استناداً إلى رواية "الهدنة" للروائي الأرغواياني "ماريو بيندتي" قام السيناريست "رامي الطويل" برسم الخطوط الرئيسية لعمله التلفزيوني الذي يحمل عنوان "الهروب" مستمداً مجموعة من الذرا الدرامية التي تجمعها عوالم جديدة لم تكن موجودة في الرواية.
حيث قال "الطويل" لموقع eSyria إنه استفاد من رواية "بيندتي" وبنى عليها باتجاهات درامية جديدة، وتفاصيل تنتمي لواقعنا السوري مع المحافظة قدر الإمكان على أن يكون هذا العمل محلياً بامتياز إضافة إلى كون جميع الأحداث مترابطة مع بعضها عبر حبكات جديدة أكثر ما يميزها هو التركيز على البعد النفسي والإنساني.
أرى أن نص الهروب تمت كتابته باقتدار شديد وحساسية عالية، فهو يحتوي على الكثير من المشاعر الإنسانية التي تقترب من روحي كمخرج، فضلاً عن أنه يتضمن كثافة درامية عالية فهو مملوء بالتفاصيل الجميلة، وتصب في خضم الأحداث الدرامية وتأتي معززة لها
وأشار المؤلف إلى أن عنوان المسلسل قد يتغير إلى "خارج الدائرة" بعد الانتهاء من التصوير والعمليات الفنية الأخرى، حيث إنه لم يتم الاستقرار على اسم "الهروب" ولاسيما أن معظم أحداث المسلسل تدور مع بداية ثورة الاتصالات الأخيرة، وقبل أن يكون جهاز الهاتف النقال بمتناول الجميع، وخلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز السنة الواحدة، وهذا ما استدعى تكثيفاً كبيراً من الناحية الدرامية، كما أوضح مؤلف العمل.
ويرصد المسلسل مجموعة من التحولات التي يعيشها أبطال العمل تحت وطأة الزمن الدائري الذي تتحرك شخصيات العمل داخله، متأثرة بالعديد من الضغوط الاجتماعية والمعاشية والنفسية، التي ترخي بثقلها على واقع تنسحب منه المشاعر الإنسانية العميقة والسامية، لتكون حبيسة الطبقات الخلفية من الروح، بانتظار اللحظة التي تتيح لها الانبعاث والتوقد ليعود الزمن من جديد بطلاً حقيقياً وأوحداً يحكم مصائر الشخصيات.
ويخرج هذا العمل الاجتماعي المعاصر الذي هو باكورة أعمال مديرية الإنتاج في التلفزيون العربي السوري لهذا العام المخرج "ثائر موسى" الذي قال عن طريقة كتابة هذا النص: «أرى أن نص الهروب تمت كتابته باقتدار شديد وحساسية عالية، فهو يحتوي على الكثير من المشاعر الإنسانية التي تقترب من روحي كمخرج، فضلاً عن أنه يتضمن كثافة درامية عالية فهو مملوء بالتفاصيل الجميلة، وتصب في خضم الأحداث الدرامية وتأتي معززة لها».
وأضاف "موسى" أن النص يفرض حرصاً شديداً من ناحية تجسيد أجواء الخريف والشتاء وهذا سيفرض بدوره تصويراً خارجياً غاية في الصعوبة مبيناً أن هناك الكثير من المشاهد التي يهطل فيها المطر والتي تأتي كعنصر درامي أساسي لهذا العمل، ولا يمكن استبدال مناخات درامية أخرى بها.
وبيّن مخرج العمل أنه يحاول من خلال مسلسل "الهروب" أن يضيف فضاء آخر للعمل بشكل نعبر فيه عن أكثر المناطق عمقاً في الروح الإنسانية، أي رغباتنا وذاكرتنا وأحلامنا غير المحققة.
وقالت الفنانة "عبير شمس الدين" أنها تؤدي في العمل دور "سمر" وهي فتاة تتزوج من شخص لا تعرف عنه إلا القليل ومن ثم تكتشف الوجه الآخر له بعد الزواج إلا أنها تضطر لتحمل الوضع، ويصبح من الصعب عليها اتخاذ قرار الانفصال عنه أو البقاء لوجود طفلة صغيرة، لافتةً إلى أنها أحبت شخصية "سمر" التي تعاني من عذابات في كثير من تفاصيل حياتها ولأن الدور مختلف في طريقة طرحه، ولأنها تستمتع بأداء الشخصيات المعقدة والمميزة.
أما الفنان الشاب "محمود نصر" فأوضح أنه يقوم بدور رسام موهوب، تتوفى أمه أثناء ولادته، وهذا يشعره بعقدة ذنب تمنعه من التواصل مع الجنس الآخر، مبيناً أنه يسعى إلى اختلاف أدواره التي يؤديها ويرفض الأدوار المتشابهة.
وهذا العمل من بطولة "فايز قزق وندين تحسين بك" ويشارك فيه كل من الفنانين "عزة البحرة، عبير شمس الدين، نجلاء الخمري، سعد الغفري، مجد فضة، محمد الأحمد، رامي خلف، محمود نصر، ريم درويش، لونا أبو درهمين، وإبراهيم عيسى"، أما ضيوف المسلسل فهم "طلحت حمدي وأنطوانيت نجيب".
كما يتألف الكادر الفني من المخرج المنفذ "سليم شامية"، ومخرج مساعد "رياض طعمة"، والمصور "أيمن سلامة"، وصوت "أحمد شهاب"، وستتم عمليات التصوير في "دمشق" وفي الطريق إلى "اللاذقية" مع بعض المشاهد في "قلعة المرقب" وضمن مدينة "اللاذقية".