ما زالت "الحسكة" فتيةً، لكنها تنجب الأبطال، فقد أنتج رحمها أصغر أستاذ دولي في لعبة الشطرنج على مستوى العالم، مكّنته مهاراته والصلابة التي زرعتها فيه بيئته، أن ينزع اللقب من أقرانه، لأنه يعشق الفوز ويكره الهزيمة.
"روند سعيد أسعد" ابن الربيع الثامن من العمر، لاعبٌ يخشاه المنافسون على رقعة الشطرنج، التقاه موقع eHasakeh ليحدثنا عن لعبته المفضلة فقال: «أنا أعشق هذه اللعبة منذ أن كان عمري أربع سنوات، كنت أشاهد أخي وأولاد عمي يلعبونها فأردت أن أكون مثلهم، علمني والدي في البداية واشترى لي رقعة الشطرنج في عيد ميلادي، ثم أخذني إلى المدرب "ميثاق الحسن"، بدأت بالتدرب وفزت على مستوى الجمهورية عام 2009، في عام 2010 أحرزت بطولة العرب التي أقيمت في "تونس"، أتمنى أن أكون في المستقبل بطل العالم».
أنا أعشق هذه اللعبة منذ أن كان عمري أربع سنوات، كنت أشاهد أخي وأولاد عمي يلعبونها فأردت أن أكون مثلهم، علمني والدي في البداية واشترى لي رقعة الشطرنج في عيد ميلادي، ثم أخذني إلى المدرب "ميثاق الحسن"، بدأت بالتدرب وفزت على مستوى الجمهورية عام 2009، في عام 2010 أحرزت بطولة العرب التي أقيمت في "تونس"، أتمنى أن أكون في المستقبل بطل العالم
السيد "سعيد أسعد" والد "روند" قال: «ينحدر ولدي من عائلة تتميز بلاعبي الشطرنج، أنا أيضاً العب الشطرنج لكن بشكلٍ بدائي وفي أوقات متقطعة، عندما بلغ "روند" الرابعة من عمره أو أقل من ذلك أحسست بميوله لهذه اللعبة، ولأنه من المتفوقين في المدرسة كنت أتعامل معه بحذر تجاه ما يهوى، في عيد ميلاده أهديته رقعة الشطرنج وبدأت ألعب معه بعض الأوقات، لم يمض على هذه الحالة سوى عام ونصف وبدأ يفوز علي بجدارة، أحسست أن لدى هذا الطفل قدرات كبيرة يجب أن تخرج، أحضرته إلى المدرب "ميثاق الحسن" ليعلمه أصول اللعب، بعد ستة أشهر ذهب إلى "دمشق" ليلعب على بطولة الجمهورية، كان نظام اللعب "سويسري" /تسع جولات/، خسر خلال الجولات مرة واحدة وتعادل مرة واحدة وفاز في بقية الأدوار، تأهل لبطولة التمايز مع مجموعة من اللاعبين السوريين وأثبت جدارته، عام 2009 أقيمت بطولة العرب في "دمشق"، أحرز فيها بطولة العرب، عام 2010 شارك في بطولة الرجال في المحافظة وأحرز نتائج رائعة».
يتابع "أسعد": «شارك أيضاً في بطولة الجمهورية التي أقيمت عام 2010 وأحرز ثمانية نقاط من أصل تسعة، باعتباره بطل العرب السابق جاءته دعوة إلى "تونس"، أنا لم أتمكن أن أذهب معه إلى هناك، ذهب برفقة مدربه وأحرز بطولة العرب لعام 2010، أنا أشعر بالفخر والفرح في آن واحد، وسأكون صادقاً إذا قلت إنني لا أستطيع وصف شعوري، صحيح أن ثقتي كانت كبيرة به عندما ذهب، لكن النتيجة كان وقعها كبيراً علي، أنا فخور بولدي الذي رفع علم وطنه عالياً، وسأكون أسعد إذا رأيت علم الوطن يرفرف في المحافل العالمية».
