"غياث طيفور" صاحب الضربات الفنية القاضية وكان من البديهي أن ينهي مباراته بالجولة الثانية والثالثة من خلال الضربة الفنية التي كان يسددها إلى خصمه. وكان خصومه يسلمون بخسارتهم أمامه، فالخصم العنيد كان يصبر أمام "غياث" حتى نهاية المباراة ويعتبر خسارته أمام "غياث" فوزاً له، ولذلك لقب "غياث" بصاحب "القبضة الذهبية".

eAleppo التقى "غياث طيفور" بتاريخ 3/1/2011 في النادي الخاص الذي أسسه تحت اسم "نادي الملاكم الذهبي" لتخرّيج أبطال سوريين على يديه.

قدمت خمسة عشر بطلا عربيا ودوليا، وكما أنني ما زلت أواظب على تدريب ناشئين وغيرهم من أجل تقديم أفضل ما لدي من مهارات

وعن بداياته الرياضية يقول "طيفور": «بدأت ممارسة الملاكمة سنة 1984على يد المدرب السوري المرحوم "محمد عجم"، وقد نلت على بطولات الأشبال للناشئين الشباب على مستوى سورية لست سنوات متواصلة، من ثم دعيت إلى المنتخب الوطني للشباب للمشاركة في دورة "المتوسط"».

غياث طيفور مع البطل العالمي كلاي

بعدها التحق "غياث" بالخدمة الإلزامية في نادي الشرطة وكانت أول مشاركة له في الأردن وعلى أثرها أحرز الميدالية الذهبية، لينتقل بعدها إلى البطولة العربية الخامسة للرجال في دمشق، وحاز الميدالية الفضية للرجال. ورغم أنه ملاكم شاب، إلا إن ذلك لم يمنعه من نزال الرجال" بطولات الناشئين الشباب تختلف عن الرجال كون الأخيرة أصعب، عن ذلك يقول: «ومع ذلك لم أكن أشعر بمشاكل أو صعوبات عند نزالاتي مع الرجال، الذي في حصيلتي خمسة عشر ميدالية ذهبية وسبعة فضيات وعشر برونزيات».

اعتزل "غياث" الملاكمة كلاعب سنة 1998 وتفرغ للتدريب بغية تقديم أبطال سوريين على مستوى دولي. ورداً على سؤال يتعلق بالإنجازات التي قدمه كمدرب يقول "غياث": «قدمت خمسة عشر بطلا عربيا ودوليا، وكما أنني ما زلت أواظب على تدريب ناشئين وغيرهم من أجل تقديم أفضل ما لدي من مهارات».

الكؤوس التي حاز عليها غياث طيفور

وعن شعوره عندما يتوج أحد من لاعبيه يقول: «أشعر وكأنني أنا المتوج وتغمرني سعادة لا توصف، إذ إنني أستذكر أيام بطولاتي وأحن إليها، وبنفس الوقت يشجعني هذا الشعور على المضي قدماً في تقديم أكبر عدد ممكن من الأبطال السوريين».

وعن الاختلاف بين الملاكمة كهواة ومحترفين يجيب "طيفور": «الملاكم الهاوي يخضع لثلاث جولات ملاكمة، بينما المحترف يلعب اثنتي عشرة جولة، غير أن الهاوي يحمل اسم البلد الذي يعلق على قميصه، في حين أن المحترف يلعب لذاته فقط».

غياث مليس، الفائز ببطولة سوريا للناشئين والشباب

وفي السياق ذاته يعترف "غياث طيفور" بأن شعور البطل عندما ينال ميدالية ذهبية يختلف عن شعوره عندما يحرز الميداليات الأخرى «فمن يعتاد على الذهب يصعب عليه القبول بسهولة بالفضة والبرونز، رغم أن الثلاثة تعتبر أنجازا لكونها تتصدر المراتب الأولى».

رغم أن "غياث" وصل إلى مراكز دولية في بطولات الملاكمة، إلا أن ذلك لم يشبع طموحه فهو يريد لأبطاله أن يصلوا لأعلى المستويات، بحيث يحرزون أكبر عدد ممكن من الميداليات على مستوى العالم «الملاكمة السورية بلغت درجة كبيرة من التقدم والأهمية، إذ إننا دخلنا الأولمبياد، وخير دليل على ذلك "ناصر الشامي" الذي أحرز برونزية آسيا للملاكمة».

وربما مقولة "إن الأبناء يتأثرون بآبائهم" صحيحة، إذ إن أولاد "غياث" يتدربون من أعمار صغيرة على يده من أجل الانضمام لاحقاً للملاكمة عندما يبلغون السن المطلوبة والتي هي ما بين 14 و16 عاما «أبنائي متأثرون جداً برياضة الملاكمة وأنا أقوم بتجهيزهم كقوة بدنية، حتى ينضموا بشكل رسمي للملاكمة حالما يبلغون السن المطلوبة، وأتوقع لهم مستقبلا كبيرا بالملاكمة، أي أن "سعد وعلاء" سيكونون أبطال المستقبل».

وعن مهارات البطل "غياث طيفور" يقول "غياث مليس" أحد تلامذة "غياث": «لديه مهارات دفاعية وهجومية ذكية ومشوقة، إذ إنها تجعل الطرف المقابل في حيرة من أمره لدرجة أنها تربكه، وهذا يدل على طاقة "غياث" الكبيرة في الملاكمة».

ويرى "جانكين شيخو"، الطالب في قسم الفيزياء والحائز على لقب بطولة الجامعة الأخيرة «ما يعجبني من خبرة مدربي "غياث" هو الدفاع عن النفس لكون لعبة الملاكمة هجومية وتحتاج للتركيز في الضربات على الخصم، وهذا ما ينبهني عليه في كل مرة أتدرب معه».

ومن الجدير ذكره أن "غياث طيفور" بطل سوري من أصل حلبي، ولد في حلب عام 1969. لعب لنادي شرطة حلب وكان مدرّبه الأستاذ "محمد طاهر عجم". ومن البطولات التي حققها: بطل حلب وسورية منذ 1984 لغاية 1998. ذهبية دورة المتوسط 1991 ذهبية الدورة العربية العاشرة 1992 وذهبية دورة مصر الدولية 1995 وكذلك ذهبية دورة الملك حسين في الأردن وذهبية دورة اسطنبول الدولية. تأهل لأولمبياد برشلونة عام 1992 لكنه لم يشارك لعدم انتهاء جوازات السفر. شارك بأولمبياد العالم العسكري عام 1996 وشارك ببطولة العالم بألمانيا 1995 ووصل لدور الثمانية. تصنيفه الثامن عالميا "1994-1995".

ومن الأبطال الذي تدربوا على يد "غياث طيفور": قتيبه الشامي، محمد مليس، فاضل وراق، عبد المنعم قباني، أحمد دوارة، عمر أبو العظام، وفيق ميشو".