يعد "حي أم إبراهيم" من أحياء اللاذقية العريقة، ولاسم هذا الحي حكاية يتناقلها أهالي اللاذقية وحفظتها الكتب التي أرخت لتاريخ هذه المدينة العتيقة.
موقع "eSyria" بحث عن أصل التسمية، وبحث عن شخصية "أم إبراهيم" وحقيقتها، مستندا على الأقاويل وما ذكره زوار "اللاذقية" وموثقوها وما نقله الرحالة الذين مروا بأرضها يوما ما ورووا في كتبهم عن تلك المنطقة وسر تلك السيدة التي أخذت المنطقة اسمها منذ زمن البعيد.
دفنت والدة السلطان "إبراهيم" أو العارف بالله "إبراهيم بن أدهم" في مدينة "اللاذقية" وتحديداً في منطقة عين "أم إبراهيم" الحالية عند مكان قريب الآن من مسجد الجود في شارع ميسلون كما يسمى اليوم
يقول الباحث في تاريخ "اللاذقية" الأستاذ "ياسر صاري": «في البداية لابد أن نذكر من هو "إبراهيم"، إنه السلطان "إبراهيم بن الأدهم" الذي عاش في القرن الثامن الميلادي وهو من أعظم وأشهر الشخصيات الإسلامية التي عرفها الساحل السوري وقصته أشهر من أن تذكر وقد وضع عنه في بلاد الغرب والشرق عدد لا يحصى من الدراسات والمؤلفات والمخطوطات، ويذكر التاريخ أنه في يوم من الأيام جاءت أم السلطان إبراهيم على رأس موكب كبير للبحث عن ولدها السلطان الذي ترك الملك واتجه نحو زهده لله ووصل موكبها إلى مدينة جبلة وهناك وجدت ابنها السلطان إبراهيم رضي الله عنه، فطلبت منه العودة إلى بلده وملكه الذي تخلى عنه ولكنه رفض، وظل في مدينة جبلة، وبعد أيام قليلة من مجيء أمه وافته المنية وقامت والدته بمراسم دفنه وبنت له مقاما وجامعا واشترت بما تملكه من مال كثيراً مساحات واسعة من الأراضي وأوقفتها للضريح والجامع».
يضيف "صاري" ليقول: «لطالما تساءلنا في أنفسنا عن سبب تسمية المنطقة الواقعة وراء مبنى مديرية السياحة والثقافة بـ"اللاذقية" غربا، ودوار هارون ومنطقة القلعة ومشروعها جنوباً، وشارع الجمهورية ومشروع شريتح شرقاً، ومنطقة الفاروس وحديقة الفرسان جنوباً، واعتقد ان أم السلطان مكثت الى جوار قبر ابنها مدة من الزمن وقيل لمدة عامين ثم غادرت جبلة متوجهة إلى بلدها وقد مكثت في "اللاذقية" قليلاً.
وفي "اللاذقية" أدركت الموت فدفنت في "اللاذقية" من الجانب الشمالي وأصبح ضريحها مزاراً شريفاً بين البساتين وجرت بالقرب من ضريحها عين ماء والتي حملت اسم المنطقة عين "أم إبراهيم" وغدا اسمها حياً عند أهل "اللاذقية" على مر القرون، وقد ظل قبرها مزاراً مشهوراً طوال 13 قرناً منذ وفاتها وحتى الثلث الأخير من القرن العشرين الماضي وتحديدا عام /1977/ عندما هدم القبر وتمت إزالته عندما تم تجميل حي القلعة وتوسيع الشارع الضيق المجاور».
يقول السيد "أسامة خياط"- مهتم وباحث اجتماعي بتاريخ "اللاذقية": «دفنت والدة السلطان "إبراهيم" أو العارف بالله "إبراهيم بن أدهم" في مدينة "اللاذقية" وتحديداً في منطقة عين "أم إبراهيم" الحالية عند مكان قريب الآن من مسجد الجود في شارع ميسلون كما يسمى اليوم».
وهذا ما أيده السيد "مصطفى شيبون" مختار حي القلعة والتي تتبع لها منطقة حي عين "أم إبراهيم" عن سؤاله عن سبب تسمية الحي باسم "أم إبراهيم".
السيد "ماهر حاج سليمان" من سكان حي "عين أم إبراهيم" يتحدث عن إحدى الروايات الكامنة وراء سر عين الماء التي سميت باسم أم السلطان "إبراهيم"، فيقول: «يحكى بأنه وعند مقام السيدة المباركة أم السلطان إبراهيم، ولكثرة حزنها وبكائها ودعائها، ظهرت عين ماء، بقيت موجودة لعقود كثيرة، ولكن إلى اليوم لا يعرف مكانها ولا حتى توضعها، فاللاذقية ملأى بعيون الماء والينابيع، واغلب أحيائها تتوضع على برك مائية تظهر إلى اليوم عند تشييد الأبنية الحديثة».