بعد "زحل" و"المريخ"، أقامت جمعية "هواة الفلك" في المنطقة الشرقية ليلة فلكية في موقع "البانوراما"، لرصد الاقتراب الأعظمي لكوكب "المشتري" من الأرض.

وقد شارك في هذه الليلة أكثر من 150 شخصاً، من شرائح وفئات مختلفة، وللوقوف عند الظواهر التي تم تسجيلها خلال هذه الفعالية، التقى موقع eDeiralzor السيد "خضر الخضر" رئيس فرع جمعية الهواة "بدير الزور" والذي حدثنا قائلاً:

اعتمدنا في البدايات على العلاقات الشخصية، حيث قام كافة أعضاء الجمعية بدعوة أصدقائهم وأقاربهم لحضور هذه الفعاليات، وهكذا في كل مرة تتم دعوة أشخاص جدد عن طريق الأشخاص الذين حضروا سابقاً، كما نقوم بتسجيل أرقام الراغبين بحضور الفعاليات اللاحقة، ونقوم بإبلاغهم عن طريق الرسائل النصية

«بدأنا عمليات الرصد عند الساعة السابعة مساء، استمرت حتى الساعة الواحدة والنصف فجراً، وتضمن البرنامج الميداني، شرحاً مفصلاً عن مفهوم ظاهرة الاقتراب الأعظمي لأي كوكب من "الأرض"، وقد بينا بأن لكل كوكب مدار خاص به، يدور فيه حول نفسه وحول الشمس، ويتكون الاقتراب الأعظمي عندما يصل هذا الكوكب إلى أقرب نقطة من الأرض، عبر مداره الخاص، ويكون الكوكب في هذه المرحلة أكثر وضوحاً، وتسهل رؤية تفاصيله أكثر، وقد ظهر ذلك للجمهور بشكل عملي وميداني، سواءً من خلال الرؤية بالعين المجردة، أو عبر عدسات التلسكوب، حيث تمكنا من رؤية توابع المشتري الغاليلية الأربعة، بالعين المجرد، وهذا الأمر طبيعي، لأن "المشتري" كان في تلك الليلة في أقرب نقطة للأرض.

الخضر يقدم شرحا عن قبة السماء.

ولحسن الحظ، فقد تصادف رصد اقتراب "المشتري" هذا العام، بعد اختفاء أحد الأحزمة التي يراها الرصاد والمتابعون على شكل نطاق يحيط به "المشتري"، وطبعاً هذه الأحزمة التي تغلف قسماً كبيراً من سطح "المشتري"، هي عبارة عن عواصف هائلة، تتحرك عبر غلافه الجوي، وقد وصل عمر بعض هذه العواصف إلى أربعمئة عام تقريباً، وما زالت مستمرة، لكن منذ أكثر من ثلاثة أشهر اختفى الحزام (العاصفة) العلوي "للمشتري"، فجأة ودون سابق إنذار، ولم يجد العلماء حتى هذه اللحظة تفسيراً علمياً لتلك الظاهرة.

وقد تم التنويه للمشاركين، أن هذه الظاهرة، تكررت على سطح "المريخ"، حيث اختفت بعض العواصف لمدة أربعة أشهر، ثم عادت فجأة، كما اختفت فجأة، أما بالنسبة "للمشتري"، فلا يزال إلى الآن دون حزام.

من عمليات الرصد

كما تم توضيح بعض المفاهيم الخاطئة، التي تتناقلها أحياناً بعض الوسائل الإعلامية، حول خطورة هذا الاقتراب من الأرض».

أما عن باقي الظواهر التي تم رصدها خلال هذه الليلة، فقد ذكرها للموقع السيد "عمر الجابر" نائب رئيس فرع المنطقة الشرقية لجمعية الهواة قائلاً: «صادف مع بدء الفعالية رصد كوكب "الزهرة" والذي شوهد من جهة الغرب، نازلاً باتجاه غيابه، وكان في موقع التقابل مع "المشتري" الناهض من الشرق، وقد أوضحنا للحضور مفهومي التقابل والاقتران بالنسبة للكواكب، وأتيح للمشاركين أيضاً رصد ومشاهدة "الزهرة"، وهو في حالة كسوف شبه كلي، وظهر - عبر التلسكوب- على شكل هلال في عمره الخامس أو السادس، ومن خلال تجربتنا اليومية وعلى مدى ثلاث سنوات، في رصد ومتابعة "الزهرة"، تبين أنه يشهد نفس حالة الكسوف، التي شهدها في الأعوام السابقة.

ونظراً لكثرة عدد المشاركين، فقد استخدمنا في إدارة هذه الفعالية، أسلوب التنوع، فمن ينتهي من عمليات الرصد ويشبع فضوله، نبدأ معه في قراءة قبة السماء، والتعرف على بعض التجمعات النجمية التي تظهر تباعاً، والمقارنة بين الدائرة القطبية، مع التعريف بأهم تجمعاتها النجمية، مثل: "الدب الأصغر"، "الدب الأكبر"، "التنين"، "القيثارة"، "الدلفين"...الخ.

كما قمنا بالتعريف بخط الأبراج أو ما يسمى دائرة البروج، واستعراض بعض تجمعاتها النجمية مثل: "الميزان"، "العقرب"، "القوس"، وفي ساعة متأخرة من تلك الليلة تم رصد "الثريا"، "الثور" مع "ممسك الأعنة"، و"سديم الجبار" و"التوءمان"».

كما سألنا السيدة "هناء الجراد" مسؤولة العلاقات العامة في فرع الجمعية عن كيفية التواصل مع المشاركين ودعوتهم لهذه الفعاليات فقالت: «اعتمدنا في البدايات على العلاقات الشخصية، حيث قام كافة أعضاء الجمعية بدعوة أصدقائهم وأقاربهم لحضور هذه الفعاليات، وهكذا في كل مرة تتم دعوة أشخاص جدد عن طريق الأشخاص الذين حضروا سابقاً، كما نقوم بتسجيل أرقام الراغبين بحضور الفعاليات اللاحقة، ونقوم بإبلاغهم عن طريق الرسائل النصية».

وللمشاركين آراء:

السيد "هاني الرداوي" والذي يشارك للمرة الأول قال: «بصراحة كنا نجهل الكثير من الظواهر الفلكية والكونية، التي تحيط بعالمنا، حيث نسمع بظاهر الاقتراب الأعظمي ولا نعرف ما تعني، ونسمع بالتجمعات النجمية، ولا ندرك مواقعها، لذا كانت الفعالية من وجهة نظري الشخصية مفيدة جداً، لأن المشاركين كانوا على تماس مباشر ما بين مشاهدة الظاهرة، والمعلومة المبسطة التي كان يقدمها لهم أعضاء الجمعية».

أما الآنسة "حنين الخضر" من المشاركين في هذا اليوم الفلكي قالت: «أشارك في أغلب الفعاليات التي تنظمها الجمعية في المحافظة، وقد بدأت تتكون لدي معلومات جيدة حول الظواهر الفلكية، أما بالنسبة لرصد هذه الليلة، فقد أضاف لي فهم ظاهرة التقابل والاقتران بين الكواكب، والتميز بين التجمعات النجمية والكواكب، وهذا يعود للشروحات والوسائل

يذكر أن عمليات الرصد ختمت في تمام الساعة الواحدة والنصف فجراً، وقد أدار هذه الفعالية كل من: السيد "خضر الخضر" رئيس فرع الجمعية، وقام بتنظيم الرصد السيد "عمر الجابر"، فيما تولى إدارة التلسكوب السيد "صالح عبيد" والفلكي الصغير "محمد الخضر".