في ظل تعرض البحر الأبيض المتوسط لضغوط من قبل أعداد بشرية هائلة، ووجود التجمعات السكانية الكثيفة على شواطئه والمسببة لتغيرات كبيرة في الأنظمة البيئية الساحلية والداخلية، كان للدكتورة "مونتسرات بيلا" من إسبانيا لقاء مع الطلاب والمهتمين بالشأن البيئي في كلية العلوم بجامعة "دمشق" بتاريخ 15/12/2009.

سبل السيطرة والمعالجة لهذه الظاهرة الخطيرة تطرقت لها الدكتورة "بيلا" حيث أشارت إلى عمليات النقل الضارة التي تغير النظام البيئي في منطقة حوض المتوسط إما في الوقت الحالي أو في المستقبل، ومن المستحيل القيام بالسيطرة بشكل كامل على هذه الظاهرة، وذلك لكون دخولها يتم عبر فترات متفرقة ومن أماكن عديدة لا يمكن التحكم بها.

الأنواع الدخيلة أثرت على الأصلية في المنطقة، ووصلت إلى درجة القضاء عليها كلياً مما سبب تغيرات بيئية كبيرة، وذلك لكون الأصلية لديها عدو طبيعي أما المدخلة على المكان لا تملك هذه الخاصية لذلك تتكاثر بشكل كبير لا يمكن السيطرة عليه

أما أفضل الطرق التي يمكن من خلالها التعامل مع هذه المشكلة حسب تعبير الدكتورة فهي الوقاية التي تعتبر أفضل علاج ممكن وخصوصاً لجهة مراقبة المرافئ والمطارات ووضع نظام كشف على البضائع والمنتجات التي تدخل من الحدود البرية والبحرية، وإنشاء لوائح سوداء بأسماء كافة الأنواع التي لا يسمح بإدخالها بعد المقارنة بين فوائدها ومضارها، ومن ناحية أخرى نوهت الدكتورة "بيلا" إلى الأهمية الكبيرة للتربية البيئية والتوعية اللازمة لمحاولة القضاء على هذا الزحف الكبير للأنواع الغريبة القادمة إلى بيئتنا.

الدكتور مونتسرات بيلا

المخاطر الكبيرة التي تحصل جراء هذا التداخل بين الأنواع الأصلية والغريبة في البيئة المتوسطية تحدثت عنها بقولها: «الأنواع الدخيلة أثرت على الأصلية في المنطقة، ووصلت إلى درجة القضاء عليها كلياً مما سبب تغيرات بيئية كبيرة، وذلك لكون الأصلية لديها عدو طبيعي أما المدخلة على المكان لا تملك هذه الخاصية لذلك تتكاثر بشكل كبير لا يمكن السيطرة عليه».

ومن ناحيته عميد كلية العلوم في جامعة دمشق الدكتور "عصام قاسم" نوه إلى أهمية ما تم تقديمه حيث سلطت الضوء على مخاطر هذه الظاهرة في حوض المتوسط، وسورية جزء أساسي فيه، وأشار الدكتور "قاسم" إلى ظاهرة التهجين التي تعتبر أشد خطورة على الحياة البيئية والبحرية بشكل عام، وذلك لكون الانواع المعدلة وراثياً لها أضرار على البيئة والإنسان من خلال مقاومة الكثير منها عند التهجين فلا يمكن السيطرة عليها.

الدكتور عصام قاسم

الجدير بالذكر أن هذه المحاضرة هي سلسلة كبيرة من المحاضرات لإجراء تحليل تاريخي لتطور بعض الأنظمة البيئية ووضع تصورات للإجراءات التي يجب تطبيقها بهدف تنظيم الحماية المناسبة.