بهدف تطوير مدينة "دمشق القديمة" وإعادة ترميم منازلها الأثرية، تم التوقيع على اتفاقية إطلاق صندوق إعادة تأهيل الأبنية في مدينة "دمشق القديمة" وذلك في مديرية المدينة القديمة "قصر الثقافة"- "مكتب عنبر" بتاريخ 13/1/2010.

عدد من الجهات الحكومية وغير الحكومية والدولية تشارك في تنفيذ الاتفاقية وهي محافظة "دمشق" ومصرف التوفير السوري ومؤسسة التمويل الصغير الأولى في سورية ومنظمة GTZ الوكالة الألمانية للتعاون الفني وCIM مركز الهجرة الدولي الألماني وDED منظمة خدمات التنمية الألمانية وبمساهمة من KFW صندوق إعادة الإعمار الألماني وذلك من خلال برنامج التنمية العمرانية المستدامة- مشروع تأهيل مدينة "دمشق القديمة".

إن صندوق إعادة التأهيل هو واحد من سبل عدة تنتجها الوكالة لتحقيق الترميم للمدينة القديمة ونحن سعيدون بأن محافظة دمشق قررت اتباع المقاربة التي يتبعها الصندوق والتي جرى اختبارها بنجاح في أنحاء أخرى بالعالم

وأكد الدكتور "بشر الصبان" محافظ "دمشق" أن المحافظة ستقوم بتقديم كل الدعم اللازم لإنجاح هذا المشروع في "المدينة القديمة" وكل المواقع الأثرية: «من أحد جهود الاتفاقية الموقعة بين سورية وجمهورية ألمانيا الاتحادية عام 2006 تقديم الدعم والحفاظ على مدينة "دمشق القديمة"، ومن خلال الموجهّات والاستراتيجيات والرؤى الخاصة على مستوى محافظة دمشق بإعادة تأهيل وتطوير المباني الخاصة في "دمشق" عموماً و"دمشق القديمة" خصوصاً، بدأنا بإعادة التأهيل للمباني القديمة والمحلات التجارية، إضافة لتأهيل البنى التحتية كاملة، لتستطيع أن تستقبل حركة اقتصادية وسياحية واجتماعية أكبر».

من حفل التوقيع

يهدف صندوق إعادة التأهيل إلى تزويد سكان "مدينة دمشق القديمة" بإمكانية الحصول على التمويل اللازم من أجل إتمام عملية الترميم أو التجديد والمساعدة في تنفيذ المشاريع من خلال الوحدة الاستشارية لإعادة التأهيل في محافظة دمشق، وذلك ابتداءً من مراحل التقدم للحصول على التراخيص اللازمة للترميم الجديد وانتهاء بالمساعدة الفنية، وعن ذلك تحدث عضو المكتب التنفيذي لمحافظة دمشق "بسام جيرودية": «لدينا مجموعة برامج لترميم السبلان والخانات إضافة لصندوق إعادة التأهيل الموجه بشكل أساسي للسكان المقيمين ولا يزالون مقيمين في "دمشق القديمة"، ثم تأسيس وحدة استشارية لتقديم خدمات فنية بشكل مجاني، تقوم بتوضيح المطلوب وتحديد التكاليف من أجل فتح القرض، وهذا الصندوق سيغطي الفوائد أي سيتم منح القروض بدون احتساب أي فوائد، وستقدم حوافز للذين يلتزمون بتسديد القرض بالوقت المطلوب ويمكن أن تصل إلى 10% من قيمة القرض».

موقع eSyria التقى مديرة مشروع إعادة التأهيل المهندسة "ريغيينا كالماير" حيث قالت: «يركز القرض المقدم من قبل محافظة دمشق على الإنسان بالدرجة الأولى، لأن السكان بمدينة "دمشق القديمة" هم العنصر الأهم، والمعروف أن ترميم المنازل الأثرية والتاريخية أصعب من ترميم الطرقات والشوارع لذلك ساعدنا في تأسيس الوحدة الاستشارية لتقييم الحالة الراهنة لكل السكان الذين يتقدمون بطلبات للقروض من أجل التأكد أن المال الموجه لعملية الترميم سوف يصرف ضمن شروط ومعايير "المدينة القديمة" المدروسة والمعدة سلفاً».

الدكتور بشر الصبان

كما قال "مجدي المنشاوي" المدير الإقليمي لمنظمة GTZ في سورية: «إن صندوق إعادة التأهيل هو واحد من سبل عدة تنتجها الوكالة لتحقيق الترميم للمدينة القديمة ونحن سعيدون بأن محافظة دمشق قررت اتباع المقاربة التي يتبعها الصندوق والتي جرى اختبارها بنجاح في أنحاء أخرى بالعالم».

أما مؤسسة التمويل الصغير الأولى في سورية وهي إحدى مبادرات شبكة الآغا خان للتنمية تحدث "محمد سيفو" الممثل المقيم لشبكة الآغا خان للتنمية في سورية عن دعم المؤسسة للمشروع في "دمشق": «لا تقتصر مشاركتنا في المبادرة من خلال إدارة التمويل المخصص ومنح القروض للمستفيدين لترميم البيوت في "المدينة القديمة" فقط، بل ستساهم المبادرة في تعزيز مشاريع أخرى تقوم بها شبكة الآغا خان للتنمية في ترميم عدد من المباني القديمة في "دمشق" كبيت "نظام" و"القوتلي" و"سباعي"، إضافة إلى أن الشبكة قامت بمشاريع ترميمية وتنموية في "حلب القديمة"، ونأمل أن يكون صندوق إعادة التأهيل لأبنية "دمشق القديمة" بداية خطوات لتنمية اجتماعية متكاملة تبدأ بالبيت وتنتهي بالإنسان».

مديرة مشروع إعادة التاهيل

كما تحدثنا إلى "إيمان سمارة" رئيسة الوحدة الاستشارية بمديرية مدينة دمشق القديمة حيث قالت: «الهم الكبير للوحدة الاستشارية هو الترميم الصحيح، وهذا القرض المقدم لسكان مدينة "دمشق القديمة" مشروط بالترميم الصحيح، وستقدم الوحدة الاستشارية المساعدة الفنية، فنحن بمساعدة خبراء من GTZ سنزور البيوت ونقدم الاستشارات ونكتب تقارير مفصلة نرفقها بكشوف تقديرية للمصرف».