مدرب منتخب ناشئي "سورية" حكم دولي شطرنج، السيد "ميثاق كمال الحسن" يقول: «يعتبر "روند" من اللاعبين المتميزين الذين دربتهم في حياتي، فعلى الرغم من صغر سنه يمتلك سرعة بديهة وذكاء لا يستهان بهما، ويستطيع أن يتحكم بأعصابه وهو يلعب خصوصاً عندما يشارف الوقت على النهاية، في البداية عندما أحضره والده عام 2009 لم أكن أكترث له، فصغر سنه لم يعكس الطاقات التي يمتلكها، وبينما أنا أدرب الأولاد كنت أسمع مناقشاته ومراقبته للحركات، أثار انتباهي فبدأت بتدريبه وقتها شاهدت موهبةً فذة، بدأت أدربه على الافتتاحيات بشكلٍ أكاديمي، لعبنا بطولة الجمهورية عام 2009 أحرز فيها المركز الأول مكرر، دخلنا بعدها بالتمايز فاز على منافسيه، في بطولة العرب فاجأني وأنا الذي دربته، لقد قدم مستوى من الأداء أقل ما يوصف به أنه رائع، زاد اهتمامي به بعد البطولة بشكلٍ كبير، وقد ساعدني على تطوير أدائه أهله في المنزل، فالتمارين والقواعد التي كان يتلقاها أثناء التدريب تتم مراجعتها حرفياً في المنزل».
يتابع "الحسن": «انتزع "روند" لقب أصغر أستاذ اتحاد دولي على مستوى العالم، في عمر سبع سنوات وتسعة أشهر وبضعة أيام، من الإيراني "مهابات شيرازي" الذي حاز اللقب في عمر ثمانية أعوام، حاولنا تسجيله في موسوعة غينيس للأرقام القياسية لكن الأمور كانت تتطلب عملاً طويلاً، في عام 2010 وضعنا برنامجاً للتدريب وتم العمل عليه، كان التدريب يقتصر على يومين في الأسبوع، لأنه من المفضل علمياً أن يتدرب الطفل في عمر ثماني سنوات ست ساعات في الأسبوع، أدخلته في بطولة الرجال ليكسر حاجز الخوف من الأعمار الكبيرة، أيضاً كنت أقحمه في الدوريات السريعة والخاطفة، حاز بطولة الجمهورية لعام 2010 بكل سهولة، علماً أن منافسيه لا يُستهان بهم، هنا بدأنا المعسكر التدريبي استعداداً لخوض بطولة العرب، تم تأجيل البطولة أكثر من مرة الأمر الذي أربكنا قليلاً».
يختم "الحسن": «بدأنا بمراجعات شاملة لكل ما تعلمناه، كنت واثقا من أن "روند" سيحرز ذهبية في المنافسات، لعب في تونس تسع جولات فاز في ثمانية منها وخسر في واحدة، كانت الخسارة مع اللاعب المصري جراء خطأ فني في الجولة السابعة، في الجولة الثامنة تمكن من هزيمة اللاعب الجزائري، هذا اللاعب كان متميزاً ويقف فوق رأسه ثلاثة مدربين أحدهم من فرنسا، الجولة الأخيرة التي توجته بطل العرب كانت مع اللاعب التونسي، انتهت الجولة في النقلة ثلاث عشرة بـ"كش مات"، كانت المنافسات حامية الوطيس، وصلت إحداها إلى 5.5 ساعة، في النهاية كان اللقب من نصيب "سورية"، وتمكنا من أن نرفع علم الوطن هناك، أتمنى أن نتمكن من خوض منافسات عالمية، فالخامات والقدرات الفردية موجودة، لكن ما يعيق هو التكاليف العالية، أتوقع أن المستوى لن يتوقف عند هذا الحد، فنحن نمتلك كل المؤهلات لنكون أبطال العالم».