كان اسمها الأميرة "أولغا" وهي ابنة ملك "سيع". و"سيع" هي كلمة تطلق على المنطقة الجبلية التي تقع إلى الجنوب الشرقي من بلدة "قنوات" المشهورة بأوابدها الأثرية، ولأن الشتاء قارس فيها، فما كان من والدها "إلا أن بنى لها قرية تحمل اسمها تنزل إليها في فصل الشتاء، فكانت الأميرة "أولغا" تصطاف في "سيع"، لتنزل شتاء إلى قريتها "أولغا"، والتي أصبح اسمها في الوقت الحالي "ولغا".
على بعد خمسة كيلومترات إلى الغرب الشمالي من مدينة "السويداء" تتربع قرية "ولغا" بهدوئها وجمالها، أراضيها ترتفع كلما اتجهت شرقاً لتلاقي أرض "السويداء" الغربية.
تبلغ مساحة المخطط التنظيمي في القرية 203 هكتارات، وعدد سكانها 2207 نسمات، القرية مخدمة بالكامل بشبكة كهرباء وماء وهاتف، ويوجد فيها شبكة صرف صحي تخدم 60% من السكان، كما يوجد فيها أيضاً مدرسة ابتدائية حلقة أولى، وروضة أطفال تتبع للوحدة النسائية في القرية، ووحدة ارشادية زراعية وجمعية فلاحية وشعبة الهلال الأحمر ومركز هاتف آلي، ومديرية الموارد المائية ومديرية النقل، ومدرسة خاصة لتعليم قيادة السيارات
موقع eSuweda زار قرية "ولغا" للتعرف على أبرز ما تتميز به من معالم أثرية وحضارية، والتقى عدداً من سكانها:
السيد "تيسير المحيثاوي" قال: «تمتاز قرية "ولغا" بمناخ جميل وتربة خصبة بسبب وفرة ينابيعها وكثرتها، حيث يتجاوز عددها عشرة عيون ومن أسمائها: عين الرقب كانت تستخدم للشرب قديماً، عين أبو الحسن، عين الرجال، عين الباطي، عين القصور، عين السد، عين البصة.
تبلغ مساحة القرية 14 ألف هكتار، يحيط بها واديان اثنان، "وادي الذئب" جنوباً ويسمى أيضاً وادي الذهب دليلاً على الخير الذي يصحبه جريان الوادي وأثره على الزراعة والمواسم، و"وادي الغُدر" من الشمال ويميل باتجاه الغرب وينبع من قرية "عتيل"».
الشيخ "سميح الريشة" تحدث عن الواقع الزراعي في القرية، قائلاً: «تبلغ مساحة الأراضي القابلة للاستثمار في القرية 945 هكتاراً، مستثمر منها 765 هكتاراً وغير المستثمرة 180 هكتاراً، وهناك أراض غير قابلة للاستثمار تبلغ مساحتها 451 هكتاراً.
بالنسبة للزراعات أهم المحاصيل الحقلية التي تزرع في القرية هي القمح والشعير والحمص على مساحة 746 هكتاراً.
أما فيما يتعلق بالأشجار المثمرة فأهمها الزيتون حيث يبلغ عدد أشجار الزيتون في القرية 13970 شجرة، منها ما هو مثمر وعدده 12307 شجرات على مساحة 114.2 هكتاراً، وهي زراعة بعلية.
أما الزيتون المروي فيزرع على مساحة 13.3 هكتاراً، وعدد أشجار الزيتون المروي 1465 شجرة وجميعها مثمرة، زراعة الزيتون في القرية قديمة جداً بدليل وجود شجرة زيتون معمرة يزيد عمرها على 800 عام، وهي فارغة من الساق متشعبة الأغصان، يرتادها الناس في هذه الأيام ليتباركوا بها ويضيئون الشموع عند جذعها عسى الله يستجيب لدعواتهم ويحقق أمنياتهم.
يوجد أيضاً زراعة بعلية لأشجار العنب حيث يبلغ عددها 2259 شجرة على مساحة مقدارها 1.1 هكتار، وجميعها مثمرة، وعدد أشجار التين 523 شجرة، والفستق الحلبي 1050 شجرة على مساحة 3.6 هكتارات، المثمر منها 50 شجرة فقط.
تقع القرية ضمن منطقة الاستقرار الأولى حيث يمنع فيها الرعي، لذلك نجد السكان يعتمدون في الإنتاج الحيواني على تربية الأبقار فقط، بالإضافة إلى النحل، حيث يوجد في القرية 39 خلية نحل تنتج الخلية الواحدة 4 كغ من العسل سنوياً، أما عن الآبار في القرية فيبلغ عدد الآبار تسعة آبار وجميعها سطحية».
البلدة القديمة في القرية تقع فوق تلة صغيرة، وهي الآن مخبأة بالبيوت الجديدة، حيث تحدث الشيخ "زيد جنيد" عن أبرز معالم القرية الأثرية: «من أبرز معالم "ولغا" الأثرية سور كبير يحيط بها من الغرب باتجاه الجنوب كالهلال بطول 1300 متر تقريباً، بيوتها القديمة هي حالياً مهجورة وقد هجرها سكانها لصعوبة وصول الخدمات إليها من مياه وطرق.
وقد ورد في الجزء الثاني من كتاب الدكتور "علي أبو عساف"، ترجمة للكتابات التي وجدت منقوشة على حجارة القرية وهي قليلة جداً، الأولى وتحمل الرقم 2410 وقد رقمت وفق ما رقمت عليه النصوص في محافظة "السويداء": كتابة على حجر في جدار باحة، تشير الكتابة إلى عبادة الربة أثينا.
ورقم 2411: موجودة في باكية، ولكنها مشوهة».
رئيس البلدية الأستاذ "وائل أبو حسين" تحدث عن الجانب الخدمي في القرية قائلاً: «تبلغ مساحة المخطط التنظيمي في القرية 203 هكتارات، وعدد سكانها 2207 نسمات، القرية مخدمة بالكامل بشبكة كهرباء وماء وهاتف، ويوجد فيها شبكة صرف صحي تخدم 60% من السكان، كما يوجد فيها أيضاً مدرسة ابتدائية حلقة أولى، وروضة أطفال تتبع للوحدة النسائية في القرية، ووحدة ارشادية زراعية وجمعية فلاحية وشعبة الهلال الأحمر ومركز هاتف آلي، ومديرية الموارد المائية ومديرية النقل، ومدرسة خاصة لتعليم قيادة السيارات».
وعن أعمال البلدية أضاف: «في عام 2010 نفذنا ثلاثة طرق من مواد بقايا مقالع، وتوسيع مدخل القرية من جهة "السويداء" بمسافة 300 متر مع جزيرة وسطية منصفة بقيمة 700 ألف ليرة سورية، كما نفذنا مشروع نقل التوتر إلى الجزيرة المنصفة بقيمة مليون وستمئة ألف ليرة، وأعلنا عن مشروع صرف صحي بقيمة مليون وأربعمئة ألف ليرة.
بالإضافة إلى تنفيذ أعمال الصيانة لقنوات الري ضمن المخطط التنظيمي، وصيانة مصالح مياه الأمطار، وخدمات النظافة وإعطاء رخص بناء للمواطنين.
وتقتصر صعوبات العمل على تنفيذ الطرق وهذه الصعوبات متعلقة بالاستملاك وتوافر الاعتماد اللازم للاستملاك، كما يوجد في القرية مشروع استثماري لإقامة مدينة السلام السياحية، علماً بأن "ولغا" قد صنفت قرية سياحية».