بدأت فعاليات اليوم الأول للندوة العلمية الحادية عشرة لنظم المعلوماتية في الأعمال المصرفية "نظرة موضوعية وآفاق مستقبلية"، التي تقيمها "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" في "طرطوس"، وذلك في فندق "برج الشاهين" والتي تمتد على مدى يومي "27-28/11/2010".
افتتحت الندوة بكلمة للدكتور "راكان رزوق" رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، أكد فيها أن نشاط اليوم هو أحد النشاطات الهامة التي تقيمها الجمعية لتناقش فيها أحد المجالات الحيوية لتطبيقات المعلوماتية، وهو استخدام النظم المعلوماتية في الأعمال المصرفية، وأضاف الدكتور "رزوق" بالقول: «لقد شهدت الأعمال المصرفية في "سورية" تطوراً ملحوظاً في المجالات التنظيمية والإدارية والتشريعية والتقنية خلال السنوات الأخيرة، ولابد من تكثيف الجهود للوصول إلى المستوى المطلوب من الخدمات المالية، ونشرها لتصل إلى كافة الشرائح المستفيدة لتكون الأساس في بناء تطبيقات التجارة الإلكترونية والحكومة الإلكترونية، حيث إن هذه الندوة ستعرض الجوانب المختلفة للأعمال المصرفية، وأتوقع أن الزملاء المحاضرين سوف يركزون على التجارب المحلية والعالمية لدراستها ومناقشتها وربما تقييمها، كما سيعرضون بعض الجوانب التقنية المتعلقة ببناء هذا النوع من الأنظمة وضمان سلامتها وأمنها، لذلك أرجو أن تسهم هذه الندوة في التعريف بالأعمال المصرفية الإلكترونية، وأن تعرض ما وصلنا إليه في "سورية" في هذا المجال وأن ترسم ملامح المرحلة التالية».
فالنظرة العامة والشاملة لأهمية المعلوماتية في العمل المصرفي وإمكانية تقديم الخدمات وتسيير الأعمال بسهولة وسرعة أكبر ودقة أعلى شيء مهم جداً وقد احتاج إلى جهود كبيرة لإنتاجه واليوم نحن نسلط الضوء عليه للتعريف به وبمهارات اليد والخبرات "السورية" التي أنتجته وتوصلت إليه
وتابع الدكتور "رزوق" بالقول: «أود بهذه المناسبة الإشارة إلى بعض النقاط التي يمكن أن تكون موضوع نقاش في هذه الندوة للوصول إلى فهم مشترك لهذا الموضوع الذي يفيدنا جميعاً في تطوير هذا النوع من الأنظمة، ونشرها على المستوى الوطني والاستفادة منها سواء في أعمال المؤسسات المالية والمصرفية، أو في عمل المؤسسات والشركات التي تبني خدماتها استناداً إلى ما يتوافر من خدمات مصرفية ومالية.
كما يُعد الارتقاء بمستوى الخدمات المالية المتوافرة في دولة معينة من العوامل الهامة المساندة في التنمية، وقد أصبح التنافس في مجال جودة هذه الخدمات وتنوعها من أهم الدوافع وراء السعي لاستخدام الوسائل المعلوماتية في تقديم هذه الخدمات، ويزداد الاعتماد على مثل هذه الوسائل الحديثة في تقديم الخدمات المالية يوماً بعد يوم، وتزداد معه أنواع الخدمات الإلكترونية التي تستند إلى مثل هذه الخدمات وفي مقدمتها خدمات الصيرفة الإلكترونية والتجارة الإلكترونية».
وعن التطور المعلوماتي المصرفي الحاصل يقول الدكتور "رزوق": «لقد أصبح المكون المعلوماتي الأساس في عمل أي مؤسسة مالية أو مصرفية، كما أن مدى انتشار الخدمات المالية الإلكترونية أصبح اليوم يندرج ضمن معايير الجاهزية الإلكترونية، ويقاس ذلك بمؤشرات مثل نسبة عدد آلات الصراف الآلي وطرفيات نقاط البيع إلى عدد السكان، كما تجرى دراسات حول حجم الصفقات التجارية التي يجري تسديد قيمها عبر وسائل الدفع الإلكتروني ونسبة هذه الصفقات من حجم التبادل التجاري الكلي، فلو نظرنا إلى الأنظمة المعلوماتية المستخدمة في الأعمال المالية لوجدنا أنها تدمج بين طيف واسع من التقانات، مثل قواعد البيانات والشبكات وأنظمة التشفير ومؤخراً تقنيات الوب، كما يتطلب تطويرها خبرات متنوعة في المجالين المالي والتقني».
موقع "eSyria" التقى الدكتور "جعفر الخير" نائب رئيس مجلس إدارة "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" والذي تحدث عن أهمية انعقاد هذه الندوة العلمية في "طرطوس" بقوله: «تظهر أهمية هذه الندوة والمستوى الرفيع فيها من الحضور والمهتمين والمحاضرين فيها، حيث تعتبر خطوة رائدة لمحافظة "طرطوس" لأنها تقرب صانعي القرار من العاملين في القطاع المصرفي وتسلط الضوء على أنظمة المعلوماتية في خدمة القطاع المصرفي وعمليات الأتمتة والبنوك الالكترونية، أضف إلى ذلك أن حضور الدكتور "دريد درغام" مدير عام "المصرف التجاري السوري" كمحاضر افتتاحي وتوضيحه النظام الإداري المؤتمت في المصرف التجاري السوري كأكبر مؤسسة مالية في "سورية" هو مكسب للندوة وإعلان عن أهميتها والمستوى الرفيع لها».
