"المعقيلة" الأداة التراثية القديمة التي تقود قافلة من الجمال المحملة بإدارة شخص واحد، أي إنها أفضل إدارة بأقل التكاليف، ولدت من طبيعة الصحراء لتبديد المسافات البعيدة، وسهولة نقل حاجيات ومستلزمات من المؤن والبضائع، من بلدان تبعد مئات الكيلو مترات على ظهور الإبل.
ولمزيد من المعلومات حول "المعقيلة" قام موقع eSwueda بزيارة السيد "معضاد أبو خير" في قرية "أم الرمان" الذي يملك العديد من الأدوات التراثية القديمة وتحدث قائلاً: «هي أداة قديمة لم نعرف متى وجدت بتاريخ صنعها إنما علمت من والدي المرحوم "يونس أبو خير" الذي في حينها كان قد تجاوز العقد الثامن ونيف من العمر، أن "المعقيلة" وجدت في زمن احتاج الناس فيه إلى رحل وترحال بين مناطق البادية ولكون قريتنا "أم الرمان" يتخلل حدودها مناطق واسعة من البادية فقد اهتم الناس بها لقلة تكاليفها ولا تحتاج إلى عدد من العمال، والذي يستخدمها يقود قافلة كاملة، أي شخص واحد مهما كان عدد الجمال وحمولتها، وهناك أمثلة شعبية ولدت من خلال "المعقيلة" كأن يقال: "تبقى في رجله معقيلة ليجر باقي العيلة، أي الأسرة" والمقصود فيها أن هذه الأداة تحزم الجميع وتقودهم إلى مكان واحد».
هي أداة قديمة لم نعرف متى وجدت بتاريخ صنعها إنما علمت من والدي المرحوم "يونس أبو خير" الذي في حينها كان قد تجاوز العقد الثامن ونيف من العمر، أن "المعقيلة" وجدت في زمن احتاج الناس فيه إلى رحل وترحال بين مناطق البادية ولكون قريتنا "أم الرمان" يتخلل حدودها مناطق واسعة من البادية فقد اهتم الناس بها لقلة تكاليفها ولا تحتاج إلى عدد من العمال، والذي يستخدمها يقود قافلة كاملة، أي شخص واحد مهما كان عدد الجمال وحمولتها، وهناك أمثلة شعبية ولدت من خلال "المعقيلة" كأن يقال: "تبقى في رجله معقيلة ليجر باقي العيلة، أي الأسرة" والمقصود فيها أن هذه الأداة تحزم الجميع وتقودهم إلى مكان واحد
وعن طريقة استعمالها ومكوناتها تابع "معضاد أبو خير" قائلاً: «هي عبارة عن قطعة خشبية معقوفة على شكل7، وهي مصنوعة حصراً من شجر السنديان، أو البلوط، أو البطم، أي من الأشجار المعمرة التي خاضت مع الزمن والتي يتمتع خشبها بالصلابة، لدى ساعدها الأعلى دائرة نافرة وسميكة تمنع انزلاق الحبل وهي تستخدم لتثبيت الحبل وفي منتصف شكل 7 تدهن وتطلى بمواد زيتية تجعل طبيعتها ملساء وناعمة، لتمرير الحبل فيها وربط الأحزمة من جهات مختلفة، ووصلها بالحمولة الخلفية، وكذلك الحمولة التي قبلها وبعدها، وهكذا دواليك ليتم ربط كامل قطيع القافلة، أما استعمالاتها فقد كان الأهل والأجداد ينقلون الحطب والقش والمحصول من أماكن بعيدة إلى القرى والمنازل، والحمولة متعددة لا تقتصر فقط على المحاصيل بل ربما أدوات المنزل، فهذه الأداة تعمل على تمتين الحمولة والحفاظ على توازنها على ظهور الخيول والجمال، ويستطيع نقل تلك الحمولة لمسافات طويلة جداً دون الخشية عليها من التحطيم أو إرباك بعملية النقل، قد تكون أداة بسيطة الصنع لكن فكرتها تنم عن طبيعة الإنسان الذي أبدعها ليخفف عن نفسه متاعب وشقاء النقل».
وعن تسميتها لغوياً وسبب وجودها أوضح الأستاذ "فاضل عماد" المجاز باللغة العربية قائلاً: «من المعروف أن لغة الصحراء هي اللغة الأم في الإعراب، ومفردات اللغة تأتي من نظام اجتماعي وتداول الناس لها من مطابقة للهجاتها كلها، إذ يعود تسمية "المعقيلة" من فعل عقل، يعقل، معقالاً، وقيل: "اعقل وتوكل"، وتلك التسمية هي وليدة الصحراء والبادية وتاريخها موغل في القدم، لأنها ناتجة عن استمرار حياة قبائل عربية ولعصور كانت الأدوات التقليدية هي المتداولة، خاصة التي يكثر فيها زراعة أشجار السنديان والبطم، فقد عمد الإنسان العربي بفطرته للاستفادة من مكونات الطبيعية وجعلها في خدمته، ولهذا نرى في المتاحف القديمة الكثير من العدد والأدوات التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، ربما وجدت مع وجود الإنسان القديم».
وبين المعمر "اسماعيل الجمال" الذي ناف عن العقد الثامن، أن "المعقيلة" استخدمها القدماء بهدف توفير العمل والطاقة العمالية بقوله: «كنا قديماً نسير من قريتنا إلى الأراضي التي نزرعها مسافة تقدر بمسير يوم كامل، وفي نهاية الموسم الحصاد نجمع الغلة والتي تقدر بأحمال متفرقة من بقايا المحاصيل والحبوب وغيرها، تلك الحمولة تحتاج على وسيلة نقل فإذا لم نستطع تمكينها على المسافة البعيدة نفقد القسم الأكبر منها، إنما باستخدام "المعقيلة" كنا نحمل حمولات كثيرة لمجموعة من الفلاحين وكل منا يقود خيوله أو جماله، ونحن على يقين أنها ستصل سالمة غير منقوصة الكمية، بفضل "المعقيلة" التي نحزم بها الحمولة ونعقل بعضها مع بعض، وشخص وحيد يسير بها على خط واحد حتى نصل، "فالمعقيلة" ساهمت في توفير العمل وعدد العمال والأمان على الأحزمة والأمتعة والإنتاج السنوي لنا».