إذا كانت المشاكل ولاسيما الزوجية من سمات الحياة وخاصة في عصرنا هذا، الذي لا يكاد يخلو حي منها، فإن هناك دوما يد تحاول الإصلاح وتحول دون استفحال هذه المشاكل، من هذا المنطلق أسس أحد الفنادق في محافظة "درعا" وأخذ على عاتقه مهمة الإصلاح من خلال استضافة الرجال الذين تشاجروا مع زوجاتهم ولم يجدوا مكانا يلجؤون إليه.

موقع eDarra التقى السيد "سلطي أبو جيش" عامل في تركيب بلاط وسيراميك، والذي تحدث عن الفكرة: «لاشك أن الفكرة رائعة ومغرية وانه لا مانع لدي في حال حصل معي مشكلة من هذا القبيل أن الجأ إلى هذا الفندق وذلك كي لا يتفاقم الإشكال ويكون هناك فرصة لكي تعود الحياة الزوجية إلى مجراها الطبيعي خاصة في حالة وجود الحب، فابتعاد في مكان هادئ بعض الوقت؛ يمنح الزوجين الوقت لتفكير بشكل هادئ ويوفر فرصة لاختبار المشاعر الزوجية وإعادتها إلى مكانها المناسب».

يكفي أن تكون هناك علامة تؤكد حدوث مثل هذا الشجار مثل وجود أزرار مقطعة من القميص الذي يرتديه أو وجود جرح ما

أما السيد "فاخر غزلان" مدرس لغة انجليزية فيقول: «يجب أن نغض النظر عن مدى ثورية الفكرة من عدمها ومدى مقاربتها بشكل منطقي، فنحن تعودنا من خلال السياق التاريخي على حل المشاكل داخل منزل الزوجية وعلى آليات تقليدية أو فاترة لعودة الرضا، لكن الآن ربما تسمح هذه الفكرة بمزيد من الدفء والحنين، فعند خروج احد الزوجين من المنزل وذهابه إلى مكان آخر ويكون في هذا المكان غريبا، ربما تدفع هذه الحالة إلى تغذية حنين الزوجين وزيادة شعورهما بالفضول للاطلاع على سلوك الآخر ونشاطه.

السيد سلطي ابوجيش

يمكن أن نصور هذه الحالة بعيادة استشارة زوجية وتكمن ثوريتها في عفويتها بحيث يتجدد الحنين ويلتقي الزوجان من جديد مرة أخرى مدفوعين بذاتيهما وشعورهما، وربما يقول البعض إن هذه الحالة قد تؤدي إلى مزيد من البرود والجمود على صعيد المشاعر، ولكنها أيضا قد تؤدي إلى العكس من ذلك، إذ لا يمكننا أن نحكم على الموضوع من وجهة نظر واحدة فقط».

أما السيد "معن الشرع" فيقول: «فكرة فندق لاحتواء الأزواج المتخاصمين مع زوجاتهم فكرة غير منطقية، لان حل مشاكل الأزواج في ظل مجتمع ريفي تخضع لآليات اجتماعية مكرسة من مئات السنين إذ عادة ما يقوم المقربون من الطرفين بحلها قبل أن تخرج من إطار ما يسمى "عش الزوجية" هذا من جهة، ومن جهة ثانية فان خروج الزوج في حال التخاصم هو أمر نادر الحدوث، فالعادة قضت بان المرأة هي التي تخرج من بيت زوجها، لكون الزوج في مجتمع ذكوري هو الذي يستطيع أن يفرض شروطه حتى في الحالات التي تكون فيها المرأة منتجة اقتصاديا، أما فكرة إنشاء فندق فاعتقد أن الهدف منها هو لفت الانتباه وهذا أمر جيد».

السيد معن الشرع

موقع "eSyria" التقى السيد "إبراهيم المفعلاني" صاحب "فندق الطارق" الفندق الذي خصص غرفة لاستضافة- الأزواج المتشاجرين-؛ ليحدثنا عن تفاصيل العرض الذي يقدمه بقوله: «خصصت غرفة مزودة بثلاثة أسرة في فندقي المؤلف من طابقين لكي تكون مأوى للأشخاص الذين تشاجروا مع زوجاتهم ولم يجدوا مكانا يلجؤون إليه، وقد تم اختيار الأزواج دون الزوجات لان الرجل يأبى في مثل هذه الظروف خروج زوجته من المنزل مفضلا على ذلك خروجه هو، ونحن نتحدث هنا عن المشاجرة وليس الطلاق.

في مثل هذه الحال سيكون فندقي على استعداد لاستضافة هؤلاء الأزواج ريثما يتم حل الخلاف دون أن يكون هناك مشكلة في مدة الإقامة التي سنعمل من خلالها على تقديم المساعدة في الإصلاح بين الزوجين ما أمكن ذلك».

السيد ابراهيم المفعلاني- صاحب الفندق

وعن الشروط التي يتم معها استضافة هؤلاء الأزواج يقول السيد "إبراهيم": «يكفي أن تكون هناك علامة تؤكد حدوث مثل هذا الشجار مثل وجود أزرار مقطعة من القميص الذي يرتديه أو وجود جرح ما».

وعن مصدر هذه الفكرة يقول: «الشيء الذي أوحى لي بهذه الفكرة هو الرغبة في عمل الخير، فجميعنا يملك في داخله مثل هذه الرغبة، ولان الفندق الذي املكه هو الوحيد الذي استطيع من خلاله تقديم المساعدة قررت تخصيص غرفة في الفندق لهذه الغاية».

وبخصوص توقعاته لأعداد الذين سيقبلون على هذا العرض يقول: «في الحقيقة؛ لم نتلق إلى الآن أي اتصال ولم يلجأ إلينا احد، وأنا لا أتوقع الكثير من الإقبال وخصوصا أننا في مثل هذا المجتمع من النادر ألا يكون لأي احد منا مكانا يلجأ إليه في مثل هذه الأحوال سواء أكان صديقا أم قريبا أم غير ذلك، ومع ذلك يبقى العرض قائما ومستمرا».