لا يخفى على أحد أن موسم القطن الحالي ليس كسابقيه من المواسم، فعلاوة عن التغيرات المناخية والظروف الجوية التي بلغت المصاعب فيها ذروتها، إلا أن الفلاح في المنطقة لم يستسلم بل سار بالطريق إلى النهاية، ولهذا ما زال مركز استلام الأقطان في "الميلبية" يستقبل الأقطان.
على بعد عشرة كيلومترات جنوب مدينة "الحسكة" تزدحم الآليات لتفرغ حمولتها من الذهب الأبيض، موقع ehasakeh زار المركز لرصد آخر المستجدات على الموسم الحالي والتقى الأستاذ "سمير حمود المشرف" رئيس استلام الأقطان والذي قال: «يمتد هذا المركز على مساحة 1100 دونم من الأراضي حيث نُظمت فيه الساحات لترتيب الأقطان بعد فرزها ووضعها بمعزل عن العوامل الخارجية لكيلا تصاب بأي ضرر، حيث يقوم المركز باستلام الأقطان من الإخوة الفلاحين وفق شهادات منشأ ومن ثم توصيف هذه الأقطان لتعطى الأسعار المناسبة، وتبلغ طاقة الاستلام اليومية للمركز حوالي 2000 طن يومياً، ولكن نستلم حالياً مابين 2000 – 2200 طن يومياً».
يمتد هذا المركز على مساحة 1100 دونم من الأراضي حيث نُظمت فيه الساحات لترتيب الأقطان بعد فرزها ووضعها بمعزل عن العوامل الخارجية لكيلا تصاب بأي ضرر، حيث يقوم المركز باستلام الأقطان من الإخوة الفلاحين وفق شهادات منشأ ومن ثم توصيف هذه الأقطان لتعطى الأسعار المناسبة، وتبلغ طاقة الاستلام اليومية للمركز حوالي 2000 طن يومياً، ولكن نستلم حالياً مابين 2000 – 2200 طن يومياً
يضيف "المشرف": «يستقبل المركز يومياً عدد من السيارات وفق أرقام معينة وشهادات منشأ تؤكد أن الحمولة قد تم إرسالها إلى مركزنا، فهناك حمولات يتم إرسالها إلى محلج "الحسكة" ولا يحق لنا أن نستلمها، حيث تتبع لنا العديد من المناطق مثل "القحطانية- الجوادية- المالكية- اليعربية- القامشلي" كما نستلم القطن العضوي من منطقة "تل براك- تل تمر" وأيضاً الصناعي من "تل براك- تل تمر- الحسكة"، حيث تختلف مواصفات الأقطان التي تعرضت للمعالجة بالمبيدات الكيميائية عن التي تم معالجتها بالمواد العضوية والكفة بالطبع ترجح للصنف الثاني، حيث يحتل القطن السوري عموماً مواقع متقدمة بين رتب القطن العالمي، ويرجع السبب لخضوع القطن السوري لعمليتين: تصنيف الأولى عندما يكون القطن لا يزال يحتوي على الحبوب، والعملية الثانية بعد أن يُحلج القطن وتستخرج منه البذور، بالإضافة إلى أنه يُقطف يدوياً لأن نسبة الشوائب ترتفع في القطاف الآلي الذي يتم فيه إسقاط الورق قبل عملية القطاف، عدا هذا وذاك يُصنف القطن المقطوف آلياً بأنه تعرض لفعل ميكانيكي الأمر الذي يخفض من رتبته».
وعن النظام المستخدم في المركز يقول "المشرف": «تخضع عملية إدخال السيارات المحملة بالقطن لرقابة صارمة لضمان عدم التزوير في توريد الأقطان، حيث تُخزن الأقطان العضوية في جهة والقطان الصناعية في جهة أخرى، حيث يوجد في الداخل ست ورشات عتالة /حمالين/ وست ورشات عمل، يقوم العمال بوضع الإطارات المستعملة على الأرض ليصنع منها عازل عن الرطوبة ثم يُصار إلى ترتيب أكياس القطن على شكل جملوني /هرمي/ وتغطيته بالشوادر للحفاظ عليه من الرطوبة، بحيث لا يزيد مجمع الأكياس / الجملون/ على 175 طنا وأن يكون هناك مسافة ستة أمتار بين كل ست جملونات، أيضاً يجب أن يكون بين المجموعة والأخرى 30 مترا، ويوجد شبكة إطفاء محكمة في كل المركز مجهزة بثلاثة خزانات مياه، واحد منها مرتفع واثنان تحت الأرض ويمكن توصيل الثلاثة ببعضها في حالات الضرورة، وتنقسم شبكة الكهرباء لثلاث مجموعات تم تخصيص خط لمركز التجميع لضمان التحكم في فصل الكهرباء عند حدوث أي طارئ».
يختم "المشرف": «هناك تراجع واضح في كميات القطن المستلمة وبمقارنة الكميات المستلمة في يوم واحد من نفس التاريخ ولثلاثة أعوام على التوالي نجد أنه بتاريخ 2/11 لموسم 2008 – 2009 تم استلام 97.816 ألف طن، في عام 2009 – 2010 بنفس اليوم تم استلام 83.266 ألف طن أي بتراجع مقداره 14.550 ألف طن، وفي عام 2010 – 2011 بنفس اليوم تم استلام 66.491 ألف طن أي بتراجع بلغ 16.775 ألف طن، وهذا يدل على حجم تراجع الموسم».
المهندس "عطا الله النجم" رئيس شعبة الفرز بمركز استلام "الحسكة" يقول: «نقوم يومياً وبشكل دوري بمعايرة للقبان لتوزين حمولة السيارات، من ثم تتجه السيارات للداخل لتقف بين يدي الخبير الذي يُقيم رتبة القطن بعد أن يتم إخراج عينات من أكياس القطن، ولكن ما نلاحظه في هذا العام هو كثرة الشوائب التي تأتي مع القطن، طبعاً هذه الظاهرة تفاقمت في الموسمين الأخيرين ويرجع السبب حسب ما يقول أصحاب الأرض، إلى تدني نسبة الإنتاج فيقوم العامل الذي يقطف القطن في الحقل بوضع جوزة القطن مع الإنتاج ليرفع من وزن الكمية التي قام بقطفها، ففي المواسم السابقة كان يصل متوسط إنتاج الفرد الواحد حتى 75 كغ أما اليوم فهو لا يتجاوز 20 كغ، من جهة أخرى تدنت رتبة القطن عما كان يورد إلينا في الأعوام السابقة، أيضاً كمحصلة عامة تدنت كمية الأقطان عن الأعوام السابقة إلى نصف الكمية ففي الموسم الماضي استلمنا 111 ألف طن أما في هذا الموسم فلتاريخ 1/11/2010 م تم استلام 65 ألف طن فقط».