بعد أن وصل "برنامج التعاون القطري" السابع بين الحكومة السورية و"صندوق الأمم المتحدة للسكان" إلى مراحله الأخيرة، والذي يمتد من عام /2007/ وحتى عام /2011/، وتمهيداً لإقرار خطة عمل "برنامج التعاون القطري" الثامن؛ تم الإعلان بتاريخ "29/12/2010" عن تقرير "تقييم البرنامج"، هذا التقييم الذي أعد بتعاون كل من "الحكومة السورية" والجهات الوطنية المعنية بتنفيذ البرنامج مع "صندوق الأمم المتحدة للسكان".

إعلان التقرير جاء خلال "ورشة عمل" أقيمت بفندق "ديديمان"، موقع "eSyria" حضر الورشة والتقى السيد "محمد العبيد" مدير تخطيط "محافظة الرقة"- أحد الحضور- وأحد المستفيدين من "برنامج التعاون القطري السابع"، والذي تحدث عن البرنامج الذي تمحور حول ثلاثة مكونات هي "مكون الصحة الإنجابية، مكون السكان والتنمية، مكون النوع الاجتماعي"؛ وبدأ بالقول: «لقد استفدت من البرنامج بالتدريب على عدد من البرامج الحاسوبية والفنية الخاصة بمواضيع السكان.

اعتمدنا على مبادئ أساسية تمثلت بالحرص على جعل الملكية الوطنية لعملية تقييم البرنامج، والتأكيد على جماعية عملية تقييم البرنامج القطري السابع، كما حرصنا على تأمين خبرات تجمع مجال التقييم والموضوع الذي يتطرق إليه التقييم، والتركيز على ضمان الجودة مع هذه العملية

والحقيقة أن استفادتي كانت مباشرة؛ لأني بدأت بالفعل بتطبيق هذه البرامج أثناء عملي، واعتقد أن البرنامج لم يقتصر على تطوير القطاعات المتعلقة بمواضيع السكان بل تعدته إلى مواضيع التخطيط والصحة والتربية والشؤون الاجتماعية والإحصاء».

السيد "محمد العبيد" مدير تخطيط الرقة

الآنسة "رفاه طريفي" مديرة برامج السكان في صندوق الأمم المتحدة للسكان، تحدثت عن الآليات التي اعتمد عليها القائمون على إعداد التقييم وكتابة التقرير، وبدأت بالقول: «اعتمدنا على مبادئ أساسية تمثلت بالحرص على جعل الملكية الوطنية لعملية تقييم البرنامج، والتأكيد على جماعية عملية تقييم البرنامج القطري السابع، كما حرصنا على تأمين خبرات تجمع مجال التقييم والموضوع الذي يتطرق إليه التقييم، والتركيز على ضمان الجودة مع هذه العملية».

الدكتور "حسين عبد العزيز السيد" رئيس فريق خبراء التقييم، والأستاذ في "كلية الاقتصاد والعلوم السياسة" في "جامعة القاهرة"، قدم التقرير الخاص بعملية التقييم، وبدأ بالقول: «في البداية لابد من الإشارة إلى أن التقييم أظهر بشكل عام أن "سورية" أحرزت تقدماً ملموساً نحو تحقيق أهداف وأولويات "البرنامج القطري" والذي حدد أهدافة وأولوياته بشكل متوافق مع الخطة الخمسية العاشرة التي امتدت من عام /2006/ إلى عام /2010/، كما أظهر هذا التقييم الاتجاه والالتزام الحكومي بقضايا السكان، وتحول هذا الالتزام إلى حيز التنفيذ، كما يلاحظ أن مساهمة الحكومة السورية بتمويل هذا البرنامج ارتفع من /15%/ إلى /50%/ بالمقارنة مع الدورة السابقة.

