قصص وحكايات تختبئ وراء التسميات التي تم إطلاقها على مختلف الأراضي والمناطق في مدينة "داعل" وإن كانت في مجملها تفتقد إلى المرجع الذي يثبت السبب الحقيقي في اختيار هذا الاسم دون سواه، إلا أن الإجماع يبقى قائما على قدمها وعلى الألفة التي ربطت إنسان المنطقة بأرضه وتشبثه بها لدرجة جعلته يمنحها اسما لتبقى حاضرة دائما في ذهنه.

موقع eDarra بحث موضوع أسماء الأراضي في "داعل" وجذورها؛ والتقى بتاريخ "10/01/2011" السيد "يوسف عوض الجاموس" أحد أبناء مدينة "داعل" ليحدثنا عن أصل هذه التسميات فقال: «لا يخفى على أحد أن هذه المنطقة تعود في تاريخها إلى العصور القديمة، يشهد على ذلك الخرب الأثرية والتلال التاريخية الموجودة فيها والتي لا تزال تحافظ على أسمائها منذ قديم الزمان، أما الأغلبية العظمى لهذه الأسماء فقد تم إطلاقها عليها في فترات لاحقة من قبل الأهالي وتم حفظها وتداولها عبر الأجيال اللاحقة التي ظلت حاضرة في أذهانهم».

هذه المنطقة كان لها محور وهو عبارة عن أرض تكثر فيها بعض النباتات، وكانت تلتف حوله بشكل هلالي يشبه قرن الثور، ارتفاع المنطقة والتفافها بهذا الشكل منحها اسم "قرن الثور"

وعن أهم هذه التسميات يقول السيد "يوسف الجاموس": «هناك العديد من الأسماء التي أصبحت تحملها وأصبحت الأرض مقسمة بمقتضاها قد يكون بعضها حمل صفات هذه الأرض أو نسبة لقصة حدثت فيها وربما جاء الاسم من تشبيه ووصف هذا المكان بأشياء أو حيوانات معروفة، وأهم هذه التسميات هي "أم العيون؛ القصر؛ قرنة؛ قرن الثور؛ جعيلة؛ الخضر؛ الطيرة؛ السمر؛ السعادة"».

السيد يوسف عوض الجاموس

ولمعرفة قصص بعض هذه التسميات التقينا المختار "عبد الوالي العاسمي" الذي يتحدث عن سبب تسمية منطقة "السعادة" بهذا الاسم فيقول: «فيما يتعلق بتسمية "السعادة" بهذا الاسم فإن مرد ذلك يعود إلى نعامة كانت مريضة بداء الجرب اصطحبها احد أبناء هذه المنطقة معه من ارض الحجاز وبعد أن تم وضعها لترعى في هذه الأرض شفيت وصلح حالها وعلى خلفية ذلك قيل بأن هذه الأرض تمنح السعادة فسميت بهذا الاسم.

أما الرواية الثانية فتقول بأنها سميت "السعادة" لأن النفس كانت تسعد بهوائها العليل ومناظرها الجميلة حيث كانت تكثر فيها الورود والأزهار ولاسيما النرجس وهي أوصاف قريبة جدا من الأوصاف التي تنطبق على اسم "داعل" والذي يعني دواء العليل فقد كانت "داعل" المكان الذي يقصده طالبو الراحة والاستشفاء ما يجعل هذه الرواية هي الأجدر بالتصديق».

المختار عبد الوالي العاسمي.

الباحث والمهتم بالشؤون التراثية الأستاذ "نضال شرف" يتحدث عن بعض هذه المناطق فعن "الطيرة" يقول: «هذه المنطقة من المناطق القديمة جدا وتقع بالقرب من مدينة "عشتروت" التاريخية وقد ذكرها الرحالة الانجليزي "شوماخر" الذي زار هذه المنطقة ليجري دراسة حول إمكانية إقامة خط حديدي يمتد ما بين حيفا و"حوران"، بالنسبة لتسميتها فهي مأخوذة من الكميات الكبيرة من الطيور التي كانت تتواجد باستمرار حول أحد السيول التي كانت تخترق هذه المنطقة».

وعن منطقة "جعيلة" يقول: «أخذت هذه المنطقة اسمها من الجعل وهو كائن حي يكثر في المناطق الطينية ويتغذى على الديدان وبقايا الكائنات وهو ما توافر له في "جعيلة" التي تقع إلى الغرب من "تل حمد" المشهور والتي أصبحت موطنا لهذا الكائن بعد أن هجرها سكانها لسبب ما».

الباحث نضال شرف

كثيرا مايستوحي الإنسان أسماء الأشياء التي تهمه مما يحيط به ويرافقه ولا سيما الحيوانات التي تخدمه ويستخدمها لتسيير شؤونه، وهو ما ينطبق على منطقة "قرن الثور" التي يقول عنها الأستاذ "نضال": «هذه المنطقة كان لها محور وهو عبارة عن أرض تكثر فيها بعض النباتات، وكانت تلتف حوله بشكل هلالي يشبه قرن الثور، ارتفاع المنطقة والتفافها بهذا الشكل منحها اسم "قرن الثور"».

يختم الباحث "نضال شرف "بالقول: «هناك العديد من التسميات المأخوذة من صفات المنطقة مثل "السمر" التي أخذت اسمها من تربتها السمراء، و"أم العيون" التي سميت بهذا الاسم لكثرة عيون الماء فيها، و"القصر" نسبة إلى قصر كان موجود في المنطقة، و"الخضر" نسبة إلى الشخصية الدينية المعروفة والتي يعتقد بوجود مقام له في هذا المكان».

بقي أن نذكرأن "داعل" هي إحدى مدن محافظة "درعا" وتقع إلى الشمال منها بما يقارب/16/ كم.