ملعب "خالد بن الوليد" لم يعد مجرد أرضية للعب كرة القدم في المدينة التي اشتهر سكانها بعشقهم لهذه اللعبة، بل أصبح ركنا أساسيا في "حمص"، وأحد أشهر رموزها الرياضية لارتباطه بالانتصارات التي حققها نادي "الكرامة" سواء المحلية منها أم الآسيوية.
وهو الملعب المشترك بين "الكرامة" و"الوثبة" التي تعد من الأندية العريقة في سورية، لكن المنطقة التي يوجد فيها الملعب ضمن حي "الغوطة" حملت اسماً قد يبدو غريباً، وهو لا يزال متداولاً لدى الأجيال السابقة واللاعبين القدامى، وليس له علاقة بكرة القدم، وهو "جورة أبو صابون".
لأنه كان يخطف قطع الصابون من حدائق الدور قرب مناهل المياه، ومن قرب الغسالات على ضفاف الأنهار، فقطعة الصابون التي كان يخالها شيئاً يؤكل كانت تعلق بمنقاره فيضطر للطيران بها حتى يتخلص منها فسمي "أبو صابون"
يتحدث الباحث التاريخي المهندس "نهاد سمعان" لموقع eHoms معللاً سبب التسمية بقوله: «إن أهل "حمص" القدامى كانوا يطلقون على طائر "القاق" اسم "أبو صابون"، وسميت تلك المنطقة "بجورة أبو صابون" نظراً لكثرة تواجد أسراب "القاق" فيها، لأن البلدية كانت ترمي جيف الحيوانات النافقة هناك و"القاق" طائر لاحم يأكل الجيف، فتراه هناك بأسراب كبيرة يقفز فوق الجيف ويقتات منها».
أما عن سبب تسمية طائر "القاق" "بأبي صابون" يقول المهندس "سمعان": «لأنه كان يخطف قطع الصابون من حدائق الدور قرب مناهل المياه، ومن قرب الغسالات على ضفاف الأنهار، فقطعة الصابون التي كان يخالها شيئاً يؤكل كانت تعلق بمنقاره فيضطر للطيران بها حتى يتخلص منها فسمي "أبو صابون"».
حمل الملعب عند إنشائه اسم الصحابي الجليل "خالد ابن الوليد" الذي يرقد في "حمص"، وتُكنى المدينة به فتعرف بمدينة "ابن الوليد"، أما تاريخ إنشاء الملعب الذي يطلق عليه اسم "البلدي" أيضاً، فيعود لعام /1960/ من قبل مجلس المدينة آنذاك، حيث بدأ بأرضية ترابية ولم ترتفع المدرجات به حتى عام /1967/-حسب الوثائق الموجودة في مديرية المنشآت "بحمص"- فبنيت المنصة الرئيسية التي تتسع لألفي متفرج.
و-حسب الوثائق المذكورة- التي أفادنا بها المهندس "بسام مهيني" مدير المنشآت الرياضية بحمص" تم في عام /1980/ التعاقد مع شركة "الإنشاءات العسكرية" لإكمال الملعب، فرفعت المدرجات، وتم تغيير أرضيته الترابية بأرضية من "التارتان"، مع ارتفاع أربعة أبراج إنارة، فأصبح الملعب يتسع لاثني عشرة ألف متفرج بكافة مدرجاته، وتم بناء أكثر من عشر صالات للألعاب الرياضية المختلفة.
لكن الأرضية "التارتانية" أصابت اللاعبين بالكثير من الإصابات أثناء اللعب عليها، وكان الجميع يشتكي منها، فجاء مشروع تغيير أرضية الملعب مترافقاً مع توسيع المدرجات حيث أزيل "التارتان" عام /2002/ وفرش الملعب بالعشب الطبيعي من قبل شركة "عضومية" المتخصصة في هذا المجال، وتم توسيع المدرجات بواقع ست درجات، فأصبحت قادرة على استيعاب ثلاثين ألف متفرج، كما شملت عملية التوسع تجهيز عددٍ من الصالات والقاعات الحضارية، لتصبح جورة "أبو صابون" القديمة، ملعباً دولياً يوصف بدرة الملاعب، ليس في سورية فحسب بل على مستوى قارة آسيا، وليصبح ملعب "خالد بن الوليد" أحد المعالم التي يزورها السائح في "حمص" نتيجة الشهرة الكبيرة التي حققها نادي "الكرامة" للملعب وللمدينة، بعد مشاركته في دوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي للأندية.
تجدر الإشارة أن منطقة الملعب تضم حالياً عدداً من المطاعم الحديثة والمقاهي المنتشرة على الرصيف الموازي للملعب، يقصدها جيل الشباب بشكل كبير، خصوصاً في فصل الصيف.