"خربشات طفولية" كانت عنواناً لمعرض للرسم والتلوين أقامته روضة "بيت الجدة" في مقرها بمدينة "جبلة" يوم الثلاثاء 7/12/2010 قدمت خلاله رسوماً لمجموعة من الأطفال الذين تحتضنهم هذه الروضة قبل أن يرتقي بهم العمر وينتقلوا إلى المدرسة الابتدائية وتنتقل معهم مواهبهم وأفكارهم وذكريات الحضانة التي تغذي رؤيتهم المستقبلية.

موقع "eSyria" زار المعرض والتقى الدكتورة "نعمى الخطيب" وهي إحدى زوار المعرض التي تحدثت بالقول: «أبناء هذا الجيل مبدعون وأفكارهم قيمة وقد يكمن السبب بأساليب التربية الحديثة التي تركز على إبداعاتهم وتفوقهم وتعريفهم بقيمة الفن».

لقد رسمت سندريلا وإلى جانبها العصافير تطير وتغرد، أنا أحب "سندريلا" كثيراً إنها جميلة جداً

الطفلة "سارة برهوم" إحدى المشاركات في المعرض رسمت صورةً لطائر "البطريق" شغل هذا الطائر نصف الورقة بينما النصف الثاني ملأته بكتابة قصة قصيرة من خيالها عن صديقتها القطة عبرت خلالها عن كل الأشياء التي تعجبها والأماكن التي تتمنى زيارتها، وعن هذه اللوحة تحدثت "برهوم": «أنا قرأت القصة لأمي وهي كتبتها لي لقد أردت أن اصطحب قطةً ما في رحلة، أما البطريق فأنا التي رسمته لقد شاهدته على شاشة التلفاز وهو يمشي فأحببته».

السيد "نبراس علي" وإلى جانبه أحد الأطفال

من جانبه الطفل "حيدر درباس" كان ملوناً أكثر من كونه رساماً حيث قال: «هم رسموا لي "ثعلب، أرنب، دب، بيت" وأنا قمت بتلوينهم كما أريد، في المرة القادمة أريد أن ألون البحر والسفينة تمشي فوقه».

بجانب لوحة "حيدر" لوحة للطفلة "زهراء صالح" حدثتنا عنها قائلة: «لقد رسمت سندريلا وإلى جانبها العصافير تطير وتغرد، أنا أحب "سندريلا" كثيراً إنها جميلة جداً».

المعرض يعج بالزوار

عروس المعرض كانت الطفلة "نور صقر" التي ارتدت فستاناً أبيض وقدمت لنا شرحاً عن رسمتها قالت فيه: «رسمت فتاةً ترتدي فستاناً أزرق لأنني أحب اللون الأزرق فهو لون البحر الذي أحبه وأتمنى أن أذهب إليه دائماً».

طلاب المرحلة الابتدائية أرادوا معرفة ما هي هذه الخربشات الطفولية فزاروا المعرض واطلعوا على اللوحات عن قرب وأمدونا بآرائهم فتقول الطفلة "لمى خير بك" من الصف الرابع: «أردت أن أعرف كيف يرسم الأطفال ممن هم دون سن المدرسة، لقد أعجبتني لوحاتهم إنها تبدو بريئة جدا صحيح أنها سميت خربشات لكنها لا تبدو كذلك».

من لوحات المعرض

كما ذكرنا في البداية فإن هذا المعرض من تنظيم روضة "بيت الجدة" التي تخصص /5%/ من صافي أرباحها السنوية لدعم أطفال السرطان وهي خصصت كافة أرباح هذا المعرض لدعم الأطفال المصابين بهذا المرض بحسب ما حدثنا به مشرف الروضة "نبراس علي" وأضاف: «لقد أردنا من خلال المعرض تنمية موهبة الأطفال إيماناً منا بأهمية الرسم وأهمية هذه المرحلة في حياة الطفل، لقد استشفينا اسم المعرض "خربشات طفولية" من قصيدة للشاعر الكبير "نزار قباني" أكد خلالها أن الإنسان مهما كبر في السن تبقى بذور الطفولة هي القائد والموجه له في حياته، استعنا خلال المعرض بوكالة تنظيم عالمية "وكالة الريادة للتواصل" لكي يظهر بأبهى حلّة ونستطيع الاستفادة من منجزاته بطريقة مدروسة، خلال التحضير للمعرض وأثناء رسم الأطفال للوحاتهم جعلناهم يستخدمون التلوين المائي العادي لملئ المساحات البيضاء في الورقة، وجعلنا كل طفل يغمر يده بالألوان ويضعها على اللوحة لكي تكون بصمته عليها، كما دربنا الأطفال على الرسم عبر الكمبيوتر مستخدمين برامج حديثة وعلى مستوى عالٍ».

كل طفل عبر عن شخصيته من خلال لوحته عبارة ركز عليها كل مشرفي المعرض وخصوصاً "نيروز علي" التي قالت: «أؤكد لكَ أن كل طفل عبر عن شخصيته من خلال لوحته التي رسمها، فالأطفال كانوا يستمعون للموسيقى ويرسمون في آن واحد وهذا كان عاملا مساعداً لخيال الطفل دون أن يشعر هو بذلك لعدم قدرته على فهم هذه الحالة بعد، أكبر دليل أن الطفل في هذا العمر يرسم ما يشعر به وما يحدث معه أن طفلةً من بين الأطفال رسمت لوحتها باللون الأسود وبعد مراجعة حالتها النفسية تبين لنا الأسباب التي دفعتها لذلك، الرسم أفضل وسيلة للوصول إلى قلب الطفل كل ماعلينا فعله هو أن نقول لأطفالنا ماذا تعني لكم الحياة أو آبائكم أمهاتكم أخوتكم والمعلمة لا تجيبوا عن السؤال بل ارسموه وهم لن يترددوا في ذلك هكذا علمتنا تجربتنا في التعامل مع الأطفال ضمن روضة "بيت الجدة"».

بقي أن نذكر أن المعرض ليوم واحد وهو يضم أكثر من "200" لوحة تعاون على رسمها حولي /70/ طفلا جميعهم دون سن /6/، وقد حصل كل طفل على شهادة تقديرية تشجيعية.