ويضيف الدكتور "الخير": «إن الأنظمة المعلوماتية في المصارف هي شبه موحدة ومشتركة ومكملة لبعضها سواء في المصارف العامة أو الخاصة فهم شركاء في تنمية الاقتصاد الوطني، لذلك فالدور العلمي التعريفي لهذه الندوة وتبادل الخبرات بين المعنيين والمهتمين بالقطاعين المصرفي والمعلوماتي شيء مهم جداً، وأعتقد أنه سينتج عنه توصيات مهمة في الجلسة الختامية».
المهندس "محمود بركات" رئيس اللجنة الإدارية في "طرطوس" أكد أن تميز "طرطوس" بالمستوى العلمي المتقدم جعل أبناءها متعطشون لهذه الندوة العلمية والاطلاع على محاورها وأهدافها، لذلك فقد جاءت تلبية لرغبات أبنائها في معرفة طرق استخدام المعلوماتية في الأعمال المصرفية لمواكبة الوصول إلى الحكومة الالكترونية، وأضاف المهندس "بركات": «فالنظرة العامة والشاملة لأهمية المعلوماتية في العمل المصرفي وإمكانية تقديم الخدمات وتسيير الأعمال بسهولة وسرعة أكبر ودقة أعلى شيء مهم جداً وقد احتاج إلى جهود كبيرة لإنتاجه واليوم نحن نسلط الضوء عليه للتعريف به وبمهارات اليد والخبرات "السورية" التي أنتجته وتوصلت إليه».
أما المهندس "أيوب إبراهيم" ممثل السيد محافظ "طرطوس" فقد رأى أن أهمية الندوة تنطلق من أهمية المعلوماتية ودورها الأساسي في تطوير المجتمع ومواكبة التطورات التي تختص بالمعلوماتية بشكل يومي ومستمر، وتفعيلها من خلال الكليات والمعاهد التي افتتحت خلال السنوات الأخيرة والتي تختص بالمعلوماتية وفروعها، لتساهم في توعية المجتمع لأهمية المعلوماتية ودورها في جني ثمار العلم في كافة المجالات الاقتصادية والعلمية والاجتماعية، والمصرفية لأن العمل المصرفي عمل دقيق ومتشعب ويحتاج إلى أتمتة معظم أعماله ليواكب المصارف المتقدمة في العالم تلبية لرغبات المستثمرين المحليين والأجانب .
وفي لقاء مع الأستاذ "بسام كرم" مدير فرع بنك "بيبلوس" بمدينة "طرطوس" أحد الحضور أكد أن انعقاد هذه الندوة عبارة عن بذرة خير انتظرت جميع البنوك بذرها، والمهم الآن رعايتها والعناية بها، مضيفاً بالقول: «إن انعقاد هذه الندوة هو تأكيد على ارتباط تطور العمل المصرفي بتطور النظام المعلوماتي وقطاع الاتصال السريع، لأن جمع البيانات بشكل عام يسهل على المصارف والزبائن والمتعاملين مع المصارف تقديم الخدمات الجيدة والرائدة التي تعكس تطور الاقتصاد والمصارف، حيث إن عملاء المصارف هم اقتصاديون ومودعون وتجار، وهذا يعني أنهم مهتمون بشكل كبير لوجود خدمات مصرفية تعتني أو تختص بإتمام الخدمة المصرفية على أفضل وجه».
ويختم حديثه بالقول: «نعتقد أن دور المعلوماتية اليوم بالتعاون مع المصارف هو تبسيط مفاهيم التعامل مع البنوك بشكل عام وزيادة الثقافة تجاه هذا التعامل، لأن النقلة النوعية في قطاع المال والأعمال التي قامت بها الحكومة ليست سهلة، وأن الفترة القصيرة التي مرت بعدها تحتاج إلى مزيد من الوقت لتتبلور لدى المواطنين وتنتج ثقافة متخصصة في هذا التعامل، فالثقافة المصرفية والوعي المصرفية يحتاج إلى تبلور أفضل لدى المواطن لنجاح الخطوات التي تمت في هذا المجال، لأننا نستطيع تقديم خدمات وتعاملات مصرفية في كافة المجالات السياحية والصناعية والتجارية والاقتصادية، وهنا تتكامل خدمات المصارف مع الوعي الجماهيري والتطور المعلوماتي لإنجاح جميع المصالح».
الجدير بالذكر أن الندوة تمتد على يومين "27-28/11/2010" وشهد اليوم الأول تكريم كل من المهندسين: "فراس خليل" و"كمال عطية" و"الياس فرزلي" و"سميع حمود"، لمساهمتهم بنجاح الندوة.