يعتبر مركز الوثائق التاريخي بدمشق المركز الوحيد في سورية الذي يزود الباحثين والقراء بكل ما يتعلق بتاريخ سورية إبان الحقبة العثمانية وذلك من خلال وثائق تاريخية نادرة يزود بها كل من يقصد هذا المركز الذي اتخذ من منزل رئيس وزراء سورية السابق السيد "خالد العظم" مقراً له ليكون مكاناً حافظاً لذاكرة سورية ومذكراً الأجيال القادمة بتاريخها في تلك الحقبة.

موقع "eSyria" بتاريخ 16/12/2010 التقى الباحث" أكرم حسن العلبي" ليقول: «ما يهمني كباحث هو حجج الأوقاف وعمليات البيع والشراء وإضافة إلى الخانات والأسواق والحمامات، فمن خلال السجلات أستطيع أن أعرف كل التفاصيل التي تتعلق ببيت خالد العظم المعروف بمركز الوثائق التاريخية، فأنا لدي كتاب اسمه "خطط دمشق" فما يهمني هو كل المعلومات التي تتعلق بخطط التي تتناول الأسواق والخانات والحمامات والزوايا».

يضم قسم التصوير حوالي 6000 صورة تمثل شخصيات عربية ودولية بمناسبات سياسية ووطنية، إضافة إلى صور للثوار والمجاهدين السوريين ومجموعة من صور المدن والمواقع الهامة في سورية، نقوم بتزويد الباحثين بمختلف الصور اللازمة لأبحاثهم

كما التقينا د."محمد غسان عبيد" مدير مركز الوثائق التاريخية الذي حدثنا عن تأسيس المركز قائلاً: «في 4 نيسان 1959 تأسس مركز الوثائق التاريخية بموجب قرار وزير الثقافة والإرشاد القومي للجمهورية العربية المتحدة ليكون مركزاً تابعاً لمديرية الآثار والمتاحف حيث يولي المركز الأهمية بكل الوثائق التاريخية للجمهورية العربية السورية بشكل خاص والمنطقة العربية لشكل عام كما يعمل على حفظها وفهرستها وترميمها وتحويلها إلى الشكل الإلكتروني بعد مسح الوثيقة الأصلية وذلك حفاظاً عليها من التلف وبنفس الوقت إتاحتها للباحثين والمراجعين بيسر وسهولة، حيث يستقبل المركز المراجعين والباحثين السوريين والعرب والأجانب في الدوام الرسمي بعد حصوله على بطاقة اشتراك لتتاح له فرصة الاطلاع على الوثائق التي تتعلق بدراساتهم وأبحاثهم».

وعن أهم الأقسام التي يحتويها المركز يقول "عبيد": «يحتوي المركز على عدة أقسام منها قسم وثائق الدولة بمختلف مؤسساتها ومختلف مواضيعها في الفترة بين 1920 و1966 كوثائق وزارات الزراعة والداخلية والإعلام وكذلك القرارات الوزارية والأحزاب السياسية، وقسم آخر يدعى بالقسم العثماني أي للفترة الممتدة بين عامي 1535م إلى 1918 م يحتوي على وثائق وسجلات وقرارات باللغة العثمانية إضافة إلى مجموعة من الفرمانات السلطانية وسجلات المحاكم النظامية، وكذلك يحتوي على القسم الصحفي والقسم الخاص والمكتبة التاريخية، كما زود المركز بمخبر مجهز بأجهزة يقوم المركز من خلالها بإعداد دراسة حول أولويات الترميم والترميم بالطرق العلمية بما يضمن إطالة عمر الوثيقة، إضافة إلى توثيق وأرشفة وتصوير أعمال الترميم ».

بدورها تقول الآنسة "فلك خباز" معاونة المدير ومسؤولة المركز العثماني: «يعتبر القسم العثماني من أهم الأقسام في المركز،نظراً لما يحتويه من سجلات المحاكم الشرعية بدمشق وحلب وحمص ضمن الفترة العثمانية كقضايا البيع والشراء والاستئجار وزواج وطلاق، فكلها مصنفة حسب التاريخ الهجري ومرقمة حسب التسلسل الزمني كما أننا نجعل لكل سجل ملخص صغير لنسهل على الباحث الحصول على المعلومات، فمثلاً في وثيقة الإيجار نأخذ الحاكم أو القاضي الذي كان يخدم في تلك الفترة وكذلك أطراف القضية، كما إن أغلب الوثائق باللغة العربية ولكنها ضمن الفترة العثمانية إلا أن الأوامر السلطانية باللغة العثمانية وقد عمل المركز على ترجمة قسم كبير منها تقريباً من قبل خبراء الترجمة».

من جهته يقول "محمود أسعد" كيمائي في قسم الترميم: «يقوم قسم الترميم بالحفاظ على ورق السجلات القديمة التي يتجاوز عمرها أكثر من 500 سنة، فكثير من السجلات تعرضت للرطوبة أو العفن أو أكل الحشرات كما هو الحال في سجلات محاكم حماة إبان الاحتلال العثماني، حيث نقوم بتوثيق حالة المخطوط بطرق علمية، إضافة إلى دراسة حالته والضرر التي تعرض له، فإذا كان عليه عفن أو ترسبات نقوم بتنظيف جاف له وإزالة الغبار عنه ومن ثم نقوم بعملية الغسيل وهي عملية حساسة لأن الحبر من الممكن أن ينحل، ولذلك نجري اختبار على الحبر بقطنة وماء فإذا انحل نكتفي بالتنظيف الجاف أما إذا كان انحلاله بسيط نقوم بغسل بسيط له، كما نستعمل ماءات الكالسيوم لتعديل حموضة الورق، بتدعيم الورق نظراً لتعرض ألياف السيللوز للتكسير».

فيما تقول الآنسة "عبير شباط" من قسم التصوير: «يضم قسم التصوير حوالي 6000 صورة تمثل شخصيات عربية ودولية بمناسبات سياسية ووطنية، إضافة إلى صور للثوار والمجاهدين السوريين ومجموعة من صور المدن والمواقع الهامة في سورية، نقوم بتزويد الباحثين بمختلف الصور اللازمة لأبحاثهم».