تعددت الأصناف والاستخدامات، والفصيلة هي ذاتها "الصنوبرية"، فهذه الأشجار دائمة الخضرة تنفرد بمزايا لا توفرها أيّ من أنواع الأشجار الحراجية، سواء بثمارها أو زيت جذوعها، بالإضافة إلى فوائدها البيئية، ومنها منع انجراف التربة، ودورها في زيادة كميات الأمطار، بحسب تحليل الباحثين.

أوراق إبرية وخضرة دائمة، وهي سمات تشمل "الأرز اللبناني، الشوح والصنوبر"؛ التي تعدّ من أهمّ أنواع "الفصيلة الصنوبرية" في محافظة "طرطوس"، وبالنسبة للصنوبر، فأهمّ أنواعه المحلية، "الحلبي"، "البروتي" الذي يشكل مساحات واسعة، و"الثمري" الذي أثبت إنتاجيته الجيدة؛ وغيرها من الأنواع المدخلة بكميات قليلة.

هناك أنواع قليلة جداً من الصنوبر الذي يتجدد بعد الحرق أو القطع، لكنها غير موجودة في سورية

وهذه الأنواع الثلاثة الرئيسية في محافظة "طرطوس"، لا تشمل جميع أنواعه، بحسب المهندس "حسن صالح" رئيس "دائرة الحراج"، الذي قال: «هناك أنواع قليلة جداً من الصنوبر الذي يتجدد بعد الحرق أو القطع، لكنها غير موجودة في سورية».

المهندس "حسن صالح"

وتابع مذكراً بدور أشجار الصنوبر في مواجهة التعديات على الحراج في إحدى فترات التحريج، مبيناً أنّ الصنوبريات أصبحت تشكل نسبة النصف من الحراج تقريباً: «كان للصنوبريات أثراً هاماً في إحدى مراحل الحراج، والمساهمة في بقائها، منذ حوالي خمسة وعشرين عاماً، فأثناء مراحل التعديات الكبيرة التي ذهب إثرها الكثير من الحراج من جميع محافظات القطر، وبحسب العرف السائد؛ كان الناس يعتبرون الصنوبر المزروع من قبل الدولة خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه بسبب تكاليفه، في حين يعتبرون الاستفادة من الحراج الطبيعية مسموحة، مع أنّ القانون ينطبق عليها جميعها».

ومن "دائرة زراعة القدموس" يقول المهندس "خضر أحمد" رئيس "شعبة الحراج"، عن مواقع "الصنوبر الثمري" في المنطقة: «تتواجد أشجار "الصنوبر الثمري" في المواقع التالية: "غابة المشفى، الغرزية قرب قرية الشعرة، ضهر المدايا، ضهر بارياح"، وتقوم "شعبة الحراج" بجمع أكواز "الصنوبر الثمري" في فترة النضج، التي تمتد غالباً حتى أوائل الربيع، أما بقية الأنواع فيتم جمع أكوازها بحسب حاجة المشاتل».

المهندس "خضر أحمد"

أنواع الصنوبر في المحافظة، شرحت عنها المهندسة "هبة سلهب" من "شعبة التنوع الحيوي"، واقترحت زيارة حديقة "الباسل" للحصول على صور أفضل لأشجاره: «في محافظة "طرطوس" توجد ثلاثة أنواع رئيسية للصنوبر وهي: "البروتي، الثمري والحلبي"، كما توجد بعض الأنواع المدخلة بكميات قليلة، مثل "الشعاعي والكناري" في أماكن متفرقة، مثل "جبل النبي متى وغابة بارمايا"».

"الصنوبر الثمري" هو من الأنواع المدخلة إلى المحافظة، فهو يوجد في أماكن مختلفة وينتج في مشاتل المديرية، كما أنه النوع الوحيد المستثمر ثمرياً، أما عن بقية الأنواع فتضيف: «يوجد "الصنوبر البروتي" طبيعياً في "غابة تلة" في منطقة "الشيخ بدر"، و"غابة قنية" في منطقة "القدموس"، وبشكل تحريج اصطناعي في العديد من المواقع في المحافظة، أما "الصنوبر الحلبي" فيوجد طبيعياً في "غابة سرستان، غابة تيشور، غابة الجوبة" وقرب قرية "بيت الميسرة" في منطقة "القدموس"، وفي أماكن متفرقة من المحافظة بشكل تحريج اصطناعي».

أشجار "صنوبر ثمري" في "غابة المشفى"

عملية قطاف أكواز الصنوبر، غير كافية للاستفادة منها، وربما هي الحكمة التي تقدمها الشجرة، لتكون تلك البذور من نصيب من يبذل العناء في سبيلها، كما تبين المهندسة "هبة": «من أجل الاستفادة من ثمار "الصنوبر الثمري"؛ تقطف المخاريط عند نضجها وقبل بدء تفتح الحراشف، وأفضل الطرق وأسهلها لفتح حراشف الثمار والحصول على بذورها؛ هي تعريضها للشمس أو لمصدر حراري».

وبحسب "علاء مصطفى" أحد تجار الجملة في سوق "المشبكة": «سعر الكيلوغرام من بذور الصنوبر 1500 ليرة سورية بالجملة، ويباع بالمفرق في باقي المحلات بحوالي 1700 ليرة، وسبب هذا السعر هو قلة كمياته، بالإضافة إلى صعوبة انتزاع بذوره من جوف الثمار، وأهمّ استخداماته المعروفة في مجال الطبخ، كما يستخدم بذوره بعض العطارين لاستخراج زيته».

وبحسب "جمعية حماية الطبيعة" في مقالة نشرتها عن الصنوبر الثمري: «ورد وصف الصنوبر في الطب الحديث بأنه مفيد لأمراض الصدر، مكافحة السعال، كما يمكن استخدام منقوع براعم شجره كشراب لعلاج الرشح، النزلات الصدرية، وجميع مشاكل مجاري التنفس».

وتضيف الجمعية في موقعها الإلكتروني عن الصنوبر في الغذاء والصناعة: «استخدم القدماء الصنوبر لاستخراج دقيق الخبز، والزيت من بذوره، والذي يستخدم في مجالات متعددة في الطب، منها مكافحة الالتهابات والأورام. كما تستخدم بعض أنواع زيوته في الصناعات، وفي الطب مطهراً، ويستعمل موضعياً في طب الأسنان لوقف النزيف بعد قلع الأضراس، بالإضافة إلى أهمية بذور الصنوبر في صناعة الحلويات، وفي الطبخ كأحد أنواع التوابل الهامة للزينة وتحسين النكهة والمذاق».