عندما كان اللاعب "إياد مندو" يرفع الكؤوس مع ناديه "الكرامة"، لم يكن أحد يتوقع له العودة إلى ناديه الأم "الوثبة" الجار والخصم اللدود لسبب بسيط هو كونه أحد رموز النصر في نادي "الكرامة"، لكن اللاعب الأشقر أكدّ رغبته في العودة قبل أن يبلغ سن الاعتزال، هذا الانتقال لاقى جدلا واسعاً بين جماهير "الكرامة" و"الوثبة" بالأخص فيما يتعلق بجاهزيّة اللاعب الفنية والبدنية.
لمعرفة الكواليس التي رافقت عملية الانتقال موقع eHoms التقى اللاعب "إياد مندو" وقد تحدث بداية عن سر العودة فقال: «تمّ الاتفاق مع فريق الوثبة، بعد الجلوس مع رئيس النادي السيد "أحمد حجو الرفاعي"، لموسمين قادمين، وتمّ توقيع العقد مبدئياً، بانتظار النسخة الأساسية من اتحاد كرة القدم، مع العلم بأنّه بعد الموسمين لا أعرف ماذا سيكون القرار، رغم أنّي مبدئياً أفكّر في الاعتزال بعد ذلك، ولكن ربما يتغير ذلك».
وطموحنا أن نقدّم شيئاً للنادي لإكمال صورة إشراقات الكرامة في حمص لتليق باسم محافظة حمص
وأضاف أنّ أسباب عودته هي أولاً رغبة محبّي "الوثبة"، إضافة إلى وجود رئيس نادي "الوثبة" الذي له اليد الكبرى في العودة، ومن الأسباب أيضاً، يقول "مندو": «كشفي كان حراً من الكرامة، ولم يرفع كشفي هذا الموسم معهم، بقرار من الجهاز الفني والإداري، وهو قرار نحترمه، مع أنّني فوجئت به، واستغربت، ولم يعطوني توضيحات حول الموضوع».
من أكثر النقاط الساخنة في انتقال "المندو" ما تناقله الشارع الكروي في "حمص" حول إصابة اللاعب وقد تحدث عن هذه النقطة فقال: «نشر بعضهم أخباراً تقول بأنّي مصاب، وهي أخبار غير صحيحة أبداً، فالقضية أنه خلال السنتين الماضيتين أجريت عملية تنظير غضروف، وغبت على إثرها عن الفريق شهرين، وعدت إلى الملاعب وشاركت بالمباريات».
ويضيف لاعب وسط "الكرامة" السابق: «حتى إنني لعبت مباريات مهمّة، كنصف نهائي كأس الجمهورية (كانت التأويلات استمرت حول عدم رفع اسمه إلى كشوف الكرامة) الذي كنت أرغب في أنهاء مسيرتي الرياضية معه، وهو صاحب فضل كبير على مسيرتي الرياضية، كما نادييّ "الوثبة" و"الوحدة"».
وتابع قائلاً: «بكل تأكيد حزّ بنفسي ترك الكرامة بعد هذه الإنجازات الكبيرة مع الفريق، لكنني أحترم قرار الجهاز الفني والإداري، الذي حاولت أن أعرف منه الجواب الحقيقي لما حصل، إلا أنني لم أجد جواباً مقنعاً، وفي النهاية الله يوفق الفريق».
وعن موضوع الحساسية بين فريقي أبناء المدينة الواحدة، "الكرامة والوثبة"، أكّد "المندو" أنّ موضوع الحساسية موجود قبل قدومه إلى "الوثبة" بين فرق الجيران، «سأعمل لكسر حاجز الحساسية بين الفريقين وجمهورهم، لأنّ لجمهور الكرامة معزةً خاصة، وكذلك جمهورا الوثبة والوحدة».
وعن اختلاف الأجواء الحالية في نادي "الوثبة" مقارنة بما كان منذ حوالي سبع سنوات عندما كان "المندو" لاعبا في الفريق الأول أنذاك، أشار اللاعب إلى أنه خَرَجَ من "الوثبة" مع بداية الاحتراف، لكن الفريق حالياً دخل عصر الاحتراف، ويملك عناصر جيدة، ومدرباً خبيراً، ويريد الجميع منه أن يحقّق شيئاً للفريق، «وطموحنا أن نقدّم شيئاً للنادي لإكمال صورة إشراقات الكرامة في حمص لتليق باسم محافظة حمص».
وفيما يخصّ قرارات اتحاد كرة، ولا سيّما المتعلقة بعقود اللاعبين، أوضح لاعب "الوثبة" الجديد- القديم أنّ اتحاد الكرة الجديد اتّخذ عدّة قرارات مهمّة، ومنها أن يكون عقد اللاعب لثلاث مواسم مع الفريق، وهو لمصلحة الأندية من ناحية الاستقرار برأي "المندو"، «لكنّ موضوع عدم وجود مقدّمات العقود سيساعد على تحصيلها بطرق غير شرعية، لذا على اتحاد الكرة اتخاذ قرارات أخرى، لأنّ مقدّم العقد شيء أساسي في حياة اللاعب الرياضي في عالم الاحتراف».
عن طموح فريق "الوثبة" في بطولة الدوري، أوضح اللاعب أنّ العمل الأساسي للجهاز الفني والإداري في "الوثبة" هو الحصول على بطولة، سواء أكانت الكأس أم الدوري، «حقٌّ مشروع للفريق أن يحقق إنجازاً وبطولة لأول مرة في تاريخه، سواء هذا العام أم الأعوام القادمة، مع أنّ البطولة بحاجة إلى الصبر والمتابعة ومؤازرة الجميع». وأضاف قائلا: « أنّ الدوري القادم سيكون الأقوى منذ عدّة مواسم ماضيّة، والسبب أنّ جميع الفرق حضّرت نفسها بشكل جيّد، على العكس من الموسم الماضي، الذي حصل فيه تأخير في التحضير، فتوجد هذا العام فترة مناسبة لتحضير أيّ فريق، في ظلّ استقطاب لاعبين جيدين من قبل الأندية كلّها».
يذكر أن اللاعب "إياد مندو" من مواليد "حمص" /1978/، تدرج في فئات نادي "الوثبة" حتى فئة الرجال، ثم لعب لموسمين مع نادي "الوحدة" الدمشقي حقق بهما الدوري مرتين وبطولة الكأس مرة واحدة، ثم انتقل عام /2005/ لنادي "الكرامة" وحقق معه بطولة الدوري أربع مرات والكأس ثلاث مرات، كما لعب مع "الكرامة" نهائي دوري أبطال آسيا عام /2006/ ونهائي كأس الاتحاد الآسيوي عام/2009/.