جولة "ساروجة تجمعنا" عنوان الفعالية التي أقيمت في 6/11/ 2010 في حي "ساروجة- دمشق"، والتي شارك فيها حوالي 300-350 شخصا من المهتمين بـ"دمشق" القديمة وأحيائها الكائنة داخل السور وخارجه. وتحركت الجولة في الحي بين الحارات والأزقة، وتوقفت الحشود أمام بعض المحطات في الحي (جوزة الحدبا، جامع الوردي، حمام الورد، حارة العبيد، إلخ..) مستمعين إلى الشروح المتعلقة بهذه الأماكن.

موقع eSyria شارك في الجولة واستمع للشروح التي قدمها السيد "عصام الحجار" الباحث المتخصص في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى.

كثيراً ما أحضر إلى هذا الحي وأرتاد مقاهيه والمطاعم ولكن المرة الأولى التي أعرف فيها الكثير من المعلومات، مثل الحجر المنقوش عليه الكتابات، وقصة تزويد مدينة "دمشق" بمياه "عين الفيجة"

"أحمد محايري" مهندس عمارة ومن المنظمين للنشاط يقول: «مشروع إحياء التراث خارج أسوار "دمشق"، نسعى من خلاله التعريف والاهتمام الكبير بمدينة دمشق بالشكل العام، فالمدينة القديمة داخل السور تحظى بالاهتمام، الأحياء خارجها ليست كذلك، وتتوجه "الجولة" من خلال نشاطها إلى المجتمع المحلي في هذه الأحياء والقاطنين في المدينة بشكل عام وإلى المختصين في القطاعات الفنية والإبداعية الثقافية المختلفة، والمهتمين برفع المستوى الثقافي في المدينة، بالإضافة للباحثين وأصحاب القرار، وكل من يهتم بدور الثقافة والتراث في التنمية وفي تعزيز الهوية المحلية».

في مصلبة جوزة الحدبا

السيدة "سناء أبو عيسى" من المشاركات بالجولة تقول: «الحقيقة أن هذه الجولة كانت ممتعة وفيها الكثير من الفائدة، فكثيراً ما كنت أمر من هذه الأماكن دون أن أنتبه لأهميتها التاريخية، فكل اعتقادي أن الأهمية التاريخية لمدينة "دمشق تكمن في الأحياء التي تقع داخل السور».

تحدثت السيدة "جانيت سعدة" بالقول: «لقد علمت عن الجولة من ابنتي وصديقاتها وقررت مرافقتهم لزيادة معرفتي بالمدينة التي أسكنها منذ حوالي ثلاثين سنة، وكم فوجئت بعدد المهتمين بالموضوع، الذين كانوا يتسابقون للاقتراب أكثر إلى المقدمة لسماع الشروح حول الأماكن».

في حارة الورد

الشاب"مهند العلي" طالب جامعي يقول: «كثيراً ما أحضر إلى هذا الحي وأرتاد مقاهيه والمطاعم ولكن المرة الأولى التي أعرف فيها الكثير من المعلومات، مثل الحجر المنقوش عليه الكتابات، وقصة تزويد مدينة "دمشق" بمياه "عين الفيجة"».

المهندس "جمال حسيان" يقول: «بقدر ما استمتعت بالجولة ومعلوماتها التاريخية، أحزنني الحالة التي عليها المنطقة، فكثير من البيوت المهجورة والمهملة والآيلة للسقوط في موقع هو فعلياً يقع في مركز أقدم عاصمة في التاريخ، وأنا أتمنى أن يتنبه المسؤولين لهذه المنطقة ويولوها رعاية لتكون كبقية الأحياء الدمشقية التي نهضت في العقد الأخير».

ختام الجولة

وقد ورد في الورقة المقدمة حول المشروع والتي منه "الجولة": «إن الإرث التاريخي في دمشق ليس حصراً على مدينتها القديمة، إذ إن الأحياء التاريخية خارج السور تعتبر امتداداً عضوياً ومستمراً لأحياء دمشق ضمن السور، لقد تطورت هذه الأحياء منذ الفترة الأيوبية في القرن الثاني عشر وتضم بين حناياها الصروح الرائعة والبيوت التقليدية التي تتناغم مع نسيجها العمراني العضوي، لكن معظم هذه المناطق تواجه اليوم خطر هدمها كلياً أو جزئياً، كما أن الحالة الفيزيائية والثقافية المتدهورة لجزء كبير من هذه الأحياء تساهم بفقد اهتمام القاطنين المحليين المحافظة على تراثهم».

كما وردعن أهداف المشروع و"الجولة" ضمنها: «يهدف المشروع بشكل أساسي لتحسين الحالة الفيزيائية والثقافية في المناطق التاريخية خارج السور في دمشق وذلك من خلال: زيادة التوعية بأهمية التراث المادي والعمراني وكذلك التراث اللامادي لهذه المناطق، تسهيل مشاركة المجتمع المحلي بالنشاطات الثقافية الموجهة نحو تعرفهم على تراثهم المحلي، تشجيع البحث والنقاش حول دور ومساهمة النشاطات الثقافية في المدينة وخاصة في الأحياء التاريخية في التطور الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع».

والجدير بالذكر أن المشاركين بالجولة كانوا بشكل أساسي من طلاب كلية الهندسة المعمارية، وكلية الآثار والمتاحف، السفارات، الطلاب الأجانب المهتمين بدراسة التراث السوري وأحياء دمشق القديمة. "التشاركية الثقافية لإحياء التراث" والتي تركز على الأحياء القديمة خارج السور، بالتعاون مع المعهد الفرنسي للشرق الأدنى "إيفبو"، المعهد الهولندي للدراسات الأكاديمية في "دمشق"، السفارة الهولندية، المعهد الدنمركي، وجمعية النهضة الفنية. وهذا النشاط برعاية وزارة الثقافة وبدعم من محافظة دمشق.