شاب مسرحي هاوٍ أحب المسرح فكان ممثلاً، له كاريزما خاصة تجعله يناقش روح المشاهدين بكل معانيها التي يضفيها عليهم والإيقاعات التي يطربهم بها حينما يمثل، وكان لروحه الهاوية تعمق أكثر بفنون المسرح فكان راقصاً وعازفاً وممثلاً.
هو الشاب "سيوار داود" الذي التقى به موقعنا eLatakia ليحدثنا عن بدايته الأولى في المسرح حيث بدأ بالقول: «بدأت من عمر 11 سنة في فرقة طلائع البعث عندها كنت أتعلم مبادئ الموسيقا فرأيت هناك أطفالاً من عمري يتدربون على مسرحية فأغواني الموضوع فذهبت إلى أمي باكياً راجياً السماح لي بالتدرب معهم وفعلاً وافقت وشاركت في مهرجان الطلائع في "الحسكة"، بعد ذلك عملت في مسرح الشبيبة لمدة خمس سنوات بأكثر من خمسة أعمال يتخللها بعض الأعمال لمسرح الطفل ثم شاركت بعمل مسرحي تابع لاتحاد طلبة فلسطين».
باعتقادي خشبة المسرح ذكرى لمئات من قطرات العرق المبذولة تقديساً لها فهي تستحق منا كل الوفاء والعمل الصادق لكي تحتضننا، وتكون لنا أماً حنوناً نقبلها بإحساسنا الصادق فكثيراً ما نسمع عن الكبار أنهم يشكون لها ويبكون عليها ويضحكون بين أزقتها والأم لا تتعاطف مع أبنائها إن لم يكونوا في أعلى درجات الشفافية
ويضيف "داود": «كما شاركت بورشة عمل مع المخرج نضال سيجري في المسرح الجامعي باللاذقية مع بعض الشباب المسرحي الطموح والهاوي مثلي والمؤمن بهذه الرسالة أملاً بتحقيق شيء من طموحي في أن أشارك الناس همومهم وأن أستطيع الوصول إليهم من أوسع أبواب التعارف وانسجام الأرواح، لكن الفرصة قد تأتي وقد لا تأتي، لكن الهوى الذي يعتريني اتجاه المسرح لا يعرف الملل أو اليأس فأنا واثق من وصولي إلى فرصتي ولو استغرق ذلك فترة طويلة».
كما حدثنا "سيوار" عن أدوات الممثل التي تساعده في تأدية الدور المسرحي حيث قال: «يجب أن تجعل لونك المسرحي مميزاً فكما تعمل على إحساسك وعيونك وخيالك لتلبّيك في أي لحظة من لحظات محاكاتك للشخصية، فأهم مشاريعك أن تعمل على جسدك لأنه من أهم أدواتك المتكلمة أحياناً، هذا ما دفعني للمشاركة بتجربة مع فرقة أرادوس الراقصة ومدرباً للرقص في مهرجان حفل افتتاح مهرجان المحبة 2009 وهذه التجارب كانت مهمة جداً بالنسبة لي وتزيد الإصرار والثقة بالنفس للوصول إلى حلمي المسرحي الجميل الذي يكبر بروحي كلما كبرت لأكون علماً مسرحياً في سورية».
وعن الأدوار التي يحب أن يلعبها "سيوار" قال: «أحب أداء تلك الأدوار التي تحاكي واقعنا لأنها باعتقادي طريق مختصر لقلب المتفرج وعقله، أما الأدوار التي تتعلق بالملاحم فأحب أن ألعبها ولكن الجمهور على ما يبدو أصبح بعيداً عنها وصار متطلباً لمواضيع تخصه وتلامسه حيثما يكون، مؤخراً لعبت شخصية "منصور" في مسرحية "رأس المملوك جابر" لـ"سعد الله ونوس"، فنالت رضا الجمهور لأنها أقرب إلى الواقع ولامستني بشكل أو بآخر وبالتالي وصلت الرسالة إلى الجمهور وكذلك الأمر في شخصيتي الواقعية جداً برأيي بعرض وهو المطلوب لنقابة الفنانين في اللاذقية».
كما حدثنا عن نظرته الواقعية لخشبة المسرح حيث قال: «باعتقادي خشبة المسرح ذكرى لمئات من قطرات العرق المبذولة تقديساً لها فهي تستحق منا كل الوفاء والعمل الصادق لكي تحتضننا، وتكون لنا أماً حنوناً نقبلها بإحساسنا الصادق فكثيراً ما نسمع عن الكبار أنهم يشكون لها ويبكون عليها ويضحكون بين أزقتها والأم لا تتعاطف مع أبنائها إن لم يكونوا في أعلى درجات الشفافية».
وللشاب "سيوار داود" رأي خاص في دخول الآلة الموسيقية وموسيقاها الحية داخل العرض المسرحي فقال: «أنا مع فكرة دخول الموسيقا إلى العرض المسرحي بشكل حي ومباشر لكن هناك شرط لنجاح هذه التجربة ألا وهو إحساس العازف بما يؤديه الممثل من حوارات ضمن العرض المسرحي لأنه يرفع من أداء الممثل وإحساسه ويزيده ألق، ولا يتحقق هذا الشرط إلا بمتابعة دقيقة من العازف طوال أيام البروفات، وبغير ذلك قد يعطي العازف إحساساً رائعاً لكنه بعيداً كل البعد عن إحساس الممثل ولا يتقاطع معه».
أما عن الدراما السورية فتحدث "سيوار" بقوله: «الدراما السورية نجحت وتألقت عندما كانت تعتمد شكل البطولة الجماعية، أما في الفترة الأخيرة فأصبحت أبطال الأعمال التلفزيونية كلها ترتكز على ممثلين عدة، فأصبحت تضيع قيمة بعض المشاهد بسبب نقاشات عن اسم المسلسل خلال سير المشهد، وقد يكون من أهم المشاهد وهذا يدعو إلى قلق على الدراما السورية فالمعهد الذي خرج أولئك النجوم خرج أيضاً نجوماً لم تسطع علينا بعد، هي مازالت تبحث عن فرصة لها فمن يكون السبب في مصيرها هذا؟».
يذكر أن الممثل "سيوار داود" شارك بعدد من الأعمال المسرحية كـ"رأس المملوك جابر، حفلة كوكتيل على الهوا، ذاكرة النفق، ليالي الحصاد، حكي السرايا، مجنون بالإكراه، وهو المطلوب، منمنمات تاريخية، كلب الآغا"، وبرنامج the Actor الذي عرض على تلفزيون الدنيا، وهو كذلك عازف هاو على "آلة الكمان" بإشراف الأستاذ المايسترو "محمود حسن".