هو أحد الأبراج الحربية الهامة في قلعة "أرواد" التي وقفت في وجه الأعداء القادمين من البحر حتى زمن الاحتلال الفرنسي، حيث سيطر عليها تماماً وحول هذا البرج إلى منفى للثوار والمقاومين والمناضلين، فأرخت جدرانه الصماء قصص معاناتهم وتعذيبهم وكلماتهم التي ما تزال باقية حتى الآن تروي بحروفها معنى الحرية.
موقع eSyria زار قلعة "أرواد" بتاريخ "27/1/2011" بغية التعرف على "السجن" الموجود فيها، والتقى الأستاذ "علي نجم" رئيس بلدية "أرواد" حيث قال: «تعتبر قلعة "أرواد" معلماً أثرياً هاماً يحاكي عدة فترات ومراحل وعصور لأن بناءها يعود إلى نهاية القرن الثاني عشر وبداية القرن الثالث عشر ميلادي، أي يعود بناؤها إلى الفترة الصليبية مع استكماله كبناء في الفترة المملوكية، ورممت وحدثت في زمن العثمانيين، وقد استخدمت كحصن زمن الاحتلال الفرنسي، وجهز أحد أبراجها الشرقية كـ"سجن" ينفى إليه المناضلون والثوار ليزجوا فيه بعيدين عن العالم والمحيط، وقد سمي هذا السجن وقتها "سجن أرواد" وما زال حتى الآن شاهدا على سجنائه».
عند ترميم القلعة بالكامل تمت إزالة القطع المعدنية التي كانت مخصصة لتعذيب السجناء لأنها كانت مضافة إليها بطريقة غير سليمة ما أدى إلى تأثيرها بشكل سلبي على جدران البرج- السجن- ضمن القلعة
الأستاذ "رئيف حسن" مدير متحف "أرواد" قال: «لقد شهدت القلعة ببرجها الشرقي الجنوبي- الذي خصص كسجن وهو واحد من أربعة أبراج موجودة في القلعة- المنفى الوحيد والأصعب في تاريخ الاعتقالات السورية، حيث كان مجهزا بجميع وسائل التعذيب والاضطهاد لاستخدامها مع المنفيين من الثوار "السوريين" وغيرهم من بقية الدول المجاورة ممن لم يرضوا الذل والهوان يوماً لهم ولشعبهم».
وعن أجزاء وتفاصيل "سجن أرواد" قال السيد "ريئف": «السجن عبارة عن بهو يمر عبر غرفتين، الأولى غرفة يمينية والثانية غرفة يسارية، يتخلل هذا البهو درج طويل وقاس- من حيث ارتفاعه وعدد درجاته- يصل إلى غرف السجن الداخلية التي استخدمت للسجن فقط دون التعذيب، وذلك من خلال سرداب طويل ومظلم، في حين أن البهو خصص لتعذيب السجناء والدليل على ذلك وجود أدوات وقطع معدنية خاصة بالتعذيب مثبته على جدران البهو».
ويتابع: «لقد سجن في "سجن أرواد" الكثير من الثوار السوريين واللبنانيين وخصص لكل منهم سجنه الخاص للتفريق فيما بينهم، فسجن الثوار السوريين هو عبارة عن عدة غرف الأولى بطول حوالي /4/ أمتار وعرض /5/ أمتار تقريباً، وغرفتين يساريتين بطول حوالي /2/ متر وعرض /2/ متر أيضاً، في حين أن البهو الأمامي عبارة عن بناء قوسي طولي الشكل مبني بطريقة العقد الحجري كبقية أجزاء القلعة وهو بطول /8/ وعرض /3/ أمتار».
ويضيف: «عند ترميم القلعة بالكامل تمت إزالة القطع المعدنية التي كانت مخصصة لتعذيب السجناء لأنها كانت مضافة إليها بطريقة غير سليمة ما أدى إلى تأثيرها بشكل سلبي على جدران البرج- السجن- ضمن القلعة».
المهندس "مروان حسن" مدير آثار "طرطوس" تحدث عن أهم السجناء الذين نفوا في زمن الاحتلال الفرنسي إلى "سجن أرواد"، حيث قال: «بما أن الاحتلال الفرنسي هو من حول برج القلعة إلى سجن فقد كان الثوار في تلك الفترة هم أهم سجناء القلعة ومنهم الرئيس "شكري القوتلي"، والشاعر "نجيب الريس" الذي خط بكلماته ونضاله على جدران السجن فقال "يا ظلام السجن خيم/ إننا نهوى الظلاما/ ليس بعد الليل إلا/ فجر مجد يتسامى"، حيث بقيت هذه الكلمات شاهداً حتى الآن على نضالهم وإيمانهم بالحرية رغم نفيهم وإبعادهم في عرض البحر، إضافة إلى بعض المساجين اللبنانيين الذين سجنوا في الزاوية الجنوبية الغربية من القلعة بعيداً عن رفاقهم السوريين».
السيد "محمد عبد الباري حسن" رئيس جمعية الصيادين يرى أن صور الثوار السجناء في القلعة والتي ما تزال باقية حتى الآن على جدران سجنها هي بحد ذاتها تاريخ قائم يضاف إلى تاريخ القلعة الأثري لتصبح القلعة بسجنها مقصدا سياحيا وتاريخيا يجب على الجميع زيارته دون استثناء للوقوف على أطلال تلك المرحلة والحقبة التاريخية، وخاصة بعد استثمار القلعة كمتحف أروادي بامتياز.