"المليحة" البلدة المتربعة بأحضان "الغوطة الشرقية"، وبمساحة تتجاوز /2.000/ دونم، تحكي لنا قصة ريف دمشقي عمره ألف عام أو يزيد؛ المنطقة الواقعة شرقي مدينة "دمشق" يحدها إداريا منطقة "زبدين" من جهة الشرق، و"جسرين" من جهة الشمال، ومن الجنوب الشرقي "شبعا" ومن الجنوب الغربي بلدة "جرمانا".

موقع "eSyria" التقى بتاريخ 3/9/2010 مختار بلدة المليحة السيد "محمد نادر الجزار" ، الذي بدأ حدثه بلمحة عن تاريخها فيقول:

"عوّاد"، "العسسي"، "دغمش"، "الانكليزي"، "سلّاخو"، "الحموي"، "الحافي"، "دركزلي"..

«المليحة قديما كانت تسمى بـ "المنيحة"، وهي -في أصلها- مجموعة من البساتين والأراضي الخضراء، تقوم فيها زراعات عديدة يعتمد عليها السكان في تحقيق الاكتفاء، وقد كانت هذه الأراضي تسقى بفرع نهر بردى الذي يغذيها بأكملها».

المختار "محمد نادر الجزار"

بلغ عدد سكان المليحة في إحصاء عام /2009/؛ /36/ ألف نسمة موزعون على أحياء المليحة الثلاثة وهي حي "البلاط" وحي "العمادية" بالإضافة إلى حي "المليحة" الأساسي، وقد شهدت البلدة في العقود الثلاث الأخيرة تطورا عمرانيا وخدميا ملحوظا يحدثنا عنه "الجزار" فيقول:

«في البلدة /16/ مدرسة للحلقة الأولى والثانية، /2/ منها شرعيات، بالإضافة لـ /4/ مدارس قيد الانجاز، كما يوجد في المليحة مشفى الصفا للتوليد وآخر للأمراض العصبية، ويتم تجهيز مشفى "الشيخ سعد" الحكومي ليكون تحت الخدمة بنهاية هذا العام، وتحتوي المليحة مركز ثقافي، ونادي رياضي كامل من الدرجة الثانية، وملعب لكرة القدم».

"مشفى الصفا"

ويضيف "الجزار": «على الرغم من التطور العمراني وتزايد السكان؛ فما تزال الأراضي الزراعية تحتل مكانا واسعا، فالمليحة لها محصولها من الأشجار المثمرة من "المشمش" بأنواعه، و"التوت"، و"الخوخ"، و"الدراق"، و"الكرز"، و"الجوز"، بالإضافة لبعض أنواع الزهور».

"المليحة" كباقي بلدات وأحياء دمشق وريفها؛ لا تخلو أبدا من عائلاتها الأصلية التي سكنتها من مئات السنين؛ من تلك العائلات التي ذكرها المختار: «"عوّاد"، "العسسي"، "دغمش"، "الانكليزي"، "سلّاخو"، "الحموي"، "الحافي"، "دركزلي"..».

"الصرح التذكاري"

ويعتبر سكان بلدة "المليحة" أن لهجتهم وعاداتهم وتقاليدهم هي امتداد للمدينة فالسيد "نادر عباس" /77/ عاما -من سكان "البلدة" - يتحدث عن ذلك بقوله:

«الكثير من أهالي المليحة يعملون منذ زمن في المدينة، وهذا ما كسر الحاجز بينها وبين هذا الريف، فأكثر عائلات المليحة زوجاتهم من المدينة كعائلات "البارودي"، "الساروجي"، "شرف"، كما أن سعر السكن المتوسط هنا دفع العديد من الشبان من أبناء المدينة للسكن في البلدة، وقد شجعهم على ذلك الخدمات الجيدة، ونسبة التعليم العالية، والسمعة الطيبة "للمليحانية"».

عن جودة التعليم الذي يتلقاه أبناء البلدة يقول الجزار: «أثبتت المدارس عندنا جدارتها، وكسبت ثقة الاهل بالنتائج ونسب النجاح التي حققتها في الشهادتين وغيرها..، وقد كنت ممن نقل ابني من إحدى مدارس المدينة إلى المليحة».

كما تشهد "المليحة" مؤخرا حملات نظافة متزامنة مع كون عام /2010/ "عام البيئة النظيفة" في محافظة "ريف دمشق" يحدثنا عن هذه الحملات طبيب العيون السيد "اياد دغموش" احد المشاركين فيقول:

«بدأنا بالحملة بشكل طوعي، وقد بدأت بمساهمة حوالي /20/ شابا من الأطباء والمهندسين ومثقفي المليحة، وحملنا المكانس مع المختار ورئيس البلدية وصرنا ننظف في الأحياء والحارات كل يوم جمعة، حتى تعاون معنا الأهالي، وعملنا على دعم حملة النظافة بمستلزماتها من الإعلانات الطرقية في المدينة إلى حملة التوعية التي أثمرت ببلدة نظيفة كما يلاحظ الجميع».

ويلحق "بالمليحة" خدميا حي "الدخانية" الواقع على الطريق الواصل بين منطقتي "باب شرقي" وبلدة "المليحة"، كما تضم المليحة معالم بارزة، يذكر منها مقام الصحابي الجليل "سعد بن عبادة الانصاري"، بالاضافة الى "صرح تذكاري" قد تم تشييده بُعيد مدخل البلدة، و كتب عليه بعض أسماء ثوار الغوطة الذين حاربو الاحتلال الفرنسي.