكنت من قلع الثمرة دون إضرارها أو أذيتها، مع العلم أنه كان يرافقها قطعتين جيدتين من حيث الحجم أيضاً ولكنهما تضررتا خلال القلع».
وعن طبيعة الأرض يقول الشاب "فادي نعمة" سنة رابعة أدب عربي، وابن شقيق السيد "ناظم": «طبيعة الأراضي هنا تميزت بالتربة البيضاء الباردة الكتيمة القادرة على تخزين المياه بشكل جيد جداً على سطحها ولفترة طويلة، ما يمنع عملية تحلل العناصر الغذائية داخل التربة بسرعة لتستفيد منها المزروعات ببطء، وهذه معلومات سمعتها من جدي قبل أن يتوفى».
أما المعمر السيد "ميخائيل خلوف زخور" فيؤكد أن طبيعة هذه الأراضي جيدة جداً للزراعة حيث يوجد الكثير من أشجار الزيتون المعمرة والتي من الممكن أن يصل قطرها إلى حوالي /2,5/ متر، مضيفاً: «أتذكر أحاديث والدي عندما كان يحدثنا عن ثمار الرمان مثلاً وغيرها من المنتجات الزراعية هنا والتي كانت تصل كوزن إلى حوالي /3/ كيلوغرامات، والفكرة هنا أن كبر الثمار معروف في حقولنا منذ القدم، ولكن ليس لهذه الدرجة كما في ثمرة البطاطا مع السيد "ناظم"».
المهندس "حليم محمود ابراهيم" رئيس مصلحة الزراعة في مدينة "صافيتا" يرى أن هذه الثمرة ظاهرة غريبة جداً من حيث الشكل والوزن في محافظة "طرطوس"، وهي تحدث لأول مرة فيها، حيث لم يسمع يوماً عن ثمرة بطاطا وصل وزنها إلى /8400/ غرام في حقولنا، مضيفاً: «أعتقد أن السبب في هذا النمو الزائد والحجم الكبير هو طبيعة التربة الغنية بالعناصر الغذائية الهامة والمغذية والتي اعتمدت عليها الثمرة لتصل إلى هذا الوزن الكبير، إضافة إلى اعتقادي بأن الطفرة الوراثية التي تعرضت لها الجينات الوراثية والخلايا الإنمائية فيها خلال مرحلة النمو كان سبباً أساسياً لوزنها الكبير، وتظهر قوة هذا الاحتمال من شكل الثمرة الخارجي والأخاديد النافرة منها وكأنها مستحثة طبيعية».
ويتابع: «إن النباتات الدرنية كالبطاطا يلعب دور أساسي في نموها وزيادة إنتاجها نوعية التربة الخفيفة كالتي في مزرعة السيد "ناظم"، ولكن ليس لأن تصل إلى هذا الوزن الكبير، حيث إن هذه الظاهرة جديرة بالاهتمام والدراسة، لذلك سنعتمد ثمرة البطاطا هذه في عملية التشريح والدراسة، إضافة إلى دراسة نوعية التربة وتحليلها في مخبر المديرية».
ويختم حديثه بالتأكيد على أنه عندما يثبت أن سبب هذه الظاهرة هو نوعية التربة المتوافرة في المنطقة ستعمم هذه النتيجة للعمل عليها في عملية الزراعية في تلك المنطقة.