الدكتور "حسين عبد العزيز السيد" - رئيس فريق خبراء التقييم

كما يظهر التقييم أن معدلات "سورية" في موضوع "الصحة الإنجابية" تحسنت حيث نجد تحسناً في "معدل الخصوبة، معدل وفيات الأمهات، معدلات وفيات الرضع"، كما يمكننا التأكيد أن الصندوق وشركاءه استخدموا وعلى نحو فعال المسح ونتائج البحوث لوضع البرامج، وقد ساعد البرنامج السنوي على استخدام الدروس المستقاة.

فقد أظهرت نتائج المسح أن معدل انتشار وسائل منع الحمل هو /58%/، ومعدل الخصوبة الإجمالي هو /3,6/، وأن نسبة الولادات من قبل طواقم طبية مدربة هو /78%/، وأن نسبة النساء اللاتي قمن بزيارة واحدة على الأقل إلى طبيب قبل الولادة ارتفع إلى نسبة /85%/».

الدكتور "حسين عبد العزيز السيد" تحدث عن أحد إنجازات البرنامج وهو دعم إطلاق أول "تقرير عن حالة السكان" في سورية عام /2008/، وأن التحضيرات تجري الآن لإطلاق التقرير الثاني عن حالة السكان، وتحدث أيضاً عن نسبة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين /15-24/ عاماً في سورية والتي تصل إلى /21%/، وأضاف بقوله:

«هذه الفئة كانت هدفاً لعدد من حملات الوعي حول بعض المشكلات التي تعترضهم فيما يخص موضوع الصحة الإنجابية والمعرفة عن الأمراض المنقولة جنسياً، وتدل المسوح على أن فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين /15-24/ عاما، تباينت حول معرفة الأمراض المنقولة جنسياً فكانت النسبة عن ذكور هذه الفئة هي /75%/، وكانت عند إناث هذه الفئة هي /82%/».

الجدير بالذكر أن الورشة بدأت بكلمة للأستاذ "آسر أحمد طوسان" ممثل "صندوق الأمم المتحدة للسكان" تحدث فيها عن البرنامج الذي سعى لتحقيق عدد من أهداف إطار الأمم المتحدة للمساعدة الإنمائية وهي: «أولاً تقليل التفاوت بين وضمن المحافظات فيما يتعلق بالخدمات الصحية والتعليمية وغيرها، مع التركيز على المناطق الشرقية والشمالية الشرقية ومناطق البادية، وثانياً تعزيز فعالية وكفاءة الإدارات الحكومية على المستويات المحلية والمركزية من قبل الحكومة والمجتمع الأهلي والقطاع الخاص بغية تحقيق التنمية المستدامة، وثالثاً تقليل المخاطر ونتائج الكوارث الطبيعية والبشرية».

أما كلمة افتتاح التقرير فقد كانت من الأستاذة "ريما القادري" معاون رئيس هيئة تخطيط الدولة، والتي تحدثت فيها عن أهمية التقييم: «إن تقرير تقييم برنامج التعاون القطري السابع، يكتسب أهمية خاصة من كونه استخدم نهج التشاركية بين الحكومة السورية وبين صندوق الأمم المتحدة للسكان في عملية تقييم نهاية دورة البرنامج التعاون القطري الحالي، والذي يهدف إلى تقييم النتائج المحققة والعوامل المساعدة والمعيقة والدروس المستقاة، وذلك ليتم الاعتماد عليها في تطوير البرنامج المقبل».

يشار إلى أن "صندوق الامم المتحدة للسكان" منظمة إنمائية دولية تعزز حق جميع البشر في التمتع بحياة تتسم بالصحة وبتكافؤ الفرص، ويدعم هذا الصندوق الدول في توظيف البيانات السكانية لرسم السياسات وصياغة البرامج التي تهدف إلى الحد من الفقر، وضمان أن كل حمل مرغوب به وكل ولادة آمنة، وحماية جميع الشباب والشابات من الإصابة بفيروس نقص المناعة- الإيدز-، وصيانة واحترام كرامة الأناث.