كان لتعدد مدارسهم الفنية وتباين أساليبهم الإبداعية جل الأثر في إغناء معرضهم الفني، الذي شكل لوحة فنية متعددة الجوانب والأساليب. ما قدم لجمهور المعرض مساحة بصرية أغنى، وأفقا فنيا أوسع وأشمل. وذلك من خلال المعرض الفني الجماعي الذي يستضيفه المركز الثقافي العربي في "منبج" والذي افتتح مساء الأحد 21/11/2010م، ويستمر حتى 1/12/2010م.
يشكل هذا المعرض نافذة بوح "منبجية" تمازجت فيه العديد من التجارب الفنية لأجيال متعددة من فنانني المدينة مختلفي المدارس والأساليب الفنية، فكان للطبيعة الصامتة حضورها إلى جانب اللوحات الواقعية والانطباعية والتجريدية والبورتريه.
لا شك أن الطبيعة تأخذ بكل نواحيها الشكلية واللونية وما خلف الأشكال، وهذا كله يعود لنفسية الفنان والأفق الذي ينتظر من خلاله للطبيعة، والعنصر الذي يختاره ليضمنه لوحاته. ودائما ما أبحث أنا عن الزهو والفرح من خلال الألوان وهذا ما يتضح جليا في أعمالي
يشكل الإنسان الريفي البسيط حضورا مميزا في لوحات الفنان "عزيز بشماف" الذي دائما ما بحثت لوحاته في أدق التفصيلات اليومية لأبناء البيئة. فيتحدث عن لوحاته المشاركة بالقول: «أشارك اليوم بأربع لوحات فنية، وهذه اللوحات لا تخرج عن نطاق بيئة المدينة وإنسانها البسيط ويوميات حياته. فثلاثة من اللوحات نحت هذا المنحى والرابعة كانت بعنوان تأملات.
لوحاتي تتحدث عن الإنسان ببساطته وعفويته وهو يعيش حياته التقليدية المعتادة، ويمارس عمله البسيط الذي يقتات منه، والتركيز على هذه المفردات هي الجوهر في اغلب لوحاتي الفنية بالإضافة إلى الطبيعة الصامتة والتي تغيب عن مشاركتي اليوم».
ومن جهته الفنان "بسام غزالي" تناول في أعماله المشاركة الطبيعة بحيويتها وصمتها وزهو ألوانها، فتحدث عنها قائلاً: «أقدم اليوم ثلاثة مواضيع في لوحاتي تنوعت بين الطبيعة، والطبيعة الصامتة والزخرفة على الزجاج. وأنا دائما أبحث عن الواقع الذي يلائم العوام من زوار المعرض، الذين يحبون الشيء المفهوم والواضح والذي لا يحتاج للشرح، وليس المبهم والغامض كما في التجريدي مثلا. ولهذا تندرج جميع أعمالي في هذا الإطار الذي أراه قريبا من الجمهور من خلال قربه من إدراكهم وفهمهم للفن..».
وعن الزوايا التي تناول منها الطبيعة أضاف: «لا شك أن الطبيعة تأخذ بكل نواحيها الشكلية واللونية وما خلف الأشكال، وهذا كله يعود لنفسية الفنان والأفق الذي ينتظر من خلاله للطبيعة، والعنصر الذي يختاره ليضمنه لوحاته. ودائما ما أبحث أنا عن الزهو والفرح من خلال الألوان وهذا ما يتضح جليا في أعمالي».
وبدوره الفنان الشاب "زياد النبزو" الذي اختار التجريد منهجا لترجمة رسائله الفنية يحدثنا عن مشاركته قائلاً: «اخترت في هذا المعرض مجموعة من أعمالي الأولى في الفن التجريدي الذي اخترته منهجا فنيا منذ بداية مشواري الفني، وربما قفزت باتجاهه دون المرور بتجارب أخرى كالواقعية والانطباعية، ولعل لتجربة أخي الفنان "متعب" دورا مهما في ذلك لكونه يعمل في الفن التجريدي.
ما جذبني للتجريد هو الأفق الأوسع الذي تعطيه اللوحة للناظر، فهي لا تقيده بأشكال معينة، ولا تتمركز خلف عنوانا واحد فقط، فاللوحة بإمكانها حمل العديد من العناوين والرسائل الفنية والتي يجتهد فيها خيال المتلقي.
فالتجريد لا يقدم للمتلقي وجبة جاهزة بمعاني مفهومة دون أن يكلف خياله البحث عما وراء الأشكال والألوان، بل التشكيل يطلق العنان للخيال للغوص في معان أشمل وأكثر رحابة وهذا ما جعلني اهتم بهذا الفن وأعمل ضمنه. ومن ناحية أخرى يعتبر هذا المعرض هو الأول لي، ولابد أن يكون له نكهة خاصة، باعتبار أعمالي تعرض لعموم الناس للمرة الأولى، وهذا بحد ذاته مناسبة خاصة ومميزة بالنسبة لي».
بقي أن نذكر أن الفنانين المشاركين في المعرض هم: "ابراهيم حساوي، بسام غزالي، زياد النبزو، عيسى كويدلاوي، صالح الشيخ جنيد، عزيز بشماف، غالب أرسلان بيك، محمد نوري الحمدو، وسيم الحمدو".