«هناك فهم خاطئ ودمج بين مفهومي الفلك والتنجيم، والكل يعتقد أن الفلك هو عبارة عن تنجيم في قراءة المستقبل واستخدام القدرات الخارقة في الكشف عن أقدار ناس بعينهم، وهذا ما سعينا إليه من خلال الجولة التي يقيمها منتدى الشبيبة للعلوم المعلوماتية في مناطق محافظة "حماة"».
هذا ما صرّح به السيد "غانم عيسى" مشرف "القبة الفلكية" لموقع eSyria
كنا قد بدأنا يومنا هذا منذ الصباح وقد دعي العديد من الطلاب وشاهدوا من خلال القبة الفلكية الأجرام السماوية
أثناء تواجده في "سلمية" وسط الساحة العامة ليل الثلاثاء الخامس من تشرين الأول 2010.
أما الغاية من هذه الجولة فيقول: «الأمر يحتاج إلى دراسة الواقع العام والمعتقد المختزن في ذاكرة الناس عن علم الفلك فالمعرفة تقتصر على فئات مهتمة، وبالتالي فغايتنا من هذه الجولة هو نشر الثقافة الفلكية في أوساط الشباب وتوسيع مداركهم حول علم الفلك، والغاية الثانية هو استقطاب المهتمين منهم وتنمية خبراتهم وتصحيح الأفكار الخاطئة السائدة في المجتمع حول هذا العلم والفصل ما بينه وبين "التنجيم"».
ويضيف: «الكل يعتقد بوجود اثني عشر برجاً فلكياً، في حين هي ثلاثة عشر برجاً حيث أضيف برج "حواء" ليكون مكانه بين برجي "العقرب" و"الجدي"».
السيد "أسامة حربا" أمين رابطة الشبيبة في "سلمية" اعتبر أنه من المفيد جداً تقديم هذه المعلومات، وكذلك مشاهدة كوكب المشتري لجيل الشباب في سلمية، وأضاف: «كنا قد بدأنا يومنا هذا منذ الصباح وقد دعي العديد من الطلاب وشاهدوا من خلال القبة الفلكية الأجرام السماوية».
ومعلوم أن أنشطة الروابط الشبيبية يأتي احتفالاً بالذكرى الثانية والأربعين لتأسيس منظمة شبيبة الثورة، وهنا يتحدث السيد "حربا": «كان هناك عدة أنشطة منها تكريم الموسيقيين، كما وأجرينا في يوم الجمعة حملة نظافة في شوارع المدينة قام بها الطلاب».
من جهة أخرى التقينا المخترع السوري "هيثم المولي" الذي تحدث عن ضرورة وجود مرصد فلكي دائم في سلمية، وأضاف: «ما شهده الضيوف مشرفي هذا النشاط أثار دهشتهم، فما شاهدوه من إقبال منقطع النظير في حب الاطلاع أمر يدعو لمثل هذا الطلب، لا نطلب قبة فلكية فهي مكلفة جداً من الناحية المادية، ولكن بالإمكان تأمين جهاز "تليسكوب"، لدينا الكادر الإشرافي القادر على العمل فقط تنقصنا المعدات».
السيد "أحمد ساعاتي" عضو جمعية هواة الفلك السوريين تحدث عن القبة الفلكية وما يقدم فيها، فقال: «بإمكان الشخص الذي يدخل القبة أن يرى النجوم والكواكب من خلال جهاز الإسقاط الخاص، ومما يشاهده الداخل إلى هذه القبة حركة الأرض، ونشاهد المشتري هذا الكوكب الجميل مع أقمار "غاليلو غاليليه"، وقد لمسنا حباً في الدخول من قبل الحضور».
بدوره تحدث السيد "تمام علي" عن المعرض الطلابي الذي يقام في مدينة حماة بالتزامن مع مسيرة القرية الفلكية في مناطق عدة من المحافظة، ويضيف في هذا الشأن: «يضم المعرض الطلابي برامج أدبية، وأخرى برمجية، وكذلك أدوات تحكم صناعي، ومشاريع صناعية وخدمية، أضف إلى ذلك البرامج التي قام بتصميمها الطلاب أنفسهم».
من خلال ما تقدم نجد أن السعي جاد وحثيث في خلق جيل قادر على تخطي كل أشكال المعرفة المتوارثة بشكلها الخاطئ ووضع هذا الجيل على حقيقة ما يجري، وكيفية التحقق مما قيل، أو يقال. وهذه القبة الفلكية مثال حي على اكتشاف هذا الكون من حولنا، ليعرف الإنسان ومن خلال تلك اللحظات التي يعيشها، أي كون يحتوينا، وأي إنسان هو في هذا الكون الواسع، ويكفي ما يعانيه البعض عندما يسلم أمره لمنجّم يجعل من الرماد إنساناً ينطق، يبعد النحس، يرفع الأذى، يأتي بالغائب، ويقرب المحبوب؟!