«الانفتاح الإعلامي وتخصص قنواته، تطور الدراما السورية واعتلاؤها عرش الدراما العربية، البحث عن الذائقة وتعريف الجمهور بماهية الدراما التلفزيونية، وتعدد القنوات التلفزيونية المنوعة، وقلة التخصص في مجال الدراما التلفزيونية على عكس السينما، كل تلك الأسباب كانت السبب في انطلاق وولادة قناة سورية ذات تخصص درامي تعرض الأعمال السورية المتميزة، دون النظر إلى زمن الإنتاج والإمكانات الفنية المتوفرة في العمل، بل بالنظر إلى الإبداع والتألق الدرامي خلال مراحل سابقة من عمر الإنتاج الفني أدت إلى نمو الحس الإبداعي الفني لدى شركات الإنتاج، وما ارتبط به من تألق الأكاديميين السوريين في مجال التمثيل، ودعم الشركات الخاصة للقطاع الفني، أدى إلى كشف الستار عن قناة سورية درامية متخصصة بدأت عملها بتاريخ 7/4/2009 تسمى قناة "سيريا دراما"».

والحديث للأستاذ "مروان ناصح" مدير عام القناة في حديثه لموقع eDamascus بتاريخ

حققت القناة ما يراد منها كانطلاقة مبدئية، وفي ظل المشروع الجديد الذي تبناه الدكتور "محسن بلال" وزير الإعلام بإحداث مؤسسة عامة للدراما، سيكون التعاون فعالاً مع القناة في الإنتاج والعرض المشترك بين المؤسسة والقناة

10/12/2009، والذي أضاف: «حققت القناة ما يراد منها كانطلاقة مبدئية، وفي ظل المشروع الجديد الذي تبناه الدكتور "محسن بلال" وزير الإعلام بإحداث مؤسسة عامة للدراما، سيكون التعاون فعالاً مع القناة في الإنتاج والعرض المشترك بين المؤسسة والقناة».

مروان ناصح مدير القناة

وفيما يخص نهج القناة، وكيف يرى أهل الفن أنفسهم على "سيريا دراما" تحدثت الفنانة "جيانا عيد": «ولادة القناة كان لها رجع الصدى البارز في الوسط الفني، خاصة أنها قد جابهت ما يقال في بعض الأوساط الجماهيرية، والفنية بأن الدراما في سورية هي "طفرة حديثة العهد" مستندين إلى المعتقد الشائع، وهو إلغاء تجارب الآخرين، الأعمال الدرامية ترعرعت في أحضان الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، نمت منذ ستينيات القرن العشرين، هذا التراكم الهائل للتجارب والجهود منذ بداية الصناعة الدرامية السورية، وحتى الوقت الراهن سمح بتألق فريد أدى للتأثير في الشارع العربي، فالقناة ذاكرة حية للإبداع على الصعيد الفني، ومن الجانب الاجتماعي فالقناة تخلق حالة من حوار الأجيال عبر مزج الماضي بالحاضر، من خلال طرح نماذج لأعمال متميزة نفذت في فترات سابقة، مع عرض أعمال حديثة الإنتاج، وهي التجربة التي تألقت في بعض الأعمال الدرامية السورية مثل "باب الحارة" الذي لا يعدو كونه قصة درامية ذات حبكة عبر فترة سابقة من تاريخ واقعي مرت به مدينة "دمشق"».

وتختلف الرؤية الفنية الإخراجية في عن رؤية الممثلين في تشخيص حالة "سيريا دراما"، فالمخرج "مأمون البني" يرى أن عمل القناة يجب ألا يقتصر على بث المسلسلات طوال ساعات البث التلفزيوني لكي لا يكون المتلقي سلبياً، لا حول له ولا قوة سوى المتابعة فقال: «كقناة متخصصة يجب توصيف ماهيتها، قناة تلفزيونية تعرض التاريخ والحاضر الفني السوري، دورها تعريف المشاهد بنتاج العمل الدرامي خلال حقبة منذ منتصف القرن العشرين وحتى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين حتى الآن، لكن ما يطرح بين أيدينا: أين دور المشاهد المتلقي في ظل هذه العروض المكثفة للأعمال؟. ألا يجب أن يحصل المشاهد السوري الذواق على فرصة لإبداء رأيه في العمل الدرامي عبر برامج حوارية تربطه بالكاتب، وماذا يريد من القصة؟. والمخرج والمنتج؟. إضافةً إلى برامج التوعية والتعريف بطبيعة كل عمل درامي ونوعه من خلال التعريف بأوجه الشبه والاختلاف بين المسلسل والسهرة، ما ينقص القناة هو ماذا يريد المرسل أن يوصل للمتلقي عبر المسلسل التلفزيوني، وبالتالي الخروج من بوتقة العرض التجاري، ويبقى العرض التجاري من أهم توجهات القناة، ومصدر إيراداتها المالية، فالقناة خرجت عن التخصص الفني إلى تخصص التخصص في المجال الدرامي، لكنها كقناة حديثة الولادة في مجال الدراما تحتاج إلى تعريف مسبق بهوية القناة».

الفنانة جيانا عيد
المخرج مأمون البني